تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة
إنزال قياسي بشواطئ سكيكدة
- 3656
تشهد شواطئ مدينة سكيكدة إنزالا كبيرا من طرف المصطافين الذين توافدوا عليها بأعداد ضخمة، خاصة شواطئ "العربي بن مهيدي"، "فلفلة"، كورنيش مدينة سكيكدة إلى غاية سطورة وميرامار والمحجرة، إضافة إلى الشاطئ الكبير، وأكثر الوافدين من الولايات المجاورة كقسنطينة وأم البواقي، وحتى ميلة وبرج بوعريريج وسطيف.
أرجع العديد من المصطافين الذين وجدتهم "المساء" بالمركز 06 بشاطئ فلفلة، هذا الإنزال إلى ارتفاع درجات الحرارة، وانتهاء الشهر الفضيل، إضافة إلى قرب المسافة بين قسنطينة وسكيكدة عبر الطريق السيار، الذي يشهد خاصة عند نهاية كل أسبوع، ازدحاما في حركة المرور، لتبقى سكيكدة خلال السنوات الأخيرة القبلة المفضلة للسياح والمصطافين رغم نقص هياكل الاستقبال وما هو موجود من فنادق فخمة، لا يتلاءم وجيب البسطاء من المصطافين.
حظائر فوضوية مستفَزة
وإذا كانت هذه الحركة التي تعيش على إيقاعها عاصمة روسيكادا التي جعلت منها مدينة جذب للسياح والمصطافين، فإن ذلك الإقبال خلق بعض المشاكل، كتفاقم ظاهرة الحظائر الفوضوية المسيَّرة من قبل بعض الشباب، الذين يفرضون على المصطافين مبالغ مالية تتراوح ما بين 100 دج و200 دج وأكثر من 500 دج بالنسبة للحافلات والشاحنات، مقابل السماح لهم بركن مركباتهم، وهي الظاهرة التي اشتكى لـ "المساء" منها بعض المصطافين بالخصوص على مستوى الشاطئ الكبير وبعض أجزاء سطورة كبيكيني وجزء من شاطئ قصر الجنة والعربي بن مهيدي إلى غاية وادي ريغة، وفلفلة بالخصوص عند نهاية كل أسبوع؛ أي يومي الجمعة والسبت. ورغم أن بعض البلديات كفلفلة وسكيكدة كانت منحت تراخيص لبعض الشباب لممارسة نشاط مراقبة الحظائر الموجودة على شاطئ البحر، إلا أن البعض يستغل تلك التراخيص من أجل فرض قانونه الخاص، ومنه فرض التسعيرات التي يريدونها مناسبة، والبعض الآخر يقوم إلى جانب حراسة الحظائر، بممارسة بعض الأنشطة الأخرى كبيع المظلات البحرية والطاولات والكراسي.
للإشارة، خلال تواجدنا بالعربي بن مهيدي اشتكى بعض المصطافين صراحة من غطرسة بعض حراس الحظائر، الذين لا تهمهم سوى عملية جمع الأموال بعيدا عن أعين المراقبة.
وإذا كانت المصالح الأمنية تبذل جهودا من أجل محاربة الظاهرة خاصة أن تعليمات وزير الداخلية واضحة في هذا المجال، فإن دور المواطن يبقى أكثر من ضرورة من أجل فضح هؤلاء "البزناسية"، بتقديم شكاوى إلى الجهات الأمنية المختصة.
انعدام الحس المدني
ككل موسم صيف، تتكرر المشاهد المؤسفة والظواهر السلبية على امتداد شاطئ العربي بن مهيدي إلى غاية فلفلة، التي تعيش فوضى حقيقية بسبب تصرفات بعض المصطافين الذين يفتقدون إلى الحس المدني؛ من خلال رمي القاذورات والأوساخ؛ من قارورات المياه المعدنية والمشروبات الغازية وقنينات وبقايا الأكل، بدون الحديث عن انتشار الأكياس البلاستيكية من مختلف الألوان والأحجام. ورغم وجود أماكن مخصصة لذلك فإن البعض بقصد أو بدون قصد منهم، لا يجدون حرجا في رمي نفاياتهم على حافة الطريق وفي الشاطئ. ومن المظاهر الأخرى التي تترجم غياب الحس المدني عند العديد من المصطافين، إقدام بعض الشباب على لعب كرة القدم في الشاطئ وفي مساحات ضيقة بدون احترام العائلات.
معارضة الاستغلال في إطار حق الامتياز
خلال تواجدنا بالمركز 06 من شاطئ فلفلة التقينا بالعديد من شباب المنطقة، الذين احتجوا على إقدام أحد المستثمرين (صاحب فندق) على استغلال مساحة كبيرة من الشاطئ في إطار حق الامتياز، مفيدين بأنه رغم تأكيد تعليمة وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية على مجانية الدخول إلى الشواطئ، إلا أنهم وجدوا صعوبة في ولوج الجزء الذي خصّص للمستثمر الذي حوّل المكان، حسبهم، إلى شبه شاطئ خاص، مؤكدين أنّه إذا كان لا بد من منح حق الامتياز لاستغلال شواطئ للمستثمرين من أجل ترقية الخدمات السياحية خلال فصل الصيف، إلا أنه من غير المعقول منحهم مساحات كبيرة، خاصة أنّ أمام انتشار هذا النوع من النشاط تتقلص المساحات المخصصة للمصطافين، مطالبين الجهات المختصة بالتدخل.
تفعيل المخطط الأزرق
ضبطت مصالح أمن ولاية سكيكدة في إطار تفعيل المخطط الأزرق، تشكيلها الأمني الذي يهدف أساسا إلى مراقبة وحماية الشواطئ المتواجدة بإقليم اختصاص الشرطة، والموزّع عبر الشواطئ الستة، أربعة منها واقعة عبر كورنيش طريق سطورة، والمتمثل في شواطئ القصر الأخضر والشاطئ العسكري وشاطئ الجنة وشاطئ ميرامار، والآخران على مستوى شاطئ وادي ريغة ببلدية فلفلة، وشاطئ البنات ببلدية القل غرب عاصمة الولاية، حيث تم تزويدها بـ 05 مراكز للمراقبة وحماية الشواطئ، 03 منها بكورنيش سطورة، والآخران بفلفلة والقل مجهزة بكل الوسائل، التي من شأنها أن تضمن حماية وتأمين المصطافين على مدار الساعة، مع تدعيم هذا المخطط بدوريات راجلة بالزي الرسمي وبفرق الشرطة القضائية والأمن الحضري، مهمتهم الأساسية مراقبة هويات الأشخاص المشتبه فيهم لردع الجريمة بأشكالها؛ كالسرقة وحيازة واستهلاك المخدرات، والمشاجرة في الطريق العام، ومحاربة ظاهرة تناول الكحول في الطريق العام والإخلال بالنظام العام.
❊ بوجمعة ذيب