الرياضة النسوية الجزائرية...
إنجازات وتحديات
- 4126
لم تحجب العراقيل والصعوبات العديد من النجاحات التي حققتها الرياضة النسوية الجزائرية، وسلاحها العزيمة والتحدي على واقع يحتاج إلى تغيير جذري في ظل نقص في مراكز التكوين والتأطير والدعم المادي، وغياب استراتيجية واضحة للنهوض بهذه الفئة.
ولا أحد ينكر إنجازات الرياضة النسوية، وهي أكثر من أن تُحصى، صنعتها وجوه تذكّرنا بلحظات متاع وإبداع في أهم المواعيد الدولية، على غرار سكينة بوطمين، حسيبة بولمرقة، بنيدة نورية مراح، صورايا حداد وسليمة سواكري بدون أن ننسى بطلات رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة.
هذا الواقع يحمّل مسؤولية كبرى القائمين بشؤون الرياضة ببلادنا؛ من أجل تسطير سياسة عمومية تشاركية وشمولية لمواصلة تخريج الأبطال والبطلات في كل الأنواع الرياضية.
دنيا قارة (عداءة سابقة في اختصاص الماراطون): ضعف انخراط المرأة في المهن الرياضية حال دون تطويرها
قالت العداءة السابقة في اختصاص سباق الماراطون، دنيا قارة، إن الممارسة النسوية للرياضة شهدت ارتفاعا محسوسا في مختلف الاختصاصات بما في ذلك تلك التي توصف بالرجالية ككرة القدم والملاكمة، وعليه تسعى السلطات العمومية جاهدة إلى إعطاء دفعة قوية للرياضة الرجالية كانت أم نسوية.
وأضافت أنه رغم هذا الارتفاع الملاحظ في السنوات الأخيرة إلا أنها ما زالت ضعيفة مقارنة بالرجال، أضف إلى ذلك ضعف انخراط المرأة في التكوين وفي المهن المتعلقة بالرياضة زيادة على معاناة الرياضة النسوية من نقص لافت في الوسائل والإمكانيات والاهتمام أيضا مما أثر سلبا على نتائجها. ولعل أبرز التحديات التي تواجه الرياضة النسوية -على حد قول دنيا قارة- في الوقت الراهن تلك المتعلقة بالتمثيل النسوي في مناصب المسؤولية سواء في الهيئات الرياضية أو في التأطير الفني والتي تبقى إلى حد الآن الحلقة الأضعف في مسار المرأة في عالم الرياضة.
واقترحت المتحدثة في الأخير قانون خاص بالبطلات العالميات وذلك بتخصيص منحة شهرية وهذا ما يسمى بـ«التحدي الكبير للنساء الرياضيات ما بعد المشوار الرياضي"، بالإضافة إلى حث مختلف وسائل الإعلام على تسليط الضوء على مختلف النماذج النسوية التي من شأنها منح الجرعة المعنوية للتألق قاريا ودوليا من جهة، وكذا التنوير وإبراز الأهداف والغايات من ممارسة المرأة للرياضة من جهة أخرى.
❊ فروجة. ن
حسيبة بولمرقة (البطلة الأولمبية السابقة في 1500 م): النهوض بالممارسة النسوية مرهون بتطوير الرياضة المدرسية
أكدت البطلة الأولمبية السابقة في اختصاص 1500م، حسيبة بولمرقة، في تصريح لـ«المساء"، أن النهوض بالرياضة النسوية لا يمكن أن يكون إلا بتطوير الرياضة المدرسية واعتلاء المرأة للمناصب العليا في الهيئات المسيرة واهتمام الإعلام بها إلى جانب تشجيع الرياضة للجميع والتي يمكن أن تكون منفذا للنساء لممارسة النشاط البدني.
في هذا الشأن، تحدثت البطلة الأولمبية عن تجربتها التي كان المنطلق فيها اكتشافها من طرف ممرن في المدرسة حيث قالت: "الرياضة المدرسية هي المنطلق لاكتشاف الموهبة ثم يتواصل الطريق بالنسبة للفتاة بالعمل والظروف المناسبة لتطورها".
كما أوضحت رئيسة لجنة المرأة والرياضة في اللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية، أن ترقية ومشاركة المرأة في الرياضة هي في مقدمة انشغالات الهيئة الأولمبية الدولية، وهذه النقطة التي تعمل الهيئة الأولمبية الجزائرية على تجسيدها على أرض الواقع بإعطاء اهتمام كبير للتمثيل النسوي في "الكوا" وبذل مجهود كبيرة لترقية الممارسة الرياضية النسوية.
وتطرقت بولمرقة إلى مشكلة عدم اهتمام الإعلام بالرياضة النسوية من خلال إحصائيات عالمية، حيث تهتم كل وسائل الاعلام بمتابعة منافسات الذكور التي تصل إلى 93 بالمائة في بعض الإحصائيات وهذا ما يقلل من الاهتمام إلى جانب اختفاء الرياضية عن الساحة مباشرة بعد انتهاء مسيرتها.
❊ ف/ن
رتيبة عياد (رئيسة لجنة الشباب والرياضة والنشاط الجمعوي): يجب تفعيل النصوص والقوانين الخاصة
ذكرت رئيسة لجنة الشباب والرياضة والنشاط، رتيبة عياد، أن مكانة الرياضة النسوية إشكالية طرحت منذ القدم على المستوى العالمي، مستدلة بالمشاركة الأولى للمرأة في المنافسات الرسمية على شاكلة الألعاب الأولمبية لدورة 1928، حيث مرت المشاركات عبر مراحل عديدة، وبالتالي يمكن القول أن مبدأ العولمة أتى في أول الأمر في الميدان الرياضي خلال الأولمبياد، قبل أن تهتم الميادين الأخرى بهذا الأمر لاسيما على مستوى الاقتصاد.
وأكدت عياد لـ«المساء"، أن الرياضة المدرسية تبقى "حصان طروادة" بالنسبة لجميع المسؤولين على الرياضة الوطنية فالكثير من المختصين يؤكدون أن أحسن وسيلة لبعث وتطوير الرياضة النسوية والرياضة عموما هي الاهتمام بممارسة الرياضة في الوسط المدرسي، مضيفة أن الجزائر اعتنت بهذا الجانب من خلال اكتشاف العديد من الرياضيات خلال ممارسة الرياضة في الوسط التربوي.
وواصلت كلامها بالقول: "لقد حان الوقت لإعطاء الرياضة النسوية حقها من العناية" في إشارة منها إلى تفعيل النصوص والقوانين الخاصة بقطاع الشباب والرياضة المتعلقة بالمرأة، وكذا ضرورة الاستفادة من البنى التحتية الرياضية وفقا للضوابط الاجتماعية للمرأة، مع الاهتمام بتنمية قدرات المرأة في مجال التكوين والتعليم الرياضي.
بالإضافة إلى ذلك، تحدثت رئيسة لجنة الشباب والرياضة والنشاط الجمعوي، عن دور الجمعيات النسوية في تحفيز الفتاة والمرأة على ممارسة الرياضة والسير على خطى بطلات كبيرات في الجزائر على غرار حسيبة بولمرقة وبنيدة مراح وغيرهما، وعليه اقترحت تشجيع الجمعيات المحلية برفع الميزانية المخصصة للرياضة والتي تقدر بـ3 إلى 6%.
ف/ن