والي غرداية عز الدين مشري لـ "المساء":
الولاية مرشحة لتكون قطبا جهويا استراتيجيا بامتياز
- 2493
أكّد والي غرداية عز الدين مشري لـ "المساء"، أنّ الحركة التنموية بالولاية تعرف انتعاشا كبيرا بعد رفع رئيس الجمهورية التجميد عن مشاريع عديدة في شتى القطاعات، ستعرف بموجبها الولاية ميلاد مائة ألف مشروع في قطاعات الصناعة والفلاحة والسياحة إلى جانب الصحة والسكن، مؤكدا إقلاع عملية التنمية الاقتصادية بعد استتباب الأمن في المنطقة، ومشيرا بالمناسبة إلى أن عيد الزربية هذه السنة كان مميزا وأخويا، مع إمكانية جعل هذا العيد عالميا، خاصة أن زربية غرداية العريقة أضحت تنافس نظيرتيها الإيرانية والتركية.
أشار السيد مشري في معرض حديثه، إلى أن عيد الزربية في طبعته الخمسين هذه السنة، كان مميزا بسبب الحضور الكثيف للمواطنين والسياح الأجانب والفرق الفلكلورية من خارج الوطن كالتونسية والليبية، إلى جانب الصورة الجميلة للأخوة، مؤكدا طموحه مستقبلا في دعوة الدول الصديقة للمشاركة في هذه التظاهرة العريقة.
وأرجع المتحدث نقص التسويق إلى أسباب عدة، منها عدم الترويج الجيد للزربية، مشيرا إلى أهمية الترويج لها من قبل السفارات والقنصليات ووزارة التجارة والحرفيين، داعيا إلى التعريف بهذا الموروث الثقافي والشعبي الذي صار ينافس المنتوجات العالمية، على غرار الإيرانية والتركية، ومضيفا أن بعض الحرفيات الناشطات في هذا المجال يعانين من غياب أماكن التصنيع والمادة الأولية. وأضاف: "نحن بصدد استرجاع محلات الرئيس التي لم يعمل بها أصحابها، لإعطائها للحرفيين الذين سيتلقون المساعدة من السلطات وهيئات الدعم والمرافقة كـ "أونساج"، مشيرا إلى أنّ هناك عملا كبيرا ينتظر الحرفيين في هذا المجال.
وفيما يخص المشاريع التنموية بالولاية قال السيد مشري: "عند الحديث عن التنمية لا بد من الرجوع إلى الماضي، فالولاية عرفت جمود العشر سنوات منذ 2008، أثرت فيها الفيضانات والأحداث الدامية الأليمة التي عرفتها المنطقة. ومنذ تنصيبنا على رأس الولاية كان الهدف الأول هو العمل على استتباب الأمن، إذ لا يمكن الحديث عن التنمية والاستثمار في غياب الأمن.. فنحن قد استثمرنا في الأمن، ومنه الانطلاقة الفعلية والإقلاع الاقتصادي، وحدث فعلا في جميع المجالات، ومنه الاستثمار في القطاع الفلاحي السياحي والصناعي، حيث تم إنشاء 07 مناطق نشاط..".
أما في القطاع الفلاحي فأشار المسؤول التنفيذي إلى القيام بتوزيع عدة هكتارات، واسترجاع ما يفوق 60 ألف هكتار لم تُستغل بعد، في انتظار توزيعها على من يستغلها بجد. وذكر أنّ الولاية استطاعت تغطية الطلب في إنتاج الحليب باعتبار أنّ غرداية تضم ما يفوق 4 آلاف بقرة حلوب و11 ملبنة، ففي رمضان الفارط استطاعت أن تحقق الاكتفاء الذاتي في الحليب، وهذا راجع إلى ارتفاع عدد المستثمرين في تربية الأبقار ووجود الأعلاف مثل الذرة.
