محمد برحال (البطل العالمي والأولمبي في رياضة المعاقين) لـ"المساء":

رئيس الاتحادية يريد تحطيم الفريق الوطني

رئيس الاتحادية يريد تحطيم الفريق الوطني
  • 615
❊ حاوره: ع.إسماعيل   ❊ حاوره: ع.إسماعيل

يعرف هذه الأيام رياضيو النخبة في اتحادية المعوقين معاناة كبيرة وصفت بالتجاوزات غير القانونية في حقهم، وأكثر ما ألمهم أنها تأتي من المسؤول الأول عن الاتحادية. ولمعرفة خبايا التوتر الذي يسود هذه الأيام في أوساط رياضة المعوقين، أجرت "المساء" حوارا مع البطل الأولمبي والعالمي محمد برحال المنتمي إلى نادي التجمع البترولي.

علمنا أن توترا كبيرا يسود صفوف الفريق الوطني للمعوقين، فما سببه؟

❊❊ التوتر الذي تتحدثون عنه انطلق بمجرد انتخاب المكتب الفيدرالي الجديد للهيئة الفيدرالية، وأقصد بشكل خاص رئيسه محمد حشفة الذي أصبح يكن لرياضيي النخبة عداوة أصبحت لا تطاق.. لقد عمد منذ توليه رئاسة الهيئة الفيدرالية إلى تغيير طبيعة تسييرها بصفة لا تتماشى مع ما تقتضيه شروط ممارسة هذه الرياضة، وأول خطوة قام بها تمثلت في إزاحة الأمين العام المعيّن من قبل وزارة الشباب والرياضة، وأتساءل كيف أنها وافقت على قراره، ولم يتوقف هذا الرئيس عند هذا الحد، حيث سرعان ما تمادى إلى المساس ببعض التقاليد التي كانت تسير عليها رياضة النخبة في هذا الفرع.

تقصدون الفريق الوطني؟

❊❊ بالطبع.. أعضاء الفريق الوطني من بين ضحاياه، لقد غيّر تسييره بصفة جذرية دون سابق إنذار، رغم أن نخبة هذه الرياضة بلغت تطورا كبيرا كان ينبغي أن يدعمه عوض تهديمه والعمل على تحطيمه بصفة نهائية.

كيف كان تصرفه تجاهكم؟

❊❊ ربما تقولون إن هذا الرئيس بصفته المسؤول الأول عن الفرع له أسباب دامغة دفعته لاتخاذ هذه القرارات، لكن كيف يمنع رياضي النخبة من المشاركة في التربصات والمنافسات في الخارج، بعدما بلغوا العالمية وشرفوا الجزائر، أكثر مما كان يتوقعه الجميع.. تقريبا كل أعضاء المنتخب الوطني وعددهم تسعة عشر عنصرا هم أبطال عالميون وأولمبيون خلال سنة 2017 وقبل ذلك أيضا.. أليس من حق الجزائريين أن يعتزوا بما حققه على المستوى الدولي هؤلاء الأبطال، ثم يأتي مسؤول من الاتحادية يريد محو بجرة قلم كل تضحياتنا.. أين هي سياسة تشجيع رياضة النخبة التي تتغنى بها السلطات العمومية المكلفة بالقطاع الرياضي؟.

شخصيا، فزت بالميدالية الذهبية في بطولة العالم 2017 لمسافة 400 م بلندن، وبالميدالية الفضية في الألعاب الأولمبية لريو دي جانيرو مسافة 100م في السنة ما قبل الأخيرة، بالإضافة إلى ميدالية برونزية في الألعاب الأولمبية 2012 وفضية في بطولة العالم مسافة 100 م سنة 2013.. لا أريد التغني بإنجازاتي لأن أغلبية أعضاء الفريق الوطني أبطال عالميون وأولمبيون أيضا.. حاليا لا نستفيد من أي تربص ونكتفي بالتدريبات على مستوى أنديتنا.. مؤخرا فقط رفض رئيس الاتحادية مشاركتنا في التجمع الدولي لدبي الذي يعد هاما لكل رياضي الإعاقة في العالم، لأنه يحدد الترتيب العالمي لهم، لاسيما الدوليين منهم. لقد مُنعنا من معرفة مدى ترتيبنا عالميا بسبب قرارات نعتبرها تعسفية لا تخدم مصلحة الرياضة الجزائرية.

