تمكن المنتخب الوطني لكرة القدم من الإطاحة بضيفه التنزاني، بعدما حقّق فوزا عريضا بنتيجة (4-1)، في المواجهة الودية التي جمعتهما أول أمس بملعب «5 جويلية الأولمبي»، ضمن استعدادات الخضر لخوض التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2019 بالكامرون.

لم نشهد دخولا قويا من المنتخب الوطني أو منتخب تنزانيا في بداية المواجهة، لأن كلاهما التزم بالحذر الشديد فوق الميدان، حيث سجلت أول محاولة من قبل الخضر بعد مرور ست دقائق من طرف اللاعب سفيان هني، الذي حاول أن يباغت الحارس التنزاني بتسديدة، لكن الدفاع أبعد الخطر.

بعد عدة محاولات هجومية، نجح الخضر في الوصول إلى مرمى المنافس في الدقيقة 13 عن طريق المهاجم بغداد بونجاح، الذي حوّل تمريرة زميله رياض محرز بنجاح إلى الشباك، مسجلا أول أهداف المنتخب الوطني.

وعقب هذا الهدف، وجد رفقاء اللاعب ساماطا أنفسهم مجبرين على الخروج من منطقتهم ومحاولة تعديل النتيجة، وهو ما كان في الدقيقة 20، بعد أن حوّل اللاعب شيزا ركنية برأسه إلى شباك الحارس شاوشي بنجاح، لتزداد ثقة التنزانيين في أنفسهم وحاولوا جاهدين أن يرجحوا الكفة لصالحهم بعدة محاولات، ليباغتهم رفقاء اللاعب مجاني بهدف في آخر دقيقة من الشوط الأول، كان من اللاعب التنزاني كاتومبي الذي حوّل الكرة إلى شباكه بالخطأ، وتنتهي هذه الفترة من اللقاء لصالح المنتخب الوطني.

الخضر ينتعشون في الشوط الثاني

مع انطلاق الشوط الثاني من اللقاء، كان أشبال المدرب رابح ماجر أكثر انتعاشا، حيث رموا بكل ثقلهم في الهجوم بغية تسجيل أهداف أخرى، وهو ما تحقق في الدقيقة 53 عبر القائد كارل مجاني الذي سجل الهدف الثالث بعد هجمة منظمة قادها الثنائي  هني وسوداني، لتصل الكرة إلى المدافع ماندي الذي مررها بدوره لمجاني، الذي لم يجد صعوبة في  إسكانها الشباك.

تحسين الأداء في الوسط بالتغييرات

بعدها قام الناخب الوطني رابح ماجر بإحداث تغييرين في الدقيقتين 60 و68 بإقحام بن ناصر في الوسط مكان بن طالب، وشافعي الذي عوض بن سبعيني في الدفاع، سعيا منه لتعزيز الجدار الخلفي وتحسين الأداء في الوسط، والذي لم يكن في المستوى المطلوب في هذا الموعد.

وضيع الخضر عدة فرص سانحة للتهديف في هذه الفترة من اللقاء، كتلك التي أتيحت للاعب سوداني في الدقيقة 62 أو زميله بونجاح في الدقيقة 79، لكنها لم تستغل جيدا.

من جهته، لم يكتف منتخب تنزانيا هو الآخر بالدفاع، بل حاول أن يعود في النتيجة، وكاد أن يحقق ذلك في عدة مناسبات لولا براعة وفطنة الحارس شاوشي.

بونجاح يبدع في تسجيل الهدف الرابع

بوصول المباراة إلى الدقيقة 80، قام هداف نادي السد القطري بغداد بونجاح بمنح الخضر الهدف الرابع بطريقة رائعة، بعدما نجح في مراوغة دفاع تنزانيا وانفرد بالحارس محمد عبد الرحمان وسجل بكل سهولة، وهي أول ثنائية له مع الخضر، أكد بها أحقيته في التواجد مع النخبة الوطنية كأساسي.

