الملابس الممزقة
تقليد أعمى تحول إلى موضة رائجة
- 6390
شاعت في مجتمعنا موضة السراويل الممزقة بين الشباب، وهي موضة غريبة تهدم الهيئة الخارجية للشخص، حيث يظهِر مرتادوها جزءا من جسدهم للملء بفتحة الخزق ذات الحجم المكشوف، وبين استغراب وحيرة الزبائن من السراويل والقمصان الممزقة، نجد أن محلات بيع الملابس تعرضها في الواجهات لجلب أكبر عدد من متابعي الموضة الغربية.
لمعرفة مدى الإقبال على هذه "الممزقات" التي غزت المحلات، استطلعت "المساء" رأي الشباب في شوارع العاصمة، فتباينت الآراء بين مؤيد ومعارض، فهناك من رأى فيها حرية شخصية ومتابعة للموضة من المهووسين بكل جديد في عالم المشاهير. وهناك اعتبرها اعتداء صريحا على القيم والعادات والتقاليد واختراقا لها تحت غطاء الموضة، خاصة أنه يكشف العورات، كما أشار إليه البعض.
بين الرفض والقبول
في هذا السياق، أكد السيد عبد الرزاق (أب لطفلين)، أن جسده يقشعر عند مشاهدة شخص من الجنسين يرتدي هذا النوع من الألبسة الممزقة على مستوى الفخذ أو أي مكان من الرجل، ولا يتمنى أبدا أن يرى ابنه أو ابنته يرتديان هذا النوع من الألبسة.
أما أمين شاب في العقد الثاني من عمره، فأشار إلى أن هذا النوع من الملابس لا يعدو موضة مطلوبة، وقال "أنا أرتدي سروالا ممزقا، وهو شيء عادي بالنسبة لي ولا مشكلة في الأمر، فهو أمر عادي ويساير الموضة، كما أنني حر في اختيار ملابسي الممزقة".
في حين أوضحت الطالبة الجامعية سهام، بأنها تحب هذا النوع من الملابس، ولا تجد مشكلة في ارتداء سروال ممزق، إلا أنها تفضل أن تضع فوقه بلوزة طويلة لتفادي جلب الانتباه.
نتمنى أن لا تتمزق أخلاقهم
يحدثنا محمد، مدرس بثانوية في باب الزوار، قائلا بأن شباب اليوم باتوا يتهافتون وراء كل ما هو غربي ولا ينتقون الجيد من السيئ، وباتوا يتقبلون ثقافة الغرب بكل مساوئها. مشيرا إلى أن موضة السراويل الممزقة نتاج ذلك، مضيفا أنها واحدة من المخالفات الاجتماعية، مطالبا بمنع وصول هذه الملابس إلى الأسواق. وأضاف بلغة تحملها مرارة "لقد لبس الشباب الملابس الممزقة، وأمنيتي أن لا يمتد التمزق لأخلاقهم".
أما نجيب طالب بجامعة الحقوق، فقد أشار إلى أنه يرفض مثل هذه التغيرات السيئة التي طالت لباس الشباب الجزائري، مؤكدا أنه منذ الصغر يفضل الملابس الكلاسيكية التي تعبر عن الوقار، وأنه يفضل المحتشمة منها، وأضاف بعبارات من الأسف والحزن ‘’الله يجيب الخير على ولادنا’’.
محلات تعرض اللباس الممزق بقوة
تجولت "المساء" بين محلات بيع الملابس الشبابية التي تميزت بواجهاتها الزجاجية الجذابة، بهدف استقطاب محبي الموضة، من خلال الإغراء بعرض موديلات قابعة خلف الزجاج، تحدثنا إلى فريد تاجر وصاحب محل للملابس العصرية بساحة "أودان"، قال في معرض حديثه "أنا لا أؤيد ولا أعارض هذه الموضة، لكن مهنتي كتاجر تتطلب مني عرض كل ما هو موجود في السوق، وما هو مستورد، لأنني أتابع الجديد لمواكبته، علما أنه في الآونة الأخيرة كثر عليّ الطلب. ففي بداية الأمر كان الإقبال يقتصر على الشباب، أما الآن فقد أصبحت تقريبا كل الأعمار تتهافت عليها من الجنسين، خاصة السراويل".
أضاف قائلا "لقد حققت نسبة مبيعات هائلة، مع العلم أنه توجد نسخة مصغرة للأطفال والرضع"، مشيرا أيضا إلى وجود سراويل ممزقة، "كما توجد منها المبطنة التي خيطت بقطعة قماش لا تتعدى 10 سم"، ويشرح "قبل 7 سنوات، لم يكن السروال الممزق شائعا ولم يعرف بعد على عكس الثلاث سنوات الأخيرة، وصولا إلى يومنا هذا، حيث اكتسح المبيعات".
حكم الشرع وموقفه من الظاهرة
أكد إمام مسجد "الرحمة" محمد زايدي على ماهية اللباس المحترم والمطلوب لـ«المساء": "لم نقف على أثر يدل على أن اللباس الممزق يجلب الفقر والبخس لصاحبه، لكن اللباس الحسن مأمور به شرعا"، قال الله تعالى ‘’يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد’’. فاللباس من نعم الله تعالى على عباده، تستر العورة وتقي الحد والبرد، وقد امتنى الله بها عليهم، فقال ‘’يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم ريشا ولباس التقوى ذلك خير من آيات الله لعلهم يذكرون’’ (الأعراف 26)، كما نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالكفار عموما في اللباس وغيره، فقد قال "من تشبه بقوم فهو منهم" (رواه أبو داوود).
❊خولة عقون