الطبعة الأولى لمسابقة الترياثلون لشمال إفريقيا
سيطرة تشيكية والجزائريون يسجلون حضورهم
- 1729
سيطر رياضيو جمهورية التشيك على الطبعة الأولى من مسابقة منافسة السباق الثلاثي، أو ما يُعرف عالميا بالترياثلون التي جرت فعالياتها بمركب الأندلسيات بوهران طيلة أول أمس، وشارك فيها 50 رياضيا ورياضية من عشر دول، وهي جمهورية التشيك، سلوفاكيا، فرنسا، بولونيا، إيطاليا، إسبانيا، أذربيجان، سويسرا، تركيا، والجزائر التي مثلها 35 رياضيا ورياضية في السباق الثالث المسمى الترياثلون (السرعة).
أحرز التشيكي دافيد جيلاك منطقيا الرتبة الأولى في مسابقة «الرجل الحديدي»، والتي تشتمل على قطع مسافة 3.8 كلم سباحة، و180 كلم بالدراجة الهوائية، و42.2 كلم جريا. وقد اختار المنظمون شاطئ الأندلسيات للسباحة، ومسلكا مغلقا مسافته 22 كلم من مركب الأندلسيات إلى غاية رأس فلكون، للتنافس بالدراجة الهوائية، ومسلكا يمتد من مركب الأندلسيات إلى غاية بلدية العنصر ذهابا وإيابا، خصيصا لمنافسة الجري.
وقد ظهرت جليا خبرة الرياضيين التشيكيين في هذا النوع الرياضي، كونهم يُعدّون من الأبرز أوروبيا وعالميا لمداومتهم على حضور مثل هذه المنافسات في أي مكان في العالم تنظم فيه.
وجاء في تصريح المتوّج دافيد جيلاك لـ «المساء»، تأكيده على استحضار خبرته الكبيرة في سباقي الدراجات الهوائية والجري؛ لكي يتدارك تأخره في مسابقة السباحة بسبب اضطراب الأمواج والمياه بحسبه، مؤكدا على روعة المكان الذي احتضن هذا الحدث الرياضي، والذي وصفه من أجمل ما شاهد طيلة مشواره الرياضي، متمنيا العودة، مرة أخرى، إلى الجزائر للتنافس بها، شأنه في ذلك شأن مواطنه بتر فاربروشاك صاحب الرتبة الثانية، الذي قال إنه سُحر كثيرا بجمال موقع الأندلسيات. وتمنى أن تترسخ هذه المنافسة كتقليد رياضي في الجزائر لحيازتها على مكان ملائم وجذاب، كالذي جرى فيه ترياثلون أول أمس بحسبه، والذي حل فيه النمساوي دافيد كروبنشكا ثالثا.
قبضة الرياضيين التشيك على هذه التظاهرة الرياضية امتدت إلى مسابقة ترياثلون (نصف المسافة) الذي يجبر المشاركين على سباحة 1.9 كلم وقطع 90 كلم بالدراجة الهوائية والجري، لمسافة 21.1 كلم، حيث نال الرياضي مارتين كولار الرتبة الأولى فيه، متبوعا بالسلوفاكي جيري بادزيل، والسويسرية كورالين شابات في المركز الثالث. وتُعد هذه المتسابقة الوحيدة المسجلة في التنافسين الأولين، اللذين يُعدان احترافيين مقارنة بالتنافس الثالث المسمى ترياثلون (السرعة).
وقد وصف الفائز التشيكي ماتين كولار مسلك السباق بالسهل والمواتي رغم نقص تجربته في السباحة التي ولجها منذ ثلاث سنوات فقط، حسب ما كشف عنه لـ «المساء»، في حين اعتبرت شابات التي تُعد سفيرة المنافسة في ذات الوقت، اعتبرت فوزها منطقيا، كونها صاحبة خبرة لمشاركاتها العديدة في العالم وفي تركيا خصيصا التي تقيم فيها منذ 10 سنوات، داعية إلى مزيد من الاحتكاك من قبل الجزائريين لتطوير مجال اللعبة أكثر في المستقبل القريب.
السباق الثالث والخاص بترياثلون (السرعة) كان جزائريا بامتياز، بمشاركة (35 رياضيا ورياضية)، ونتائج عند الجنسين. ففي لائحة الذكور جاء أولا أسامة بروان هلال، متبوعا ببن يلس نزيم عمر، وعبدو غوثي في الصف الثالث، وثلاثتهم من مدينة وهران. أما ترتيب الإناث فانفردت بصدارته قروي خديجة (وهران)، تليها صديقي مريم (وهران)، فبوزيدي نايرة (الجزائر العاصمة) ثالثة، مع العلم أن الرياضي أسامة بروان هلال، سبق له الفوز بنفس المسابقة العام الماضي بمراكش المغربية.
تنظيميا، سُجلت نقائص لا تخفى عن المتتبع. والملاحَظ في هذه المنافسة الرياضية الدولية، وقد اعترف بها نور الدين تكوك رئيس النادي الرياضي الجامعي لوهران للتجديف أحد الأطراف الفاعلة جدا في التنظيم، واعتبرها منطقية لكونها المرة الأولى التي تحتضن فيها الجزائر، ووهران تحديدا، مثل هذه المنافسات الرياضية، التي تتطلب وقوفا كاملا مع دقائق حيثياتها، خاصة من جانبها الأمني (تأمين سلامة الرياضيين) والمال، «فنحن لم نتوقف عن التحضير والتفكير في تنظيم هذا الترياثلون منذ شهر ديسمبر الماضي، الذي يُعد الأول في الجزائر، والثاني إفريقيا بعد الأول المنظم بجنوب إفريقيا».
أما غريسي نور الدين عضو رابطة وهران للسباحة، فكشف عن سعي حثيث لاستحداث اتحادية وطنية للسباق الثلاثي أو الترياثلون، ضاربا الموعد العام القادم لتأسيس رابطة وهرانية في اللعبة، داعيا، من جانبه، السلطات المحلية إلى تقديم يد العون، حتى تأخذ لعبة الترياثلون مكانها بين الرياضات الممارَسة في الجزائر، وعدم الاكتفاء فقط بجهود وكفاءة المنظمين المتطوعين.