السهرة الثالثة لمهرجان تيمقاد

جولة في طبوع الجزائر الموسيقية

جولة في طبوع الجزائر الموسيقية
المطربة نعيمة دزيرية ت: ع.بزاعي
  • 1200
❊ ع.بزاعي ❊ ع.بزاعي

تتواصل سهرات مهرجان تيمقاد الـ40 في أجواء عائلية طبعها التنظيم المحكم، فوجد الشباب متنفسهم فوق ركح المسرح الروماني الجديد، وحضر جمهور غفير لم يكن ينتظر توافده بهذا الشكل، هي الإستراتيجية التي تبنتها المحافظة الجديدة بقيادة يوسف بوخنتاش.

تميزت السهرة الثالثة بطابع الحوزي، الشاوي والقبائلي من خلال بعض أهم أسماء الأغنية الجزائرية، وإذ أحيت المطربة الكبيرة نعيمة دزيرية حفلا متميزا أول أمس، تنوع بين الحوزي والشاوي، فبعد غياب عن المهرجان منذ سنة 2002 عادت السيدة نعيمة واحتضنها الأوراس الكبير وأطربت جمهور ثاموقادي بباكورة أعمالها.   

حضرت النغمة الجزائرية في لمسات فنية معبرة عن الزخم الثقافي الذي تزخر به  الجزائر في إطلالة هذه الفنانة المتألقة التي باركت قرار تعيين بوخنتاش محافظا جديدا للمهرجان وتوقعت له مستقبلا زاهرا بحكم قدراته وانتمائه للأسرة الفنية.

وكان قبلها قد دشن السهرة، الفنان الشاوي نوار نزار صاحب رائعة «بركام امطاون»، أطرب جمهوره بتيمقاد الذي ودعه منذ سنوات طويلة ليعود مجددا  بنفس جديد، والذي يستلهم الإبداع من الروك والبلوز لإضفاء النوعية على الأغنية الشاوية. وكما كان متوقعا، فقد كانت عودته موفقة وتجاوب معه الجمهور الذي أحب هذه الطريقة ـ كما صرح به لـ»المساء» للخروج من سجن الفلكور على حد تعبيره، في إشارة ضمنية لفسح المجال للأغنية الشبابية.   

اللوحة الأخرى من الحفل شكلها الفنان جمال صابري المعروف باسم الشهرة «الجو» بعد غياب دام عشريتين كاملتين، فأطرب جمهوره على الطريقة التي يستهويها ولا يزال مداوما عليها في ظهوره المميز، مقدما باقة غنائية من باكورة أعماله التي يستهويها الجمهور منذ أمد بعيد في بداياته مع فرقة «لي بربار» على غرار «البشطولة»، «يما الكاهنا» وغيرها من الأغاني التي صنعت مجده لجمهور وفي ساعة من الزمن، عرف كيف يتسلل إلى قلوب الجمهور الذي تجاوب مع أدائه عندما اعتلى المنصة بظهور مميز في سابقة لم يعهدها المهرجان سوى معه في مناسبتين، إذ فضل الظهور حافي القدمين مباشرة بعد الاسترسال في الأداء، حيث نبش في تراث المنطقة ولو باعتماد الموسيقى العصرية التي اتخذ منها منهجا في حياته الفنية. فجدد العهد مع جمهور تيمقاد بعدما ثمن مبادرة دعوته لتنشيط هذه السهرة وتمكن من خلق مساحات فنية اتسعت للمدرجات التي حوّلها إلى فضاء راقص بعدما ردد الجمهور أغانيه التي يحفظها عن ظهر قلب. 

ومن جهته، عزف توفيق الندرومي على وتر الحوزي والمديح وهو من اختصاصه الذي أبدع فيه وعرف بخبرته، وهو يقابل جمهور تيمقاد لثالث مرة وقدم باقة من الأغاني وأخرى من الطابع المغربي.

إلى جانب ذلك، مثل الأغنية القبائلية الشاب المتألق «طاكو» الذي يزور تيمقاد لأول مرة والذي يمزج في غنائه بين القبائلية ولون القناوي ويعتمد على الموسيقى الغربية، فلم يكن الامتحان عسيرا عليه في مواجهة جمهور ثاموقادي لأول مرة إذ أطرب جمهوره بأغنيتين من لون القناوي من ألبومه الذي صدر سنة 2017 وأغنية أخرى فلكلورية راقصة.