لكن ما هي دوافع الرئيس لاتخاذ مثل هذه الإجراءات؟

يقول إن الاتحادية لا تملك الأموال الكافية لتحمل مصاريف تنقل الرياضيين إلى الخارج، وضمان مشاركتهم في التربصات.. مثل هذا الادعاء ليس له مبرر قانوني.. غياب أو ضعف الميزانية تتحمّلها الهيئة الفيدرالية نفسها.. لماذا لم تتخذ الفيدرالية السابقة نفس القرارات؟ لأن مسؤوليها المنتخبين تحملوا مسؤولياتهم في مجال تسيير الهيئة الفيدرالية.. في وقتهم كانت  تتوفر على بعض الأموال بفضل سياسة تمويل رشيدة انتهجها رئيسها السيد رشيد حداد الذي استطاع أن يجلب مؤسستي "سوسييتي جينيرال" و«أوريدو" وغيرهما من الممولين الذين تعاملوا مع الاتحادية وضمنوا لها جزءا كبيرا من تسييرها المالي.. كنا تحت إشراف رشيد حداد نشارك في التجمعات الدولية بسويسرا ودبي، مما مكننا من التعرف على مستوى منافسينا المباشرين الذين نتنافس ضدهم في البطولات العالمية والألعاب الأولمبية.. الاتحادية السابقة هي التي كانت تقوم بإجراءات المشاركة وتضمن لنا مصاريف الإيواء، فضلا عن التنسيق الجيد الذي كان حاصلا مع وزارة التضامن التي جلبت لي شخصيا كرسيا متحركا من الخارج بالعملة الصعبة.. لكن اليوم لا يحدث أي شيء من هذا القبيل في اتحاديتنا، كل شيء متوقف فيها لما يتعلق بتسيير الفريق الوطني.

ألم تحاوروا رئيسكم؟

❊❊ لقد رفض الحوار معنا، رغم إلحاحنا على مقابلته.. نحن الذين نصنع شهرة الاتحادية وليس الرئيس الذي يريد أن يقلص من وزننا ومن دورنا الرئيسي في صنع الإنجازات التي شرفنا بها وطننا وشعبنا.. كيف تتعاملون مع رئيس رفض أن نستعمل الموقع الإلكتروني للاتحادية في مراسلاتنا، بل ذهب إلى أبعد حد لما سمح لأشخاص ليست لهم علاقة برياضة المعاقين بتسيير الموقع الإلكتروني للاتحادية.. اتصلوا بالأعضاء الآخرين للفريق الوطني وسيؤكدون ما قلته لكم فيما يتعلق بموقف رئيس الهيئة الفيدرالية من عناصر النخبة الوطنية، منهم ليندة حنيني (القفز العالي)، حمدي سفيان (سباق السرعة)، حمومو فوضيل (سباقات نصف الطويلة)، عبد اللطيف بقة (السباقات الطويلة وأحسن رياضي عربي بسنة 2017 )، كلهم يعانون التهميش و"الحقرة".

كيف هو الآن موقف أعضاء المكتب الفيدرالي وأعضاء الجمعية العامة من هذه القضية؟

❊❊ الآراء والمواقف مختلفة لدى أعضاء المكتب الفيدرالي والجمعية العامة، لكن نحن ننتظر أن تعقد جمعية استثنائية لاتخاذ القرارات المناسبة لهذا الوضع.

علمنا أن وزير الشباب والرياضة استقبلكم، فما موقفه من هذه القضية؟

❊❊ لقد وجدنا وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي على اطلاع جيد بما يحدث لأعضاء الفريق الوطني، بل فاجأنا لما قال لنا بأن رئيس الهيئة الفيدرالية يتعامل مع أطراف في الاتحادية ليس لها ضمير، إلا أن القانون لا يسمح له بتنحية الرئيس الحالي ونحن ننتظر انعقاد الجمعية العامة الاستثنائية لتغيير الوضع السائد في الهيئة الفيدرالية.

حاوره: ع.إسماعيل