تم إطفاء الأضواء لمدة ساعة عبر المعالم والمباني التاريخية

الجزائر العاصمة تحتفل بـ"ساعة الأرض"

الجزائر العاصمة تحتفل بـ"ساعة الأرض"
  • 2194
وأ وأ

تم سهرة السبت بالجزائر العاصمةو إطفاء الأضواء الكهربائية لمدة ساعة واحدة (من 20 سا 30 د إلى 21 سا 30 د) عبر العديد من المباني والمعالم التاريخية إحتفاء بالتظاهرة العالمية البيئية "ساعة الأرض "التي نظمتها هذه السنة مصالح ولاية الجزائر بالتعاون مع جمعية "سيدرا" برعاية سامية من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.

وأعطى والي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ، رفقة وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي، ووزير الاتصال جمال كعوان، وممثل عن وزير الطاقة ونخبة من المسؤولين من مختلف القطاعات على مستوى قاعة إبن خلدون، إشارة إطفاء الأضواء وإشعال شموع بصورة رمزية تحت أهازيج أشبال الكشافة الإسلامية.

وقد اتبعت باقي البنايات الرسمية بإقليم ولاية الجزائر، رغم تهاطل الأمطار بغزارة إشارة إنخراط الجزائر في الحملة الدولية من أجل حماية البيئة وعقلنة إستخدام الطاقة حفاظا على كوكب الأرض الذي يعاني من ظاهرة الإحتباس الحراري جراء إنبعاث الغازات الدفينة، حيث شوهدت الأضواء منطفئة في كل من بناية البريد المركزي وبناية الولاية وكذا الشوارع الرئيسية للعاصمة.

وبالمناسبة أكد والي العاصمة، أن التظاهرة السنوية التي تحتفل بها الجزائر تندرج ضمن الرهانات العالمية الكبرى في مجال حماية البيئة وسياسات تطبيق طاقة صديقة للبيئة، مشيرا إلى أن مواكبة السياسة الوطنية في مجال الطاقة المتجددة التي دعا إلى تكريسها رئيس الجمهورية، من أجل تحقيق النجاعة الطاقوية.

وأبرز أن ولاية الجزائر بصدد العمل على إرساء دعائم مدينة ذكية ضمن المخطط الإستراتيجي لتطوير وعصرنة العاصمة، ترتكز على مبدأ ترشيد إستهلاك الطاقة والحفاظ على البيئة، مؤكدا في ذات السياق أن الاحتفال اليوم "هو دليل على عزمنا على الإلتحاق بركب الدول التي واكبت التطور العلمي والإستثمار في الطاقة".

وفي سياق ذي صلة أفاد الوالي، أن هذه الإجراءات والسياسات المتخذة في المجال وضعت البيئة على رأس أولويات الولاية، و تتجلى من خلال إرساء الحظائر الكبرى ضمن المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير وكذا تحويل جيوب عقارية لمساحات خضراء،  وتفعيل مخطط جمع النفايات لخلق الثورة ومحاربة التبذير ضمن جهود السعي للتخفيف من نفقات الاستهلاك التقليدي للطاقة على مستوى البلديات والمؤسسات الولائية، خاصة ونحن في هذا الظرف الإقتصادي الحالي الذي يستدعي الترشيد وعقلنة النفقات الموجهة لتسيير المرفق العام .

من جهتها، أكدت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي، على دور المجتمع المدني في تحقيق النجاعة الطاقوية من خلال ترشيد الإستهلاك، وذكرت أن الحضور الكثيف بالقاعة يعكس الوعي البيئي ويحمل رسالة أمل خاصة أن موضوع البيئة يوجد ضمن الاهتمامات والأولويات على رأس هرم السلطة وهو موضوع الساعة، حيث تم استحداث جائزة رئيس الجمهورية للمدينة الخضراء التي ستوزع يوم 25 أكتوبر المقبل.

ودعت في ذات السياق إلى تضافر جهود جميع الفاعلين من مسؤولين وجمعيات المجتمع المدني لتحقيق قفزة في مجال حماية البيئة وترشيد الإستهلاك الطاقوي، مؤكدة أن كل الظروف متوفرة لتحقيق الإستراتيجية الوطنية للبيئة وذلك في إطار الإلتزامات الدولية ودعت إلى الإنتصار للسلوكات الإيجابية ونبذ التبذير الطاقوي والإهمال البيئي وتبني سلوكات بيئية جيدة معتبرة المجتمع المدني العمود الفقري الذي تقوم عليه التنمية المستدامة.

وأشار السيد زبير جوابري، ممثل وزير الطاقة بدوره إلى جهود ترشيد الإستهلاك الطاقوي، موضحا أن الجزائر حققت 89 بالمائة من الربط بشبكة الكهرباء على المستوى الوطني، مشيرا إلى الأهمية التي يوليها رئيس الجمهورية لقضايا البيئة والطاقات المتجددة وكذا الجهود الدولية والإستثمارات الضخمة من أجل تدعيم إنتاج وتوزيع الكهرباء لتأمين التغطية الوطنية.

وثمّن مدير الطاقة لولاية الجزائر  علي بن يخلف الإحتفال بالتظاهرة العالمية على غرار 187 دولة وأزيد من 7000 مدينة في العالم، مبرزا الجهود التي تقوم بها الجزائر لتقليص إنبعاث الغازات المسبببة لظاهرة الإنحباس الحراري التي تعد من العوامل الرئيسية المتسببة في التغيرات المناخية، بهدف تحقيق  النجاعة الطاقوية.

وقد تعهدت الجزائر ببلوغ نسبة تخفيض 22 بالمائة في إطار الاتفاقيات الدولية، مذكرا أن الجزائر تعمل وفق رؤية أفضل في مجال تقليص الغازات والإنتقال الطاقوي إلى غاية 2030.

وذكر بخصوص ضرورة تحسيس المواطن بثقافة إقتصاد الطاقة إلى مختلف العمليات التحسيس والتوعية عبر بث إشهار بالمناسبة في العديد من الفضاءات العمومية كبريد الجزائر وسونلغاز، لحث المواطنين على المشاركة في التظاهرة وقال إن العام الماضي، وخلال الإحتفال بساعة الأرض بالعاصمة وإطفاء الأضواء والأجهزة الكهربائية لمدة ساعة تم تسجيل تراجع في الإستهلاك بلغ 2000 ميغاواط، ما يعادل إستهلاك 250.000 مسكن وهو مؤشر إيجابي.

من جهته، أفاد مدير عام شركة توزيع الكهرباء والغاز بولاية الجزائر مروان شعبان، أن ولاية الجزائر سجلت خلال 2017 إستهلاك 6000 ميغاواط ما يعادل 10 بالمائة من الإستهلاك الوطني، داعيا إلى ضرورة الإعتماد على الطاقات المتجددة وعقلنة إستهلاك الطاقة وضرورة إشراك كل الفاعلين للتحسيس بمخاطر التي تحدق بالبيئة وتأثيراتها السلبية مستقبلا. وبالمناسبة أوضح رئيس جمعية "سيدرا" نسيم فيلالي أن الإحتفال للمرة الرابعة بتظاهرة ساعة الأرض في الجزائر تحت شعار "لنطفأ الأضواء ولننقص إستهلاكنا للطاقة" يهدف إلى تحسيس كل المؤسسات والإدارات وكذا المواطن بأهمية إقتصاد الطاقة والتوعية بمخاطر التغير المناخي والإحتباس الحراري، مبرزا ضرورة تغيير أنماط الإستهلاك الذي من شأنه التأثير الإيجابي على المحيط الإجتماعي والإقتصادي والبيئي.