عرض (حزام الغولة) بالمسرح الوطني
عودة إلى صراع الإيديولوجيا
- 2012
عُرض سهرة أول أمس آخر إنتاج مسرح بجاية عبد المالك بوقرموح بالمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي، ضمن برنامجه الرمضاني، ويتعلق الأمر بالعمل المسرحي (حزام الغولة) للمخرج موهوب لطرش واقتباس عمر فطموش عن نص لفالنتين كاتاييف.
مسرحية (حزام الغولة) التي أخرجها الراحل عبد المالك بوقرموح قبل أكثر من ثلاثين سنة، تعود بحلة جديدة مع المخرج موهوب لطرش، الذي كان في تشكيلة الإنتاج الأول، إذ تعود المسرحية إلى موضوع الصراع الإيديولوجي الذي اشتد في زمن القطبين الروسي والأمريكي. واشتغل فطموش على تحيين الموضوع مع الواقع الراهن، وتعديل بعض تفاصيل النص، ليتماشى مع الشأن الجزائري وينقد الصراع الموجود في المجتمع.
يعيش الصديقان إبراهيم وعيسى في أحد الدهاليز، وبدون أن يُعلم الواحد الآخر بخبر زواجه، يحاول كل منهما الظفر بسرير إضافي لزوجته. تتطور الأحداث في قالب ساخر، ويتم الاتفاق على تقسيم البيت إلى نصفين متساويين، هنا تتطور الأحداث لتفتيت فكرة التعايش بدون صراع، لكن الأمر لم يكن ليحدث بسبب الاختلاف الطبقي والمعرفي والثقافي للزوجين.
ويظهر إبراهيم الشاب المنحدر من عائلة شريفة، متدينا ويدعي الانفتاح. يتزوج من نادية، وهي ابنة رجل بسيط تعيش في قرية. أما صديقه عيسى ابن فلاح، فهو جار نادية، وزوجته جميلة بنت الطبقة البرجوازية، تحاول استغلال زوجها ببسط نفوذها عليه، وهو الأمر الذي يؤدي إلى نهاية العلاقة بينهما. وتجد جميلة نفسها معجبة بإبراهيم، ويجد عيسى راحة كبيرة مع نادية.
في الأخير يقترح هذا العمل على كل فرد يريد أن يكون له شريك في الحياة، أن يتوجه نحو التشابه في الذهنيات والمرجعيات الاجتماعية، وأن الصراعات الإيديولوجية تبدأ من الأزواج وتصل إلى الشعوب والدول.
وتنقد هذه المسرحية بشكل مباشر، التطرف الديني والفساد المتفشي بسبب تعنت أرباب المال وبسط نفوذهم في كل شيء.
قدّم الممثلون جوهرة دراغلة ومحمد لفقير وصوريا سيمود وسفيان حاج علي ولطرش موهوب ومحمد فرشولي، أداء مقبولا إلى حد كبير. حركاتهم على الخشبة دقيقة ومبررة، والإلقاء واضح وبلغة دارجة مهذبة.
ووُفق الثنائي جمال عمراني ومحمد شبايم في تقديم ديكور جميل، أساسه أنابيب، عزز من شأن البناء الدرامي للعمل، وعبّر عن أجواء حياة الطلبة.