الإعلامي المغربي رضا طونجي يفضح جهاز المخابرات المغربية

استغلوني لطمس القضية الصحراوية ثم تخلوا عنّي..

استغلوني لطمس القضية الصحراوية ثم تخلوا عنّي..
  • 1529
م /خ م /خ

فضح الإعلامي المغربي مدير نشر جريدة «الصحراء» الأسبوعية الصادرة من أغادير محمد رضا طوجني، جهاز المخابرات العسكرية المغربية (المديرية العامة للدراسات والمستندات) الذي عمل على تجنيده واستغلاله للترويج للموقف المغربي بخصوص النزاع في الصحراء الغربية وطمس القضية الصحراوية.

وفي تسجيل بالفيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي أزاح الصحفي طوجني، اللثام عن المهام التي قام بها داخل وخارج التراب المغربي «لأهداف لم تكن واضحة» بالنسبة إليه، حيث سرد تفاصيل استغلاله من قبل الجهاز لمدة سنتين قبل أن يتم «التخلي عنه بعدما تراكمت ديون الجريدة وأصبحت «محل شبهة».

وكشف طوجني، تفاصيل تجنيده واستغلاله من قبل جهاز المخابرات العسكرية المغربية، حيث كان يرأس جمعية ما يسمى بـ«الصحراء المغربية» التي أنشأها الجهاز، قبل أن يتم الاتصال به من قبل مسؤولين في الجهاز، كونه من بين الإعلاميين المعروفين في المغرب، لتكليفه بمهمة كانت تبدو «مهمة نبيلة وتخدم  الوطن»، ليكتشف فيما بعد أنها كانت «مجرد استغلال لشخصه لتحقيق مآرب أخرى» .

وقال الإعلامي المغربي، إن المهمة كانت تسيير جريدة أسبوعية ينشئها الجهاز الذي يديره محمد ياسين المنصوري، تحت عنوان «الصحراء» ويتكفل بتمويلها ودفع  كامل المستحقات، وهدفها الترويج لموقف المغرب من القضية الصحراوية من خلال  الدفاع -على حد قوله –عما أسماه «الوحدة الترابية للمغرب» ولما يروج له «كأحقية المغرب بالصحراء» ضد كل من يدعم حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال.

وأضاف في هذا السياق، أن «عدم احترافية» بعض الموظفين السامين في الدولة وفي جهاز المخابرات أنهى المهمة بجملة من المشاكل والتهديدات بالرغم من الجهود التي بذلها لحل المسألة وديا مع الجهاز.

وروى المتحدث تفاصيل ما حدث له بقوله «لم يكن لدينا إشهار لأن المشروع لم يكن تجاريا والجريدة لم تكن تهدف لتحقيق ربح مادي، ولهذا تراكمت علينا الديون»، مضيفا بأن الأموال التي كان يدفعها الجهاز «لم تكن كافية..»

وطلب محمد رضا طوجني، من المسؤولين في جهاز المخابرات إيجاد حل لمشكل الديون غير أنه لم يتلق إلا وعودا بالاتصال بكبرى الشركات المغربية لتمويل الجريدة، مضيفا انه بعد سنتين من الصدور تفاقمت أزمة الديون ليتفاجأ بقرار الجهاز إغلاق الجريدة دون إعطاء سبب مقنع، قبل أن يستطرد في هذا الصدد «بعد عامين من الصدور لم أكن أعلم حتى الخط التحريري للجريدة» .

وأضاف الإعلامي المغربي يقول «اتصلت بالجهاز بشأن الديون التي كانت باسمي وطلب مني الاتصال بأحد المسؤولين فيه، غير أن هذا الأخير نفى مسؤوليته عن الأمر». وكشف عن مراسلات واتصالات عديدة أجراها مع مسؤولين سامين لحل المشكل، قبل أن يتلقى رسالة تهديد من قبل مسؤول ورد فيها «الجهاز كلّفني بوضعك عند حدك وحبسك  حتى تتوقف عن تشويه سمعته» . وأشار طوجني، إلى أن هذا التهديد دفعه لفضح ما وصفه بـ«سوء التسيير» في جهاز المخابرات المغربية، في محاولة لنفي مسؤولية الديون عن نفسه، حيث وجه في هذا الخصوص رسالة إلى مدير الجهاز ياسين المنصوري، يطالبه فيها بمحاسبة المسؤولين عما حدث، مؤكدا بأن جهاز المخابرات هو من أساء إليه وشوه سمعته واستغله في مهام عديدة داخل وخارج المغرب، حيث تنقل بين عدة عواصم أوربية وسط وعود بإعطائه المال لدفع ديونه.

وإذ كشف بأن أغلب المهام التي كلف بها  «فشلت» لأن مسؤولي الجهاز اهتموا على حد قوله بالأمور المادية أكثر من أي  شيء آخر، لفت الإعلامي المغربي في سياق متصل إلى أن المخابرات المغربية هددته بعدها لفقت له تهمة «التخابر مع دولة أجنبية»، معلنا استعداده للمثول أمام القضاء وتقديم الأدلة التي بحوزته في هذا الشأن.

ويأتي ما كشف عنه رضا طوجني، تزامنا مع تضييق القبضة الأمنية على الأصوات الحرة في المغرب، إذ تم الجمعة الفارط اعتقال الإعلامي توفيق بوعشرين، المعروف بانتقاده للسلطة في المملكة، حيث تم توقيفه في إنزال بوليسي غير مسبوق بمقر جريدة «أخبار اليوم» بمدينة الدار البيضاء.