واستطاع بعض الفلاحين - حسب المتحدث - إنتاج ما يفوق 80 قنطارا من الحبوب في الهكتار الواحد على غرار السيد حجاج، الذي نجح في إنتاح 82 ألف قنطار من القمح الصلب. كما أصبحت غرداية تموّل 20 ولاية في الأعلاف، حيث تم إنتاج 570 ألف قنطار من التمور خلال هذه السنة، وإدخال زيت الزيتون الذي أعطى نتائج إيجابية، والأشجار المثمرة والفواكه إلى جانب برتقال المنيعة.
وفيما يتعلق بالاستثمار السياحي، أشار الوالي إلى وجود 17 مشروعا قيد الإنجاز، وما يقارب مائة ألف مشروع تمت المصادقة عليها وحظيت بقرارات رسمية، لتفادي النقص الفادح في هياكل الاستقبال كالفنادق، مضيفا أنه تم خلال السداسي الأول من السنة الفارطة، تسجيل دخول 500 ألف سائح من مختلف الجنسيات، إلى غرداية.
وفي قطاع الصناعة، ستحظى الولاية ـ حسب مسؤولها الأول ـ بمنطقة صناعية تتربع على 100 هكتار ببلدية غرداية، وتوسيع المنطقة الصناعية لبنورة والقرارة. كما ستعزز المنطقة بمشاريع في مجالات الصحة والري والسكن والتعليم العالي بفضل رفع التجميد عنها من قبل رئيس الجمهورية، وهو ما سمح بانتعاش التنمية المحلية على مستوى الولاية.
وتحصي جامعة غرداية 12 ألف طالب في انتظار استلام معاهد ومشاريع تعليمية أخرى جديدة لاحقا. كما حظي القطاع الصحي في المنطقة برفع التجميد عن مشروع مستشفى 240 سرير، حيث تقدَّر تكلفة المشروع بـ 550 مليار سنتيم إضافة إلى برمجة إنجاز مشروع مستشفى بالقرارة وآخر بـ 60 سريرا ببريان، ومستشفى للأمراض العقلية بطاقة استيعاب تقدر بـ 60 سريرا، وآخر لمعالجة الإدمان، ناهيك عن مدرسة للتكوين شبه الطبي وعدة عيادات.
وتمّ في إطار الاستثمار منح 10 أوعية عقارية للعيادات الخاصة، ورفع التجميد عن 19 مشروعا في قطاعي التربية والري، حيث يوشَك على الانتهاء من أشغال مشروع تطهير المياه القذرة بـ 60 مليار سنتيم من بن دهوة إلى العطف.
وحيال المشاريع السكنية وتهيئة الطرقات أوضح والي غرداية أن الولاية تحصي 6 آلاف سكن في المنيعة بكل الصيغ، إلى جانب مواصلة مشاريع تهيئة الطرقات، علما أن المنطقة تربطها عدة طرق بورقلة وتمنراست وأدار، وبالأخص الطريق المزدوج رقم واحد انطلاقا من الميناء إلى غاية عمق تمنراست، إلى النيجر.
وفيما يتعلق بالحصبة الألمانية أو ما يُعرف ببوحمرون وطريقة مكافحة هذا الوباء، تم، حسب المتحدث، تنصيب خلية للمتابعة يترأسها الأمين العام للولاية وإطارات من الصحة ورؤساء البلديات بعد تسجيل 11 حالة مشكوك فيها غادرت المستشفى، إثر إرسال عيّنات من التحاليل إلى معهد باستور بالعاصمة تماشيا مع الإجراءات المعمول بها على مستوى المستشفيات والعيادات، مع التأكيد على اليقظة اللازمة، في وقت تتواصل عمليات التحسيس والتوعية لفائدة العائلات، لمعرفة أعراض المرض، وتشجيعهم على الذهاب إلى الطبيب بدل الاعتماد على العلاج التقليدي.
❊مبعوثة "المساء" إلى غرداية: أحلام محي الدين