دوفيلبان يعتبر المصالحة بين البلدين تتطلب حوارا صادقا

اقتراح هيئة مشتركة لجمع الشهادات

اقتراح هيئة مشتركة لجمع الشهادات
  • 1767
 ق / و ق / و

دعا رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيلبان، إلى إنشاء هيئة مشتركة لجمع شهادات الذين عايشوا مرحلة الاحتلال الفرنسي للجزائر، والذين اعتبرهم يمثلون "جيلا يرحل عنّا حاملا معه جزءا حيا من الذاكرة المشتركة".

وقال دوفيلبان في محاضرة ألقاها مساء أول أمس، بالمدرسة العليا للأعمال بالجزائر العاصمة تحت عنوان "التوفيق بين الصمت، إعطاء الكلمة للسلام"، بأن "الكلمة هي الوحيدة التي تشفي وتفتح سبيل الصفح"، وأن "التوفيق بين الصمت هو الذهاب إلى أعمق ما نريد قوله.."، داعيا في هذا الإطار إلى  "التصرف سويا بإعطاء أولا الكلمة للشهود والتاريخ...لأننا نحتاج إلى كلمة واضحة وقوية يكون لها معنى". وأشار رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق إلى أن "فرنسا والجزائر لهما علاقة معقدة وحميمة مبنية على التباعد والتقارب والصمت "حيث أننا بدأنا في الخروج من هذا المنطق الانغلاقي بعد ما يقارب 60 سنة من الاستقلال".

واعتبر "المصالحة بين الشعوب وخاصة بين الجزائريين والفرنسيين، يجب أن تمر بحوار صادق" لأن ساعة الهدوء ـ حسبه ـ "حانت للاعتراف بالجرائم المرتكبة خلال الفترة الاستعمارية، مثلما قام به مؤخرا الرئيس إيمانويل ماكرون.  وقبله فرانسوا هولاند بمنح الاعتراف العمومي اللازم لضحايا 17 أكتوبر 1961 وضحايا 8 ماي 1945".

وقال دو فيلبان أنه "في ظل هذا الهدوء فإن التاريخ  "يعيننا في مسار المصالحة"، مشيدا "بعدالة الأرشيف" التي تسعى قضيته حاليا إلى التعافي بين البلدين.

ولدى تطرقه إلى المسائل الدولية اعتبر دوفيلبان، أن الاتفاق حول النووي الإيراني "لا يجب أن يكون محل تفاوض" من منطلق أنه يتعلق "بثبات ومصداقية الرأي الدولي"، وقال في هذا الخصوص "لطالما دعوت أوروبا إلى أن تكون أكثر وضوحا فيما يخص التزامها بالدفاع عن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.. لذا فإن الاتفاق حول إيران لا يجب أن يكون محل تفاوض فالولايات المتحدة يمكنها أن تختار التخلي عنه لكن نحن الأوروبيون علينا الدفاع عن هذا الاتفاق لأن الأمر يتعلق بثبات ومصداقية الرأي الدولي".

كما اعتبر دوفيلبان، أن اللقاء المعلن عنه في ماي القادم، بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، والأجل الذي حددته الولايات المتحدة بـ120 يوما لتدارك "النقائص" المتضمنة في الاتفاق الموقع بفيينا بتاريخ 14 جويلية 2015 بين إيران والدول الأعضاء الخمس الدائمين في مجلس الأمن الأممي والاتحاد الأوروبي وألمانيا، يشكل محور العلاقات الدولية التي تتميز حسبه، "بخصومة حادة بين القوى الكبرى".

ويقترح دوفيلبان في آخر مؤلفاته "مذكرات سلم لفترة حرب غراسي 2016" تفكيرا عميقا حول الوضع السائد في العالم اليوم، حيث يقدم في هذا الكتاب تجربته وقناعاته ونظرته من أجل عالم يعمه الهدوء والسكينة، ويقول في هذا الشأن أن "الوقت قد حان لنعكف على تحقيق السلام وأن نٌفتح أعيننا على جروح العالم ونتزود بالأدوات الكفيلة ببناء نظام جديد مستقر وعادل".

للإشارة فإن دومينيك دوفيلبان، حل بالجزائر بدعوة من السفير الفرنسي، حيث التقى خلال زيارته التي دامت 3 أيام بممثلي المؤسسات الجزائرية وشخصيات ناشطة في المجال الاقتصادي والثقافي في البلاد.