فيما أعرب سوليفان عن امتنان بلاده لدور الجزائر في إقرار السلم

مساهل يجدد تمسك الجزائر بتوسيع الشراكة مع واشنطن

مساهل يجدد تمسك الجزائر بتوسيع الشراكة مع واشنطن
  • 686
م .خ / واج م .خ / واج

عبّر وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل أمس، عن ارتياحه لنوعية العلاقات «الاستثنائية» التي تربط الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن الحوار حول المسائل الأمنية ومكافحة الإرهاب هو «دليل» على نوعية هذه العلاقات، في حين أعرب كاتب الدولة الأمريكي المساعد جون سوليفان عن امتنان بلده للجزائر نظير «دورها الريادي في إقرار السلم والاستقرار في المنطقة لاسيما في ليبيا ومالي»، فضلا عن جهودها على مستوى المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب. 

وجدد السيد مساهل خلال الدورة الخامسة للحوار الجزائري - الأمريكي حول المسائل الأمنية ومكافحة الإرهاب، التي ترأسها مناصفة مع كاتب الدولة الأمريكي المساعد جون سوليفان «التأكيد على الأهمية التي توليها الجزائر «لمواصلة وتعزيز» هذا الحوار الذي «مكن من تقدير انشغالاتنا بشكل أفضل حول المسائل ذات الاهتمام المشترك التي يتم التطرق إليها في هذا الإطار واستحداث حركية تعاون تعود بالفائدة على الطرفين بين بعض هيئاتنا».

وأشار مساهل إلى أن «الحوار العسكري هو حلقة أخرى هامة في علاقتنا، حيث عقدت الدورة الثامنة بالجزائر العاصمة في شهر فيفري الماضي والتي مكنت مسؤولي هذا القطاع من حساب التقدم المسجل في طريق التعاون الثنائي وتحديد آفاق تعزيزه»، مشيرا إلى أن «هذا التطور الإيجابي للتبادلات في مجالات هامة.

وفي هذا السياق، جدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية تأكيد إرادة الجزائر في تطوير هذه العلاقات وتوسيعها إلى مجالات أخرى ذات اهتمام مشترك في إطار روح الشراكة والاحترام المتبادل والصداقة»، مشيرا خاصة إلى القطاع الاقتصادي.

وفي هذا السياق، أوضح مساهل أن الجزائر «تواصل جهودها من أجل توفير ظروف أكثر ملاءمة للمستثمرين من خلال منح المؤسسات الأمريكية فرص استثمار مثمرة، سواء في مجال المحروقات أو في قطاعات أخرى»، داعيا هذه المؤسسات إلى اغتنام هذه الفرص.

في معرض حديثه عن الدورة الجديدة للحوار الأمني بين البلدين، أشار الوزير إلى أنها «تعقد في سياق إقليمي متميز بتحيات هامة حاملة لتهديدات على السلم والأمن الإقليميين والدوليين واللذين سنتقاسم بشأنهما وجهات نظرنا وتحاليلنا». ومن بين التحديات التي ذكرها السيد مساهل، ظاهرتي الراديكالية والتطرف العنيف، إضافة إلى التهديد الإرهابي الذي «يستمر امتداده على الرغم من التعبئة الدولية من أجل مكافحته واحتوائه»، مشيرا إلى أن الإرهاب «ما زال يتسبب في خسائر بشرية في العديد من الدول، لاسيما في شريط الساحل الصحراوي وفي مناطق أخرى كانت سالمة لحد الآن».

كما أشار إلى أن «عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، تشكل أيضا تهديدا خطيرا على البلدان الأصلية وعلى العديد من البلدان الأخرى، لاسيما تلك التي تعاني من ضعف وندرة وسائل مكافحتهم»، مؤكدا أن تكثيف العلاقة بين الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة العابرة للحدود «تضع تحت تصرف هؤلاء وهؤلاء وسائل مالية معتبرة».

الهجرة غير الشرعية تهديد عالمي جدي

لدى تطرقه إلى الهجرة غير الشرعية، قال الوزير إنها «تفرض نفسها أكثر فأكثر كتهديد جدي في العديد من مناطق العالم»، مضيفا أنها «تهديد يشغل بقوة الجزائر، التي أصبحت بلد استقبال، حيث أصبحت تستقبل «بانتظام وفودا هامة من المهاجرين تقوم مجموعات إجرامية بنقلهم» نحو الحدود الجنوبية للبلد.

وقال السيد مساهل إن دورة الحوار تشكل فرصة لاستعراض «التطور الأخير» لأوضاع النزاع لاسيما في ليبيا ومالي والساحل وفي المنطقة، بهدف تضافر جهود الجزائر والولايات المتحدة «في صالح ترقية الحلول السلمية، وفقا للقانون الدولي وفي إطار احترام السيادة والاستقلال والسلامة الترابية ووحدة هذه البلدان، مع الإلحاح على عدم التدخل في شؤونها الداخلية».  لدى تطرقه إلى مكافحة تمويل الإرهاب، أشار الوزير إلى أن الأمر يتعلق بمسألة أخرى «استعجالية» تستوقف كامل المجموعة الدولية، مذكرا بعقد الندوة الإفريقية حول مكافحة تمويل هذه الآفة في شهر أفريل الماضي بالجزائر العاصمة.

من جهة أخرى، أوضح السيد مساهل أن الجزائر «التي طبقت سياسة ناجحة للمصالحة الوطنية والقضاء على الراديكالية، تؤمن بقوة بقيم العيش معا في سلام في المجتمعات وبين الأمم»، مضيفا أن هذه السياسة بادر بها وقادها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.

من جهته، اعتبر المسؤول الأمريكي، أن هذا الاجتماع سيشكل فرصة للتطرق إلى مختلف التحديات التي تستوقف البلدين منها مكافحة الإرهاب، مؤكدا أن الجانب الأمني يمثل أحد المحاور الهامة للتعاون الثنائي.

وقال إن «الولايات المتحدة فخورة بالتعاون مع الجزائر لمواجهة التهديد الإرهابي، وتعرب عن استعدادها لتقاسم خبرتها المكتسبة في مجال مكافحة آفة الإرهاب مع بلدان أخرى».

كما أوضح السيد سوليفان أن التعاون الجزائري-الأمريكي لا يقتصر على الجانب الأمني، معربا في هذا السياق عن أمله في توسيع التعاون الاقتصادي مع الجزائر إلى قطاعات أخرى، لاسيما من خلال تكثيف الاستثمارات والعلاقات التجارية بين البلدين. قائلا في هذا السياق «إننا نولي اهتماما كبيرا للتبادلات بين مواطني البلدين كمحرك لتعزيز العلاقات الثنائية».

وفي ختام حفل الافتتاح، سلم السيد مساهل للسيد سوليفان نسخة عن معاهدة الصداقة الجزائرية - الأمريكية الموقعة بين البلدين سنة 1795.

وكان الوزير الأول أحمد أويحيى استقبل أول أمس، مساعد كاتب الدولة الأمريكي الذي حظي أيضا باستقبال وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل. وكان اللقاء فرصة للجانبين لاستعراض حالة التعاون الثنائي والمسائل السياسية الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.