رغم أن الفوز الذي حققه الخضر يبقى جيدا من ناحية النتيجة، إلا أن الأداء لا زال بعيدا عن تطلعات المتتبعين وعشاق الفريق الوطني، خاصة أنّ الخطة التكتيكية التي انتهجها المدرب رابح ماجر باعتماده على ثلاثة مدافعين، أربعة عناصر في الوسط وثلاثة في الهجوم، لم يتعود عليها كثيرا الخضر، وسيكونون بحاجة إلى تصحيح عدة نقاط لتحسين المستوى أكثر، قبيل الشروع في التصفيات الخاصة بـ»كان 2019».

يخوض رفاق الحارس شاوشي يوم الثلاثاء المقبل، مباراة أخرى أمام منتخب إيران بمدينة غراز النمساوية، في ثاني موعد ودي لهم خلال هذه الأسبوع.

تصريحات

حكيم مدان (المناجير العام للخضر):الفوز جيد من الناحية المعنوية

قال حكيم مدان المناجير العام للمنتخب الوطني، أول أمس، خلال تصريحه للإعلاميين، أن الانتصار ضد تنزانيا كان جيدا للخضر والطاقم الفني الذي خرج بعدة نقاط من هذا الموعد التحضيري، وقال «الفوز المحقق ضد منتخب تنزانيا جيد من الناحية المعنوية لمنتخبنا الوطني، سيسمح له بالتحضير جيدا للمقابلة المقبلة ضد منتخب إيران، الذي يحضر هو الآخر لخوض منافسة كأس العالم 2018. في كل مباراة هناك عدة نقاط يتم استخلاصها سواء إيجابية أو سلبية، منتخبنا الوطني قدم أداء في المستوى وسيكون أفضل دون شك، نحن نعمل ما في وسعنا من أجل الاستعداد جيدا ومن كل الجوانب لخوض التصفيات الخاصة بنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2019 بالكامرون، ونتمنى النجاح في هذه المهمة».

جمال مناد (مساعد مدرب المنتخب الوطني): راضون عن أداء اللاعبين

عبر جمال مناد مساعد مدرب المنتخب الوطني، عن رضاه عن الأداء الذي قدمه الخضر في المباراة التي انتصروا فيها على نظيرهم التنزاني وديا، أول أمس بملعب 5 جويلية، مشيرا إلى أن الخضر كانوا قادرين على الفوز بنتيجة أكبر. قال مناد بعد نهاية اللقاء «نحن راضون عن الأداء، خاصة بعد الخطة التكتيكية التي لعبنا بها اليوم ضد تانزانيا، والتي أرى أنها أتت بثمارها من حيث الاحتفاظ الجيد بالكرة وتمريرها بين العناصر فوق الميدان، سجلت بعض النقائص، وهذا أمر منطقي بسبب تغيير الخطة بسبب ضيق الوقت، لكن على العموم نحن راضون بالمستوى الذي قدمه لاعبونا في اللقاء، بالنظر إلى الفرص العديدة التي أتيحت لنا، والتي لو ترجمت لأهداف حقيقية لكانت النتيجة أكبر»، ليضيف»الفريق الوطني الذي يتواجد بصدد التكوين ونحن نعمل جاهدين في سبيل تقديم مردود فني أحسن ويكون منتخبنا أقوى في المستقبل».

كارل مجاني (قائد المنتخب الوطني):سنكون أفضل في المباريات المقبلة

من جانبه، أكد قائد الخضر كارل مجاني، أنهم كانوا في الموعد في هذه المواجهة، مشيرا إلى أنهم سيعملون ما في وسعهم من أجل تقديم أداء أحسن ضد إيران.»المواجهة كانت جيدة ضد منتخب تنزانيا، كنا في الموعد ونجحنا في تسجيل 4 أهداف كاملة، رغم أن الخطة التكتيكية التي طبقناها جديدة، تلقينا هدفا بطريقة ساذجة من كرة ثابتة، لهذا علينا تعديل بعض الأمور حتى نكون أقوى في المقابلة القادمة، التي ستكون ضد منتخب إيران المتأهل إلى كأس العالم في ملعب محايد بالنمسا، ونحن لسنا متعودين على اللعب أمام المنتخبات الآسيوية، الآن علينا بالاسترجاع جيدا ومراجعة جميع النقائص التي سجلناها وتصحيح الأخطاء التي ارتكبناها خلال هذا اللقاء ضد تانزانيا، وسنحاول رفع مستوانا الفني في المباريات القادمة دون شك».

