السفير المصري بالجزائر لـ"المساء":

إنشاء شركة جزائرية ـ مصرية للتنقيب عن البترول

إنشاء شركة جزائرية ـ مصرية للتنقيب عن البترول
  • 765
رضوان قلوش رضوان قلوش

كشف السفير المصري بالجزائر السيد عمر أبوعيش في لقاء خاص مع "المساء" بأن الجزائر ومصر بصدد التحضير لإنشاء أول شركة جزائرية ـ مصرية مختلطة متخصصة في التنقيب عن البترول في دول أخرى، مشيرا إلى أن المشروع لا يزال قيد الدراسة والتحضير منذ سنة 2014 لإعداده وطرحه للمصادقة من قبل مسؤولي الدولتين خلال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين المقررة السنة الجارية.

وأوضح السفير المصري بأن التعاون الجزائري ـ المصري في مجال الطاقة، عرف تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، بالرغم من التراجع الكبير في استيراد الغاز الجزائري من طرف مصر بعد الاستكشافات الكبيرة التي تحققت مؤخرا في مصر ومساعيها لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير بحلول سنة 2020.

غير أن ذلك لا يمنع حسب الدبلوماسي المصري من استمرار التعاون بين البلدين من خلال عمليات تكرير البترول الجزائري بمعامل "ميدور" المصرية المتخصصة، وهي الوضعية التي تساعد الجزائر ـ حسبه ـ باعتبار أن البترول المكرر يعاد للاستخدام بالجزائر.

كما ذكر السفير في سياق متصل بأن بلاده تلقت طلبا من الجزائر لتوفير الخبرة المصرية في التنقيب عن البترول بالبحر، بالنظر إلى التجربة المصرية في هذا المجال.

وعن حجم المبادلات التجارية بين البلدين، أكد السفير بأنها تأثرت كثيرا بفعل قرارات الجزائر ومصر بخصوص عمليات الاستيراد والإجراءات التي قلّصت من حجم الوردات في كلا البلدين، غير أن الجزائر ومصر ـ حسبه ـ فتحتا أبوابا أخرى لدعم التعاون الثنائي، وقامتا بتعويض المبادلات التجارية، بدعم مجالات الاستثمار والشراكة المختلفة، حيث تمكن العديد من المتعاملين من البلدين، بفضل هذه الجهود من التغلب على بعض القيود التجارية، مذكرا في سياق متصل بأن أكبر 5 شركات مصرية تنشط بالجزائر على غرار "أوراسكوم" و«المقاولون العرب" وبيتروجيت" و«السويدي للكوابل والكهرباء"، حيث تساهم كل هذه الشركات في مشاريع التنمية بالجزائر.

وكمثال عن فعالية هذه الاستثمارات، أشار السيد أبو عيش إلى أن شركة "السويدي للكوابل والكهرباء" تنتج 50 بالمائة من احتياجات السوق الجزائرية في مجال الكابلات وكل أنواع الشبكات الكهربائية والمحولات، وتمكنت من خلال استثماراتها بالجزائر من الوصول إلى تصدير منتجاتها "كمنتوج جزائري" لبعض الدول المجاورة ودول إفريقيا، بما فيها مصر، ما يؤكد ـ حسبه ـ قوة الاستثمارات المصرية بالجزائر.

كما ذكر السفير بأن نفس الشركة استفادت بالجزائر من صفقة لإنشاء أكبر مجمع لإنتاج الطاقة عن طريق الألواح الشمسية بالصحراء الجزائرية، معتبرا بأن مثل هذه الإنجازات لا يمكن إلا أن تعكس عمق وقوة العلاقات بين البلدين.

41.000 تأشيرة سلمت للجزائريين

وبخصوص التعاون في مجال تنقل الأشخاص، كشف سفير الجمهورية العربية المصرية بالجزائر عن تسجيل زيادة هامة في عدد السياح الجزائريين لمصر، حيث أشار في هذا الصدد إلى أن التسهيلات التي تقدمها السفارة المصرية للجزائريين، مكنت من رفع عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين إلى نحو 41.000 تأشيرة في 2017، مقابل 4800 تأشيرة سنة 2014.

وإذ اعتبر هذا الارتفاع في عدد التأشيرات الممنوحة، طفرة نوعية، أكد السيد أبوعيش بأنها تبقى غير كافية بالنسبة للطرف المصري، بالنظر للمؤهلات السياحية التي تتوفر عليها مصر.

وكشف السفير في هذا الإطار سعي الطرف المصري لرفع عدد الخطوط الجوية الرابطة بين الجزائر ومصر، قائلا في هذا الصدد: "نحن نتفاوض حاليا مع هيئة النقل المدني الجوي بالجزائر لفتح خطوط جديدة والسماح لبعض شركات الطيران بدخول مجال النقل الجوي الذي لم يعد حكرا على الشركات التابعة للدولة". وأشار في سياق متصل إلى سعي الطرفين للتوصل لشراكة بين الخطوط المصرية والخطوط الجوية الجزائرية، يتم بموجبها تنظيم رحالات نقل جوي مشتركة، مع فتح خطوط جديدة نحو دول أخرى، معتبرا هذا المشروع "هام جدا لإحداث طفرة تنموية جديدة بين البلدين". وبخصوص انعقاد اللجنة المشتركة العليا للتعاون الجزائرية ـ المصرية، أوضح السفير بأن انعقادها كان مقررا مطلع السنة الحالية، غير أنه تم تأجيلها إلى موعد لاحق، سيتم تحديده بعد مراسلة الجزائر بالمقترحات المصرية. وذكر السفير في هذا الإطار بأن الجزائر ومصر وقعتا 16 اتفاقية تعاون وتفاهم سنة 2014، فيما سيتم خلال اللجنة العليا المنتظر عقدها قريبا، إعادة تحيين بعض الاتفاقيات وتقييم ما تم تنفيذه في إطار الاتفاقيات الماضية، مع تحديد العراقيل التي اعترضت بعض المجالات لتذليلها، فضلا عن إبرام اتفاقيات جديدة.

نحو توحيد مناهج التدريس بين الجزائر ومصر

وعلى مستوى التعاون الثنائي في مجال التعليم، كشف سفير مصر بالجزائر، بأن هذا التعاون يبقى قائما ومكثفا، حيث تنقل العام الماضي ـ حسبه ـ 40 طالبا جزائريا لتلقي دراسات عليا بالجامعات المصرية، مشيرا إلى أنه سيتم التطرق لموضوع توسيع هذا التعاون خلال عقد اللجنة المشتركة للتربية والتعليم بين البلدين، التي ستبحث إمكانية توحيد برامج التدريس للسماح للتلاميذ الجزائريين من الدراسة بمصر.

وفي رده حول إمكانية إقامة مباراة كروية بين الجزائر ومصر بعد الأحداث التي نشبت بين البلدين عقب لقاء أم درمان في 2009، كشف السفير تأييده لهذه الفكرة التي تم طرحها، مؤكدا السعي لتنفيذها، على أرض الواقع، حيث يجري التحضير لإقامة مباراة بين مصر والجزائر قبيل انطلاق فعاليات مونديال روسيا.