تحتضن قرية آث زعيم ببلدية معاتقة، ولاية تيزي وزو، فعاليات عيد الزيتون في طبعته الثامنة، منذ أمس الأربعاء إلى غاية 24 مارس الجاري، وهي التظاهرة التي تنظمها الجمعية الثقافية «تيقجديث آث زعيم»، بالتنسيق مع مصالح بلدية معاتقة، ينتظر أن تعرف مشاركة نحو 60 حرفيا، من بينهم 20 حرفيا ينتجون زيت الزيتون، معظمهم من معاتقة، إلى جانب مشاركة حرفيين من ولايات بجاية، البويرة وبومرداس لإثراء المعرض بمنتجات تقليدية متنوعة.

سطر القائمون على تنظيم هذه الطبعة برنامجا ثريا، يستهل بتدشين معرض حول مختلف المنتجات الفلاحية من العسل، التين الجاف، وغيرها، والتي يكون فيها زيت الزيتون السيد، حيث سيتم عرض أنواع الزيتون والأشجار التي تتوزّع على مستوى تراب الولاية، ويختلف منتوجها باختلاف التربة التي تنمو فيها الشجرة، إلى جانب عرض مجموعة من منتوجات الصناعات التقليدية التي أبدعتها أنامل نساء ورجال آث زعيم، وكذا حرفي قرى الولاية، من حرفة صناعة الفخار، الحلي الفضية، اللباس التقليدي، الزرابي وغيرها. كما سيعرض الضيوف منتجاتهم في مجالي الفلاحة والصناعة التقليدية،  وستكون فرصة للزائر وقاصد المعرض لاقتناء ما يريده بأثمان مقبولة وفي متناول الجميع.

كما جرت عليه العادة في الطبعات السابقة، يتم ككل سنة منذ انطلاق الاحتفال بعيد الزيتون بمعاتقة، تنظيم زيارة لفائدة زوار المعرض وضيوف معاتقة إلى معاصر الزيتون، يطلعون خلالها على طريقة تسيير المعاصر والإمكانيات التي تستعملها منذ بداية استقبال المنتوج إلى آخر مرحلة، حيث يكون جاهزا للاستهلاك، لتتم تعبئته من طرف أصحابه إلى المنازل. كما ستكون فرصة لتذوق زيت زيتون معاتقة الذي يمتاز بالجودة والمذاق، وهو ما جعله يحتل الصدارة في إنتاج الزيتون على تراب الولاية. تتخلل برنامج التظاهرة التي تدوم أربعة أيام، جملة من النشاطات الفنية والثقافية، إلى جانب إلقاء عدد من المحاضرات حول كيفية الاعتناء بشجرة الزيتون، إلى جانب عملية التلقيم، مع عرض مختلف طرق حماية الزيتون من الأمراض والتطرق إلى دور النوعية ونظام استخراج زيت الزيتون، ومناقشة تطوير مخلفات عصر الزيتون لخدمة البيئة، وغيرها من النقاط التي تعد محور نقاش هذه التظاهرة.

تعتزم الجمعية الثقافية «تيقجديث آث زعيم»، بهذه المناسبة، تكريم منتجين اثنين لزيت الزيتون يتميز منتوجهما بالجودة والمذاق والنوعية، بغية تشجيع الفلاحين على المضي قدما في مجال تطوير المنتوج، وهو  ما من شأنه تحسين نوعيته وجودته، ليكون قادرا على اقتحام الأسواق الداخلية وحتى الخارجية، ومواجهة المنافسة ليفرض نفسه بجودته ونوعيته، لاسيما من حيث درجة الحموضة.

للإشارة، تعتبر هذه التظاهرة التي تنظّمها قرية آث زعيم منذ سنوات، فرصة لتشجيع العائلات بمعاتقة على استمرارها في حماية شجرة الزيتون التي تعتبر منذ زمن قديم مصدر رزقها، مع التذكير بالدور الذي يلعبه المنتوج في إنعاش النسيج الاقتصادي للمنطقة التي تتوفر على كل الشروط والظروف في سبيل ترقية وتطوير إنتاج زيت الزيتون.

❊ س.زميحي