بمشاركة ثلاثة أسماء جزائرية

اتحاد الكتاب العرب يعود إلى بغداد

اتحاد الكتاب العرب يعود إلى بغداد
  • 703

بعد انقطاع دام 17 عاما، عاد الأدباء العرب إلى بغداد من أجل المساهمة في فعاليات الاجتماع الدوري للمكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، والمشاركة في فعاليات الدورة الثانية عشر من مهرجان "الجواهري الشعري" الذي يعقده اتحاد كُتاب العراق، من بينهم رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين يوسف شقرة، وكل من الشاعرين عزوز عقيل ومحمد بوطي. حملت هذه التظاهرة الثقافية، باجتماعها وجلستها الفكرية ومهرجانها الشعري، اسم الشاعر الكبير مظفر النواب، بوصفه رمزا وطنيا وثقافيا وأدبيا.

أعرب الأدباء العرب عن ترحيبهم باحتضان بغداد لهذه الفعالية بعد غياب طويل، مؤكدين أنها حملت خطابا تاريخيا وإنسانيا وثقافيا، لديمومة حضارة بغداد ودورها الفاعل في رسم الوجود العربي المشترك، ودور المثقف في تغيير الواقع، كما عبروا عن امتنانهم لهذه الدعوة الكريمة وسعادتهم الغامرة بالتواجد في بغداد في مناسبتين ثقافيتين مهمتين.

عقد المؤتمر بفندق "الشيراتون" الدولي وسط بغداد، بحضور العديد من الوفود العربية المعنية وبعض الشخصيات الأدبية والإعلامية العربية، وأقيمت ندوة فكرية استمرت يومين، شارك فيها باحثون ومثقفون من عدد من الدول العربية، بعنوان: "ثقافة التنوع في مواجهة ثقافة العنف"، وتتشعب إلى محورين هما: ثقافة العنف والآليات الناعمة لمواجهتها، والتنوع الثقافي ورهانات التواصل. الهدف منها درس أسباب العنف لتجاوزه والتغلب عليه فكريا وثقافيا، باعتبار أن الثقافة في الميدان، وأن المعركة مع الإرهاب والإرهابيين ثقافية في الأساس، وأن دور المثقف العضوي الواعي أن يكون في طليعة الصفوف دائما.

تحدث في جلسة الافتتاح كل من الأستاذ ناجح المعموري رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، الأستاذ حبيب الصائغ رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العرب، رئيس الوفد السوري نضال الصالح، رئيس الوفد الفلسطيني مراد السوداني وسفير دولة الإمارات في بغداد، الأستاذ حسن أحمد الشحي.

أعرب رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في العراق ناجح المعموري، عن سروره بتواجد الأدباء العرب في بغداد، وقال: إن هذا المؤتمر ستكون له نتائج مبهرة بحكم الاستعدادات المبكرة والكبيرة التي بذلها أعضاء الاتحاد.

من جانبه، قال الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الكاتب والشاعر حبيب الصايغ، بأن الاجتماع الدوري للمكتب الدائم للاتحاد في بغداد جاء بعد انقطاع دام أكثر من 17 عاما، حيث عُقد آخر اجتماع لاتحاد الكتاب والأدباء العرب في بغداد عام 2001، وشارك ممثلون عن جميع الاتحادات الأدبية في جميع الدول العربية الأعضاء في الاتحاد العام.

أضاف أن انعقاد اجتماع المكتب الدائم في بغداد بعد انعقاده في دمشق في ديسمبر الماضي، يأتي في إطار التأكيد على موقف الاتحاد العام المساند للشعوب العربية، والوقوف بجوارها في الأزمات التي تتعرض لها في تلك المناطق، جراء أحداث العنف التي تقوم بها الجماعات الإرهابية التي تتستر وراء شعارات الدين الإسلامي، للتأكيد على أن دور المثقف يتطلب أن يكون في المقدمة دائما، ضاربا المثل بانضمامه في قضايا أمته وقيادة الشعوب في حربها ضد الإرهاب.

أما الأمين العام لاتحاد الأدباء العراقيين، الشاعر إبراهيم الخياط فقال: بغداد سعيدة برؤية المثقفين العرب وهم يحطون رحالهم في ثناياها. وأضاف أن بغداد ومن خلال احتضانها للمؤتمر، تكون قد استعادت حقها الشرعي الذي سلب منها، نتيجة سياسات رعناء ارتكبها الساسة وعززتها الاجتهادات الخاطئة لبعض الاتحادات العربية، ولولا الربيع العربي وتغيير الأنظمة الدكتاتورية، لبقيت الاجتهادات الخاطئة تنال من حق بغداد في أن تكون العنصر الفاعل في الثقافة العربية.

على صعيد متصل، اجتمع على هامش اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بالعاصمة العراقية بغداد، اتحاد أدباء وكتاب المغرب العربي، الذي ضم كل من رؤساء اتحادات الأدباء والكتاب لكل من: الجزائر، موريتانيا، ليبيا، برئاسة تونس، حيث تمت مناقشة مجموعة من الموضوعات المهمة التي تمس هذا التجمع، والنقاط التي تهتم بالنشاطات والفعاليات القادمة.

الجدير بالذكر أن الهيئة العامة للثقافة بدولة ليبيا، ستستضيف الاجتماع المقبل لاتحاد أدباء وكتاب المغرب العربي، على هامش معرض طرابلس الدولي للكتاب، الذي يقام بالتعاون مع اتحاد الناشرين الليبيين، خلال المدة القريبة القادمة من هذا العام.

يذكر أن اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ناقش عددا من المحاور الإدارية والتنظيمية التي تخص أعمال الاتحادات العربية وبرامجها، فضلا عن مناقشة بيان الحقوق المهنية للأدباء والملف الثقافي، وإعداد البيان الختامي والتوصيات.

ق.ث