الرباط شنّت حملة كاذبة ضدها

جبهة البوليزاريو تكسب نقاطا إضافية في حربها الدبلوماسية

جبهة البوليزاريو تكسب نقاطا إضافية في حربها الدبلوماسية
  • 2238
م.مرشدي م.مرشدي

وصفت جبهة البوليزاريو أمس، الهجمة الدعائية التي يشنها المحتل المغربي ضد الجمهورية العربية الصحراوية مجرد حملة استباقية أياما قبل عقد مجلس الأمن الدولي جلسته السنوية حول نزاع الصحراء الغربية بهدف تنصله من مسار التسوية الأممي بعد فشل كل مخططاته ووجد نفسه محاصرا على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد، أوبي بوشرايا بشير، ممثل جبهة البوليزاريو في تصريح لإحدى القنوات الألمانية أن الحملة المغربية ليست هي الأولى من نوعها، حيث اعتادت الرباط فعل ذلك وكانت أكبر حملاتها تلك التي شنتها ضد زيارة الأمين العام السابق للأمم المتحدة الكوري الجنوبي، بان كي مون، إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين.

وقال الدبلوماسي الصحراوي، إن مزاعم الرباط عكست «مخاوفها» من اجتماع مجلس الأمن الدولي المنتظر التئامه يوم 25 أفريل القادم لتجديد عهدة بعثة «مينورسو» والوقوف على درجة التقدم التي سجلها الأمين العام الأممي منذ تعيينه العام الماضي والذي تعهد بإعطاء ديناميكية جديدة لمسار التسوية الأممي في آخر إقليم محتل في إفريقيا.

وحسب الدبلوماسي الصحراوي، فإن مجلس الأمن سيعقد خمس جلسات يخصصها لبحث الموقف في الصحراء الغربية على ضوء التقرير الذي سيقدمه المبعوث الأممي الخاص، هورست كوهلر الذي تضمن محورين أساسيين يخشاهما المغرب، ويخص الأول «إطلاق المسار التفاوضي الذي أقره مجلس الأمن الدولي مؤخرا وكلف به المبعوث الشخصي الجديد إلى المنطقة»، والذي أبدى المغرب بشأنه «اعتراضا تدريجيا يتحول إلى اعتراض جوهري» من خلال محاولته إخراج مسار التسوية عن مساره الشرعي.

بينما يخص المحور الثاني، بحث خروقات اتفاق وقف إطلاق النار التي قام بها المغرب خلال مغامرته الأخيرة في منطقة الكركرات والتي استدعت ردا حازما من  القيادة الصحراوية ومن الجيش الصحراوي لإجباره على التقهقر إلى ما وراء الجدار العازل حسبما يشير إليه الاتفاق رقم 1 لوقف إطلاق النار.

وقال بوشرايا إنه لم يعد من الممكن اليوم تصديق ما أسماه بـ»كذبة أفريل» التي ساقها المغرب بوجود اختراق لوقف إطلاق النار من قبل جبهة البوليزاريو في  منطقتي الكركرات والمحبس، وبوجدور وخاصة بعد النفي القاطع الذي أصدرته الأمم المتحدة من خلال بعثتها وعلى لسان الناطق باسمها، ستيفان دوجاريك الذي أكد أنه  «لم يكن هناك خرق لاتفاق وقف إطلاق النار ولا توغل».

وجدد الدبلوماسي الصحراوي، التأكيد على أن جبهة البوليزاريو ملتزمة باحترام وقف إطلاق النار وهو ما برهنت عليه مرارا كما أنها مستعدة للشروع في مفاوضات مباشرة بدون شروط مسبقة مع المغرب، كما طالب بذلك قرار مجلس الأمن الدولي». 

وأضاف أن جبهة البوليزاريو «حازمة وعازمة على الرد بالقوة الضرورية إزاء أي خطوة  حمقاء يتخذها المحتل المغربي داخل الأراضي المحررة .

وأكد بوشرايا أن ما تطالب به الحكومة المغربية لاستئناف المفاوضات تبقى شروطا تعجيزية يرفضها القانون الدولي لاسيما فيما تعلق بالحكم الذاتي والذي وصفه بـ»التصور الذي تجاوزه الزمن» بعد أن باءت تجربته بالفشل في جميع الدول المستعمرة. وأضاف أن المغرب إذا «أراد أن يقدم مقترحا آخر أمام الصحراويين كالاستقلال أو الاندماج فهو مرحب به أما ما عدا ذلك فهو مرفوض».

وهو الموقف الذي أيّدته وزارة الخارجية الأمريكية التي جددت التزامها بالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة  قصد تسوية النزاع في الصحراء الغربية.

وأكدت هيذر نويرت، المتحدثة باسم كتابة الخارجية بعد لقاء، جمع جون سوليفان مساعد وزير الخارجية الأمريكي بوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة أن «الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى حل سياسي سلمي مستدام ويقبله طرفا النزاع الذي استمر لفترة طويلة في الصحراء الغربية». 

ويأتي لقاء بوريطة بمساعد كاتب الخارجية الأمريكي في سياق عسير تمر به الأطروحات التوسعية المغربية بدليل أ هذا الأخير ذكّر بوريطة بمسؤوليات بلاده في التطورات التي تعرفها منطقة الكركرات العازلة بعد أن دخل في تصعيد مع جبهة  البوليزاريو من أجل صرف انتباه مجلس الأمن عن المشكل الحقيقي وتسببه في عرقلة مسار التسوية الأممي. 

والتقى بوريطة الذي حل أول أمس، الثلاثاء بالولايات المتحدة بالأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يومين بعد تكذيب منظمة الأمم المتحدة بشكل قاطع الاتهامات المغربية بشأن التواجد المزعوم لعناصر عسكرية صحراوية بمنطقة  الكركرات المنزوعة السلاح والموضوعة تحت مراقبة الأمم المتحدة.

ومن جهة أخرى، أكد وفد عربي يزور مخيمات اللاجئين الصحراويين دعمه الكامل لكفاح الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال تحت قيادة جبهة البوليزاريو من أجل بسط السيادة على كافة ربوع وطنه. وحظي الوفد العربي باستقبال من طرف وزير الأول الصحراوي، محمد الولي اعكيك، الذي ثمّن مثل هذه الزيارات التي تمكن الراي العام العربي من الاطلاع عن كثب على الواقع الذي يعيشه اللاجئون الصحراويون في ظل الظروف الصعبة، حيث عبر أعضاء الوفد العربي خلال اللقاء عن «احترامهم لكفاح الشعب الصحراوي ومساندتهم له حتى تحقيق استقلاله».