في «مسيرة العودة الكبرى» بقطاع غزة

ثمانية شهداء و350 مصابا في ذكرى يوم الأرض

ثمانية شهداء و350 مصابا في ذكرى يوم الأرض
  • 2098
م. م م. م

اقترفت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس جريمة جديدة في حق المدنيين الفلسطينيين، بإطلاقها النار على متظاهرين سلميين خلف سقوط ثمانية شهداء وإصابة آخرين شاركوا في مسيرة العودة الكبرى بمناسبة ذكرى يوم الأرض.

 

ورغم أن منظمي التظاهرة أكدوا منذ البداية أنها ستكون رمزية لتأكيد تمسّك الفلسطينيين بأرضهم وأنهم جاءوا لإسماع صوتهم كل العالم بأنهم لن ينسوا أبدا أرض أجدادهم، إلا أن سلطات الاحتلال أرادت غير ذلك، عندما اقتحم جنود الاحتلال السياج الفاصل ودخلوا في مواجهات مع العائلات الفلسطينية، لتجد مبررا لجريمة إطلاقها النار على مواطنين عزّل.

وكانت نية قتل المتظاهرين لدى قوات الاحتلال مبيّتة، بدليل أن أول شهيد في عقده الثالث قُتل بعيار مدفعية في مدينة خان يونس حتى قبل بدء التظاهرة، بينما سقط الشهداء السبعة الآخرون في مواجهات مع قوات الاحتلال في عدة نقاط على طول الحدود بين قطاع غزة والكيان المحتل.

وأحصى الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 350 فلسطيني بجروح متفاوتة، تم نقلهم إلى مستشفيات القطاع، بعضهم في حالة حرجة جراء إطلاق جنود الاحتلال الرصاص الحي عليهم.

وشارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين أطفالا ونساء وكبار السن في تجمعات نُظمت على مستوى ست نقاط على طول حدود القطاع في «المسيرة الكبرى للعودة»، والتي يُنتظر أن تتواصل طيلة ستة أسابيع للمطالبة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي أرغموا على مغادرتها بقوة الحديد والنار التي فرضتها عليهم المنظمات الإرهابية الصهيونية لتبرير شعار «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»، والتنديد بالحصار الاقتصادي والإنساني الذي فرضته حكومات الاحتلال على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية منذ شهر جوان 2007؛ انتقاما لفوز حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بأول انتخابات تعددية في الأراضي الفلسطينية.

يُذكر أن الدعوة إلى تنظيم هذه التجمعات الشعبية الحاشدة جاءت في ذكرى يوم الأرض الفلسطينية المصادف ليوم 30 مارس من كل عام، لتأكيد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم التي استولى عليها المستوطنون بقوة السلاح، ضمن خطة إرهابية لدفعهم إلى مغادرتها فرارا من موت محتوم.

وفي مواقف لتأكيد رفضهم للأمر الواقع العسكري الإسرائيلي، سار المتظاهرون إلى حدود السياج الحديدي الذي أقامته قوات الاحتلال؛ حيث نصّبوا متاريس وأشعلوا العجلات المطاطية في النقاط الست التي تم تحديدها لتنظيم التجمعات الاحتجاجية السلمية، قبل أن يتفاجأوا بفتح قناصة إسرائيليين النار عليهم، خاصة متزعمي المسيرات؛ مما أوقع هذه الحصيلة الدامية. وبدون أي وازع أخلاقي راح وزير الدفاع الإسرائيلي العنصري الصهيوني أفيغدور ليبرمان، يحذّر الفلسطينيين بأن أمر بنشر قناصة على طول الشريط الحدودي لقتل كل من يحاول الوصول إلى السياج الحديدي الذي أقامته قوات الاحتلال قبل سنوات؛ لمنع تسلل مواطنين فلسطينيين إلى أرض فلسطين التاريخية المحتلة.