استلام تقارير تقييمية من الجامعات في جوان القادم

إرساء مرجعية وطنية لتدريس ذي نوعية

إرساء مرجعية وطنية لتدريس ذي نوعية
  • القراءات: 1607
❊زولا سومر ❊زولا سومر

تحضّر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لإعادة النّظر في طريقة التدريس بالجامعات لتجسيد الجودة والنوعية وفقا للمقاييس البيداغوجية المعمول بها في الدول المتطورة، حيث كشف وزير القطاع طاهر حجار، أمس، أن دائرته الوزارية ستتلقى تقارير تقييم طرق التدريس وتشخص نقاط الضعف ونقاط القوة عبر كل جامعات الوطن في شهر جوان القادم، للشروع في تحضير النصوص القانونية المتعلقة بمشروع المرجعية الوطنية للجودة الذي تحضّر له.

وأعلن السيد حجار، في كلمة ألقاها خلال الإعلان عن ميلاد تنسيقية «جيل بوتفليقة» بحضور طلبة جامعيين أمس، بمقر حزب جبهة التحرير الوطني بحيدرة بالجزائر، أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قامت خلال السنة الدراسية الحالية بمراسلة كل جامعات الوطن ومطالبتها بتشكيل لجان عمل بيداغوجية تعمل على تقييم طرق التدريس في 7 مجالات بيداغوجية، وتقديم اقتراحات في مجال التدريس بعدة تخصصات لاعتمادها في المرجعية الوطنية للجودة التي تحضّر لها، والتي تهدف إلى عصرنة وتطوير طرق التدريس بما يحقق النوعية المطلوبة تماشيا مع التطورات التي يعرفها العالم، ووفقا للمقاييس العلمية المعمول بها في كبرى الجامعات الدولية.

كما قامت الوزارة في إطار هذا المشروع بالاتصال بأساتذة جزائريين يعملون بعدة جامعات في الخارج وبعثت وفودا من الخبراء لتقييم التجارب الدولية في مجال البيداغوجية للاستفادة منها، ومن المنتظر الشروع قريبا بعد شهرين أي خلال جوان المقبل، في إعادة النّظر في طريقة التدريس وتنظيم الجامعات بعد استلام التقارير من الجامعات الجزائرية والأجنبية، وفق ما ذكر الوزير الذي أشار إلى أن مصالحه شرعت منذ بداية السنة الجامعية، في القيام بهذه العملية بطريقة «سرية» دون الإعلان عنها في وسائل الإعلام تفاديا للتشويش عليها.

إصلاحات بيداغوجية في تخصص الطب قريبا

وفي سياق الحديث عن الإصلاحات التي تخضع لها الجامعات الجزائرية من حين إلى أخر، أكد السيد حجار، أنه سيتم الإعلان قريبا عن إصلاح جديد في تخصص العلوم الطبية، حيث تمت إعادة النّظر في بعض محاور هذا التخصص من الناحية البيداغوجية وفقا للمقاييس المعمول بها في الدول المتطورة لمواكبة التطورات التي وصل إليها الطب الحديث.

كما ذكر الوزير بإعادة النّظر في توزيع التخصصات التي يتم تدريسها بكل جامعة وفقا لحاجيات سوق الشغل بكل ولاية، لتمكين الشباب المتخرج من العثور على مناصب عمل بمناطقهم، بالإضافة إلى إعادة النّظر في تواجد وتوزيع الجامعات عبر الوطن وفقا لسياسة ترشيد النفقات واستدراكا لبعض النقائص المسجلة، حيث ثمّن السيد حجار، في هذا الصدد وجود جامعة بكل ولاية، غير أنه اعتبر أن هذه الجامعات تشكل عبئا على الدولة في بعض الأحيان، في ظل تسجيل نقص في عدد الطلبة والأساتذة المؤطرين في عدة تخصصات ببعض المناطق، وقلة إقبال طلبة المنطقة على التخصصات المدرسة بجامعتها مقابل تسجيل ضغط واكتظاظ بجامعات أخرى.

في هذا السياق أكد الوزير، أن دائرته الوزارية تؤيد فكرة إنشاء أقطاب جامعية تضم التخصصات التي تحتاجها ولايات المنطقة بما يعود بالربح والفائدة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى أن إنشاء هذه الأقطاب التي ستضم شبابا من عدة ولايات وليس من ولاية واحدة فقط سيقوي الروابط الأخوية والاجتماعية»،  خاصة بعد تسجيل عدة عيوب جهوية لم تكن موجودة في المجتمع الجزائري عندما كان شباب الوطن يندمجون مع بعضهم البعض في الجامعة التي يأتون إليها من كل ولايات الوطن، حيث تذوب فيها الفوارق الاجتماعية والجهوية وتتقوى فيها الروح الوطنية والانفتاح على الجزائر العميقة».

وجدد الوزير بالمناسبة التذكير بأن السنة الجامعية المقبلة 2018/ 2019 ستفتح باب التوظيف لـ3 آلاف أستاذ جديد في عدة تخصصات لتحسين التأطير ونوعية التدريس، مضيفا أن نسبة التأطير في الجزائر تتماشى مع المقاييس الدولية المعمول بها في هذا المجال، حيث يتم توفير أستاذ لكل 22 إلى 24 طالبا وأحيانا تصل إلى أستاذ لكل 7 طلبة فقط ببعض المعاهد والتخصصات.