إعداد مخطط لتطوير مستوى الخدمات
دور السياحة في تحقيق التنمية المستدامة محور مؤتمر دولي
- 5891
تنظم جامعة تبسة خلال شهر أفريل القادم، المؤتمر الدولي الأول حول "دور قطاع السياحة والصناعة التقليدية في تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على الإرث التاريخي والحضاري للجزائر"، وستكون ولاية تبسة نموذجا لذلك، حيث يهدف الملتقى إلى إعداد مخطط لتطوير مستوىی الخدمات بالولاية بمختلف بلدياتها، وفقا للنماذج الدولية وكذا إعداد قاعدۃ بيانات تمكّن من رصد سياح قصد مرافقتهم الإرشادية للمواقع التاريخية والأثرية، والتعريف بالمنتج المحلي السياحي والحرفي.
تلعب السياحة دورا هاما في اقتصاديات الدول، وتحتل مكانا مرموقا واهتماما عالميا من جانب الحكومات والخبراء، حيث الإصرار على أن الدولة التي أخذت في تطوير وتنمية القطاع السياحي فيها، تأخذ طريقها نحو التنمية الاقتصادية وتحسين الهيكل الاقتصادي، ويظهر الأثر الاقتصادي للسياحة في زيادة الإيرادات السياحية من النقد الأجنبي، مما يعطي الدفعة اللازمة للتنمية بتوفير أكبر قدر من العملات الأجنبية التي ينفقها السائحون خلال مدة إقامتهم على مختلف الخدمات والسلع السياحية وغير السياحية، كما أن هذا الإنفاق السياحي يحقق أثرا مضاعفا إذا أعيد إنفاقه لعدد من المرات على تحسين السلع والخدمات، مما يؤدي إلى مضاعفة هذا الدخل، ولا تقتصر الفائدة التي تعود على الاقتصاد القومي من النشاط السياحي الجاري، بل إن الإنفاق السياحي الاستثماري يساهم في تنمية عدد من القطاعات التي تغذي قطاع السياحة، بما يحتاجه من سلع وخدمات، كما يمكن للحكومة التحكم في مساهمة السياحة في الإيرادات الحكومية بالقدر الذي تحتاجه، متمثلاً في أشكال ضريبية مباشرة وغير مباشرة على الأرباح التجارية والصناعية والجمركية.
بالنسبة للسياحة المحلية للمواطنين، سواء كانوا جزائريين أو مقيمين أهمية كبرى، إذ ترتبط بمعرفة الأفراد لتراث البلد وحضارته، وبذلك يزداد الوعي الثقافي والفكري الذي يؤدي بالتالي إلى زيادة القدرة على العمل والإنتاج، تبعا لما يتاح للفرد من الراحة والاستمتاع بإجازته، ومن هنا يتضح أنه يجب على الدولة أن توفر للأفراد فرصة السياحة المحلية كأحد العوامل الرئيسية لدفع عجلة التنمية السياحية.
دائما ما تترك السياحة أثارها على مختلف نواحي الحياة في المجتمع الذي يتجه بقوته ونشاطه إلى التنمية السياحية، وتعتبر الآثار الاجتماعية للسياحة واضحة جدا، تظهر آثارها بقوة على جوانب الحياة الاجتماعية المختلفة، مثل الطابع العام للمجتمع، وبعض الظواهر الاجتماعية والعادات والتقاليد الموجهة لسلوك الأفراد، ومن أهم عوامل حدوث هذه الآثار؛ التداخل بين المواطنين والسائحين، خاصة من لهم علاقة مباشرة مع السائحين، مثل العاملين بشركات السياحة والفنادق والإرشاد السياحي، ولهذه الطوائف من العاملين مواصفات خاصة تمكنهم من أداء مهارتهم بكفاءة تامة، كما تؤثر السياحة على المجتمع الدولي بالمساهمة في إفشاء جو من السلام والأمن العالمي، مما يخفض من حدة التوتر الدولي ويعمل على زيادة روح المودة والتفاهم العالمي بين المجتمعات والشعوب المختلفة.
تأتي هذه التظاهرة بالتركيز على مدينة تبسة "تيفاست" المدينة الضاربة في التاريخ بحضارتها وعمقها وتراثها وجذورها عبر التاريخ، كنموذج من المدن الجزائرية الضاربة جذورها في التاريخ والحضارة.
ولأهداف مرصودة من محاور وورشات المؤتمر الدولي الأول، في سبيل تكريس وتطوير التنمية المحلية من خلال مداخيل القطاع السياحي بولاية تبسة، مع إرساء دعائم الاستثمار السياحي بالولاية، وتنظيم وتشجيع السياحة الحدودية وكذا تنقلات الأفراد، الأموال، السلع والخدمات وبعث سبل إنجاح نشاط التبادل الحر، فضلا على إعداد مخطط لتطوير مستوی الخدمات علی مستوی الولاية بمختلف بلدياتها، وفقا للنماذج الدولية.
❊نور الهدى بوطيبة