نبيلة برجان برواق ”عائشة حداد”

حنين شقائق النعمان وتبسُّم القارة السمراء

حنين شقائق النعمان وتبسُّم القارة السمراء
  • 1978

يحتضن رواق عائشة حداد إلى غاية 19 ماي الجاري معرضا للفنانة التشكيلية نبيلة برجان، يضم 34 لوحة تناوبت فيها مشاهد الطبيعة والإنسان لتعبّر عن الجمال والرقي في الذوق الذي يكاد يغيب عن يومياتنا، لتقف الفنانة عند موسم الربيع بمدينة العاصمة، الذي اختفت منه شقائق النعمان، ولم يعد كما كان متوهجا صارخا، معلنا عن قدوم فصل الجمال والأنس.

ينبعث من المعرض عطر الأنوثة، ليتناثر بالألوان والمعاني الإنسانية المرتبطة بكل ما هو جميل وذو قيمة. وتحاول الفنانة جاهدة استحضار بعض خصوصيات فصل الربيع الذي صده العمران، ليكتم أنفاسه، وتضيع بذلك فرصة المتعة واللقاء المفتوح مع الطبيعة.

وتتوالى لوحات الورود المعبّقة على كل شكل ولون؛ وكأنهنّ حسان يجلسن في بلاط طبيعة الجزائر الفاتنة. وحرصت الفنانة على أن تقدم تلك الورود المحلية على حالها لتكسبها هويتها الجزائرية، وهي نفسها التي كانت متداوَلة منذ عقود في الصور الفوتوغرافية (البطاقات البريدية) وفي المخيلة الجماعية.

ربيع الجزائر لا مثيل له بشرط أن يقترن بزهور شقائق النعمان، هذه الأخيرة التي كانت تغزو بساط الأرض ممتدة نحو كل أفق، لتنشر الاحمرار في كل الأرجاء، فتتولد البهجة وينزاح الظلام الذي ساد طيلة الشتاء.

تستخدم الزهور في الكثير من اللوحات، وهي بذلك تلامس جوهر التعبير عن جماليّة المعنى الكامن في عمق الإنسان والوجود، بعد أن يقتبس من الطبيعة التي هي المثال الأسمى للجمال بما تحتويه من شجرٍ وزهرٍ وطيرٍ.

شقائق النعمان الزهرة الحمراء التي ترمز إلى الانبعاث من جديدٍ، تتلوّن بلون ٍداكنٍ وسط الغروب، فتحاول الفنانة رصد ذلك المعنى المتوّج بالشقائق، لتقدم فلسفتها للحياة وللمجتمع  والصورة. زهور أخرى ظهرت في المعرض وهي الأكثر حضورا على أرضنا والمرتبطة بثقافتنا وعاداتنا الاجتماعية، بقيت حاضرة تزيّن الحياة والمواسم. في حديثها مع المساء أشارت الفنانة إلى أن لوحاتها خليط بين شتى الزهور والورود مع تسجيل طغيان شقائق النعمان على المنظر العام، واعتمادها على الأسلوب التشخيصي الذي يحاكي الواقع مع لمسة خاصة، يتدخل بها الفنان ليسجل حضوره في المشهد، ويبعث برسالته التي يود إيصالها.

اعتبرت الفنانة الرواق المتضمن لزهورها وورودها بمثابة باقة مهداة للأحبة والجمهور، وأولها شقائق النعمان التي اعتبرتها مفقودة ولم تعد بنفس الانتشار الذي كانت عليه خاصة في المدن منها العاصمة، حيث كان ينتشر الربيع بانتشار هذه الزهرة التي تعلن عن قدوم سيد الفصول. وأكدت أن هذا المعرض هو دعوة إلى رجوع هذه الزهرة ورجوع الطبيعة إلى فضائنا العام المشترك. وبالنسبة للألوان فتطغى الألوان الصاخبة منها الأحمر والبرتقالي والأصفر، وهناك الهادئة مثل الوردي والأزرق، وهذا التمايز في الألوان يعكس مزاج ونفسية الفنانة نبيلة، لكنها قالت لـ المساء إنها تحرص دوما على الضوء وعلى الألوان الساخنة التي تعكس طبيعة وجو بلادنا، كما تمثل الأمل والدفء. وأوضحت الفنانة أنها لم تعط عناوين للوحاتها ولا للمعرض كي تعطي فرصة للجمهور كي يتأمل ويعطي قراءته وانطباعه الخاص، ومن هنا جاء موقف أحد الزوار الذي عشق لوحات شقائق النعمان، مؤكدا أنها تذكره بصباه وكيف أنه بقي ذات مرة بين مروجها عند الغروب، وهو موقف يتماشى مع لوحة غروب داكنة لهذه الزهرة، توحي بغيابها.

