زيارة وزير الخارجية الروماني للجزائر

التوقيع على برنامج تعاون في مجال التكوين المهني

التوقيع على برنامج تعاون في مجال التكوين المهني
  • القراءات: 1860
م.خ م.خ

وقعت الجزائر ورومانيا أمس، بمقر وزارة الشؤون الخارجية على برنامج تعاون في مجال التكوين المهني، يهدف إلى ضمان نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات، لا سيما في مجال صناعة السيارات، التي تشهد تطورا في رومانيا، فيما تقرر إنشاء مجموعة عمل تتكفل بإعداد "خطة طريق" من أجل عرض سبل ووسائل تعزيز التعاون بين البلدين.

وتم التوقيع على برنامج التعاون بمناسبة الزيارة التي يقوم بها وزير الشؤون الخارجية الروماني، تيودور ميليشكانو إلى الجزائر، إذ حظي هذا الأخير باستقبال من رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي ووزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل وكذا رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة.

رئيس الدبلوماسية الرومانية الذي وجه بالمناسبة دعوة للسيد مساهل لزيارة رومانيا، وأوضح بأنه تطرق مع مساهل إلى إمكانية استدعاء اللجنة المشتركة في المجال الاقتصادي في "أسرع وقت ممكن" وعرض فكرة تطوير التعاون في مجال الابتكار وكذا مشاركة رومانيا في تطوير الاقتصاد الجزائري، مضيفا أنه تم أيضا مناقشة المسائل الإقليمية التي قدم السيد مساهل بشأنها "عرضا ممتازا".

وصرح السيد ميليتشانو عقب اللقاء "يغمرني إحساس جد واضح بأن علاقاتنا الثنائية تبشر بآفاق واعدة، وأنا متيقن أن هذا الحوار سيُتبع بأعمال ملموسة في البلدين وسنحظى مستقبلا بشريك استراتيجي في منطقة شمال إفريقيا وفي الساحل والعالم العربي"

واعتبر المسؤول الروماني الجزائر "أحد أهم الشركاء الاقتصاديين لرومانيا"، مؤكدا في هذا الخصوص أنه حظي رفقة السيد مساهل بتبادل ممتاز لوجهات النظر حول المسائل الدولية، خلال المحادثات التي جمعتهما وتمحورت حول "تعزيز التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتربوية".

من جهة أخرى، أفاد رئيس الدبلوماسية الرومانية بأن بلده مهتم بالتجربة الجزائرية في مجال القضاء على التطرف، فيما أشار السيد مساهل من جهته إلى أنه تطرق مع نظيره الروماني إلى المسائل الثنائية، لاسيما في شقها المرتبط بتطوير الاقتصاد وكذا الفلاحة والتكوين المهني وأهمية التبادل الثنائي بين البلدين، مع بحث إمكانية مراجعة بعض الاتفاقات المبرمة من قبل والتي تتطلب تحيينها بما يخدم مصالح البلدين. 

تعزيز العلاقات بين المؤسسات الدستورية للبلدين

وخلال اللقاء الذي جمع رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي بوزير الخارجية الروماني، استعرض الجانبان واقع العلاقات الثنائية المتميزة وآفاق تطويرها، لاسيما بين المجلس والمحكمة الدستورية الرومانية، ووصف مدلسي زيارة ضيف الجزائر بالخطوة الإيجابية والإضافية لدعم التعاون بين الدولتين والشعبين.

وأوضح رئيس المجلس الدستوري في تصريح صحفي عقب اللقاء، أن زيارة وزير الخارجية الروماني للجزائر ستساهم في "فتح مجال الحوار والنقاش الإيجابي بين المجلس الدستوري والمحكمة الدستورية الرومانية". كما تعد هذه الزيارة ـ حسبه ـ فرصة "لدعم التعاون بين  البلدين على ضوء التحولات المسجلة حاليا في كل المجالات، وكذا على ضوء استعداد الجزائر لاحتضان مؤتمر عالمي بعنوان "من أجل دعم السلام" في 2020 والذي سيعرف مشاركة كل المحاكم والمجالس الدستورية العالمية بالنظر لأهمية هذا الموضوع الذي أضحى محل اهتمام كل البلدان في العالم.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الروماني أنه تم خلال اللقاء التركيز على إمكانية "إعادة بعث التعاون الثنائي، لاسيما بين المجلس الدستوري والمحكمة الدستورية الرومانية"، مبرزا أهمية "تعزيز تبادل الأفكار في المجالات الخاصة بين مؤسستي البلدين من خلال البحث عن آليات ترقية مستوى هذا التعاون بينهما".

كما استقبل رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة وزير الشؤون الخارجية الروماني بمقر المجلس، إذ شدد الطرفان على ضرورة إعادة بعث العلاقات الثنائية وتعزيزها في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح البلدين، لاسيما من خلال دفع جهود التعاون وتنويعه على جميع المستويات خاصة وأن العلاقات التاريخية التي تربط البلدين ستكون حافزا للتكامل والعمل المشترك.

واغتنم السيد بوحجة المناسبة للتذكير بمبادئ السياسة الخارجية الجزائرية، التي تقوم على احترام سيادة الدول وانتهاج الحلول التوافقية لحل النزاعات، مستعرضا في هذا السياق جهود الجزائر لمساعدة الفرقاء في مالي وليبيا للتوصل لمصالحة وطنية.

من جهته، نوه وزير الخارجية الروماني بالعلاقات المميزة بين البلدين، مشيرا إلى أن رومانيا تسعى أكثر من السابق إلى توطيد العلاقات الثنائية مع الجزائر في شتى المجالات وذلك عبر خلق ميكانيزمات للحوار السياسي والتبادلات التجارية.

وأكد في هذا الصدد بأن تفعيل العمل البرلماني بين البلدين، سيساهم في المزيد من التواصل وتقريب الرؤى حول القضايا التي تهم البلدين.

وكان وزير الشؤون الخارجية الروماني قد صرح أول أمس، لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي، أن "الجزائر تعد من بين أهم الأسواق بالنسبة لرومانيا"، معربا عن رغبة بلاده في إعادة بعث التعاون الثنائي. 

وأضاف رئيس الدبلوماسية الرومانية "أولي أهمية بالغة لهذه الزيارة لأن هناك رغبة قوية من طرفنا لإعادة بعث العلاقات الثنائية ويمكننا عمل الكثير معا"، مشيرا إلى أن الهدف من زيارته هو التطرق إلى إمكانية دفع مصالح الجزائر ضمن الاتحاد الأوروبي في إطار رئاسة مجلس الاتحاد الذي تتولاه رومانيا السنة المقبلة.