تشهد الكثير من المناطق الغربية والجنوبية الغربة لولاية المسيلة هذه الأيام، حركة كبيرة لم تشهدها طيلة أيام السنة، حيث يتوافد الكثير من المواطنين على هذه الأماكن، كمناطق أولاد تواتي ببلدية سيدي هجرس، زمرة بسيدي عامر، الشيحة بونوغة والخرزة بتامسة، حتى منطقة أمجدل، للبحث عن "الترفاس" بمختلف أحجامه وأشكاله وألوانه.

"الترفاس" لمن لا يعرفه، هو فطر بري موسمي من عائلة الفطريات، واسمه العلمي" tuffle"، ينمو في المنطقة الحصوية بعد سقوط المطر، ويكون نموه بــ5 أو 10سم تحت سطح الأرض، فلا تظهر له أوراق ولا أزهار، حيث تنمو كمأة "الترفاس" على شكل درنة من البطاطا تحت الأرض، يمكن العثور عليه من خلال تشقق التربة ويكون له عادة شكل كروي لحمي رخو، ينمو في مجموعات متقاربة قد تتراوح بين حبة وبضع حبات. أما سعره فيعد من أغلى الفطريات في العالم، حيث يتراوح في الجزائر بين 3 و8 آلاف دج، نظرا لمذاقه ونكهته الرائعة. أما فائدته فقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم "الكمأة من المن وماؤها شفاء من العين"، فيما قالوا قديما بأن فيه مخاطر، إلا أنه يشفي ظلمة البصر والرمد الحبيبي، بينما أكد آخرون أنه مقو جنسي بالنظر إلي مكوناته الغذائية، حيث أثبت الطب الحديث احتواءه على 9 ٪ من البروتين و13 ٪ نشويات و1 ٪ دهون و75 ٪ ماء. كما يحتوي على الكثير من المعادن التي يحتاجها جسم الإنسان، على غرار الصوديوم والكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم.

شكّل البحث عن "الترفاس" فرصة للعائلات من أجل قضاء يوم كامل في التنزه والفسحة، هروبا من ضوضاء المدن وضجيجها، حيث حملت معها كل ما تحتاجه من مأكل ومشرب للتمتع بجمال الطبيعة.

❊جمال ميزي