في شق آخر من المعرض، امتدت لوحات البورتريهات، أغلبها لوجوه مختلفة، منها الوجوه الإفريقية التي قالت الفنانة عنها إنها وجوه تعشقها، ناهيك عن الانتماء للقارة السمراء. وقد بدت الكثير من الوجوه عاكسة للثقافات المحلية والتقاليد، وتحمل ابتسامات أمل للحياة. من جهة أخرى، حضرت مراسي الجزائر عبر السفن والصيادين والبحر الأزرق وبعض المدن القديمة التي تكمل جمال الجزائر.

مريم . ن

ثقافيات

عبد الكريم دالي موحّد مدارس الأندلسي

اعتبر الجامعي توفيق بن غبريط أن الشيخ الحاج عبد الكريم دالي (1914 ـ 1978)، موحّد مدارس الموسيقى الأندلسية الجزائرية (تلمسان والجزائر العاصمة وقسنطينة). وأبرز السيد بن غبريط لدى تنشيطه محاضرة خلال ملتقى منظم بمناسبة إحياء الذكرى العاشرة لتأسيس مؤسسة الحاج عبد الكريم دالي، أن هذا الفنان الراحل استطاع بفضل دخوله عالم الفن في سن مبكرة وتنقله المستمر بين مدينتي تلمسان والجزائر، أن يجمع ويؤلف بين المدرستين. وذكر بأن عبد الكريم دالي كوّن معارفه الموسيقية بفضل احتكاكه بالعديد من المعلمين، فضلا عن انضمامه لعدة فرق موسيقية، مضيفا أن هذا الفنان كان يمتلك موهبة فذة؛ حيث كان يعزف على جميع الآلات الموسيقية، وكان يتميز بصوت لا يضاهى. كما كان لهذا الفنان قدرات في الابتكار في مجال التراث بفضل تحكمه في التقنيات الموسيقية والصوتية؛ ما جعل منه عبقريا في هذا المجال، يقول المحاضر.

من جهته، تطرق الموسيقي سماعين هني الذي يعد أحد تلاميذ الفنان، لمسيرته مع الشيخ عبد الكريم دالي في أحد الفصول الإعدادية بالمعهد الموسيقي بالجزائر العاصمة؛ لقد قام الشيخ بتكوين العديد من التلاميذ حيث التحق معظمهم بجمعيات وطنية للموسيقى الأندلسية، لافتا إلى أن معلمه كان يعير اهتماما كبيرا للميزان.

أيام للحكاية الشعبية بتيسمسيلت

تقام الطبعة الأولى للأيام الوطنية للحكاية الشعبية بتيسمسيلت تحت شعار خارفتك. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة المنظمة بمبادرة من الجمعية الولائية الثقافية للتراث الشعبي ودعة بالتنسيق مع دار الثقافة مولود قاسم نايت بلقاسم لتيسمسيلت في إطار إحياء شهر التراث، يتضمن تنظيم حلقات المداح على مستوى ساحة ”5 جويلية وسط عاصمة الولاية، بمشاركة أسماء معروفة في هذا اللون، كما أوضح  رئيس الجمعية قاسم شيخاوي. وينظم ضمن هذه الطبعة التي تدوم ثلاثة أيام ملتقى وطني حول الحكاية الشعبية وعلاقتها بمخيال الطفل وملكاته الثقافية والفكرية، من تنشيط أساتذة جامعيين ومختصين وباحثين في التراث الشعبي من عدة جامعات من الوطن، فضلا عن برمجة عروض حول الحكواتي من أداء أسماء لامعة في هذا الطابع الثقافي الشعبي. ويأتي الهدف من تنظيم هذه التظاهرة إحياء التراث الثقافي الشعبي، والعمل على توثيقه عبر الحكاية الشعبية.

تكريم فرسان الخط العربي

تم تكريم الفائزين بالمراتب الثلاثة الأولى في الطبعة الرابعة لمسابقة فرسان الخط العربي المنظمة بدار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان، في إطار شهر التراث.

وتحصّل التلميذ سعيداني جهاد محمد الأمين من متوسطة بن زرجب بتلمسان، على المرتبة الأولى، متفوقا على التلميذين بلبشير نوح من مدرسة الأطفال المعاقين سمعيا بالمنصورة، ومروى عطار من متوسطة بن عمارة عبد القادر بعين الكبيرة الحاصلين على المرتبتين الثانية والثالثة، على التوالي، في هذه المسابقة المنظمة من طرف المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي لتلمسان بالتنسيق مع مديرية التربية.

وتم خلال حفل الاختتام عرض الأعمال المشارك بها والتي تضمنت كتابة شعار شهر التراث لهذه السنة تراثي مستقبلي من طرف التلاميذ الخمسة المشاركين في نهائي هذه المسابقة، التي انطلقت تصفياتها منذ جانفي الماضي عبر 8 متوسطات موزعة عبر دوائر وبلديات الولاية. كما تم منح شهادات ولوحات رقمية وهدايا رمزية للفائزين الأوائل. وتقييم هذه الأعمال من طرف خطاطين وأستاذة في التربية الفنية بالتركيز على جمالية الخط العربي في كتابة عبارة تراثي مستقبلي.

ق.ث