زين الدين فرحات (وسط ميدان الخضر):الفوز يمنحنا مزيدا من الثقة لنا وللأنصار

أبدى زين الدين فرحات وسط ميدان الخضر، عن رضاه على المستوى والانتصار الذي حققوه أول أمس ضد تنزانيا، مضيفا أنه سيسعى جاهدا لمواصلة البروز مستقبلا. «لعبنا بطريقة جيدة ضد تنزانيا، خاصة في الشوط الثاني، والفوز مهم لنا من الناحية المعنوية ويمنحنا مزيدا من الثقة لنا وللجمهور الجزائري، النهج التكتيكي الجديد الذي اعتمدنا عليه سيكون سلاح المنتخب الوطني مستقبلا، خاصة إذا طبقناه بطريقة جيدة. بالنسبة للقاء، فإن الهدف الذي تلقيناه في الشوط الأول أثر فينا وأخلط حساباتنا، لكن في الشوط الثاني طبقنا تعليمات الطاقم الفني بطريقة دقيقة وتمكنا من الفوز بنتيجة عريضة». عن مردوده في اللقاء، أضاف فرحات: «من الناحية الشخصية أظن أنني قدمت مباراة مقبولة، وأسعى دائما إلى فرض مكانتي مع التشكيلة الوطنية، عبر تقديم مردود أحسن فوق أرضية الميدان، لا يمكنني الحكم على نفسي، لكنني سأعمل على مواصلة التألق في  اللقاءات القادمة».

آلي ساماتا (مهاجم منتخب تانزانيا): المنتخب الجزائري صنع الفارق بفضل خبرة لاعبيه

«المنتخب الجزائري صنع الفارق في هذا اللقاء، بفضل خبرة لاعبيه الذين ينشطون في أكبر البطولات الأوروبية. وحسب رأيي، تبقى الجزائر دائما من أحسن البلدان الإفريقية في عالم كرة القدم، لقد حاولنا مجاراة لعب الجزائريين، لكننا فشلنا في ذلك».

و. توفيق

براهيمي وبن طالب وبناصر يغيبون ضد إيران

تأكد رسميا غياب الثلاثي ياسين براهيمي، نبيل بن طالب واسماعيل بناصر، عن المباراة الودية الثانية التي تنتظر المنتخب الوطني ضد نظيره الإيراني هذا الثلاثاء بالنمسا.

أكدت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عبر موقعها الرسمي على شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، أمس أن «الطاقم الفني للمنتخب الوطني قرر تسريح الثنائي ياسين براهيمي ونبيل بن طالب للعودة إلى صفوف نادييهما، بعد عدم تماثل الأول للشفاء، وتعرض الثاني لإصابة خلال مشاركته في مباراة تنزانيا أول أمس، حيث تم اتخاذ القرار بعد تقرير طبيب المنتخب الذي أكد استحالة لحاق اللاعبين بودية إيران، في حين تم السماح لمتوسط الميدان اسماعيل بناصر الالتحاق بناديه أمبولي، بطلب من إدارة هذا الفريق».

يكون براهيمي، بن طالب وبناصر قد غادروا تربص المنتخب الوطني المقام في المركز التقني بسيدي موسى، عشية أمس الجمعة.

سيكون أشبال المنتخب الوطني، رابح ماجر، شهر جوان المقبل، على موعد ودي آخر ضد منتخب البرتغال بالعاصمة لشبونة، حيث تدخل هذه المواجهات الودية في إطار تحضيرات الخضر للتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2019، ويتنقل المنتخب الوطني شهر سبتمبر القادم إلى بانجول لملاقاة المنتخب الغامبي، برسم الجولة الثانية من المجموعة الرابعة من تصفيات «كان-2019».

❊ و.توفيق