حسب مندوب الاتحاد الدولي لرياضة الحمل بالقوة (رياضة المعاقين)
دورة الجزائر محطة مؤهلة لألعاب طوكيو
- 787
أكد الليبي فتحي علي الأشهب، مندوب الاتحاد الدولي لرياضة الحمل بالقوة لذوي الاحتياجات الخاصة والمراقب التقني لبطولة إفريقيا التي جرت بقاعة "حرشة" بالجزائر أيام 11،10 و12 من الشهر الجاري (أوت)، أن هذه المنافسة تُعتبر مرحلة هامة وضرورية للرباعين الباحثين عن التأهل إلى الألعاب البارالمبية القادمة بطوكيو 2020.
قال علي الأشهب في هذا الشأن: "اللجنة البارالمبية الدولية وضعت عشية انتهاء فعاليات الألعاب البارالمبية الأخيرة بريو بالبرازيل، معايير ومسارا لتأهل رياضيي الحمل بالقوة إلى الموعد البارالمبي المقبل بطوكيو 2020، من خلال محطات هامة تجبر كل الرياضيين على المشاركة فيها، ويتعلق الأمر ببطولة العالم بمكسيكو 2017، والبطولات القارية لسنة 2018، بالإضافة إلى بطولة العالم بكازاخستان 2019"، مفيدا بأنه في شهر فيفري 2020، سيتم إقفال باب التأهل وتحديد الترتيب العالمي النهائي وقائمة في حدود 120 ا (رجالا وسيدات) الذين سيشاركون في موعد اليابان.
وأكد المتحدث باسم الهيئة الدولية: "ما لم يشارك الرباع في البطولة الخاصة بالقارة التي ينتمي إليها، لن يُسمح له بالتواجد في دورة طوكيو.. فبطولة الجزائر هي إحدى المحطات الهامة في مشوار المشاركة في طوكيو، ولا يمكن لأي رباع من إفريقيا المشاركة في الدورة البارالمبية مادام لم يشارك في البطولة الخاصة بقارته إلا في حال أسباب قاهرة جدا لن يفصل فيها سوى المكتب التنفيذي للجنة العالمية لرياضة رفعات القوة".
أهمية البطولة الإفريقية للحمل بالقوة بالجزائر، وهي ثاني محطة مسجلة في رزنامة الموسم الجاري للاتحاد الدولي للعبة بعد بطولة أوروبا المفتوحة التي جرت بفرنسا في ماي المنصرم، جلبت مشاركة أحسن الرياضيين والرياضيات بمجموع 86 ممثلين لـ 15 دولة. فبالإضافة إلى الجزائر (البلد المضيف)، عرفت الطبعة الثانية لبطولة إفريقيا (بعد طبعة القاهرة سنة 2009)، مشاركة دول مصر، نيجيريا، الكاميرون، ليبيا، كوت ديفوار، المغرب، مالي، أوغندا، غامبيا، تونس، البنين، طوغو، سيراليون وليبيريا.
وفي هذا الإطار، سجل الليبي الأشهب بارتياح "المشاركة الهامة "كمّا ونوعا" للرياضيين الأفارقة، خاصة الدول المسيطرة على هذه الرياضة على المستوى العالمي، التي جاءت بخيرة رباعيها ورباعاتها، على غرار مصر (شريف عمر وجيهان عبد العزيز ومحمود عطية وراندا محمود)، ونيجيريا وأبطالها العالميين والبارالمبيين (لوسي إيجيكي ولوفلين أوبيجي وبول كاييندي) وغيرهم"، مضيفا أن تواجد هذه العناصر "ساهم بشكل واضح في إعطاء طابع خاص لموعد الجزائر، وسمح لرواد هذه الرياضة بالتأكيد على قوّتهم وتحطيم العديد من الأرقام القياسية الإفريقية".
وانطلاقا من هذا التواجد النوعي للمشاركين، كان يتعين على الاتحادية الجزائرية لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، رفع عدة تحديات، منها إلزامية التحكم في التنظيم التقني واللوجستيكي للتظاهرة، التي سجلت حضور ملاحظي ومفوضي اللجنة الدولية لرياضة الحمل بالقوة.
التحدي الذي رفعته الجزائر تمثل في تنظيم بطولة قارية باحترام الحد الأدنى المشروط لاحتضان المنافسة، وهو ما نجحت فيه عموما.. غير أنّا سجلنا بعض النقائص التي أردها شخصيا إلى نقص خبرة أعضاء لجنة التنظيم، الذين كنا نعدّهم على الأصابع.. كانت هناك لجنة مركزية فقط بدلا من أن تكون هناك لجان مختصة بكل موضوع (النقل والإيواء واللوجستيك)، ومستقلة بذاتها من أجل أكثر سيولة في العمل.. فكان من الضروري توزيع العمل، وتكوين عناصر يمكن الاعتماد عليها عند الحاجة، كما هو معمول به في مثل هذه التظاهرات، وأن يكون هناك تفويض بالصلاحيات"، تأسف الأشهب.
ودعا المراقب التقني الدولي لبطولة إفريقيا إلى التحكم في هذا العامل مستقبلا، وعلق في هذا الجانب قائلا: "إذا تم التحكم في هذه الأمور فإن الجزائر قادرة على احتضان بطولة عالم للحمل بالقوة ومحافل دولية كبرى؛ لأن أهم شيء موجود هو المنشآت الرياضية والعتاد الرياضي الخاص".
وعلى هامش موعد الجزائر القاري، تم تنظيم دورتين تكوينيتين للمدربين والحكام، نجح خلالهما بعض الحكام في الامتحانات، وتم تقليدهم بالشارة الدولية (درجة أولى)، وبعد عامين يمكنهم الترشح للحصول على الشارة الدولية (درجة ثانية).
«الأكيد أن هذا يُعد مكسبا هاما للاتحادية الجزائرية لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، التي، بالمقابل، عليها السعي نحو مضاعفة الجهد حتى يكون لها في الخمس سنوات القادمة، اكتفاء ذاتي من حيث الإطارات، خاصة أن الجزائر من الدول العريقة التي نظمت العديد من التظاهرات الرياضية من الحجم الكبير".
كما وجّه فتحي علي الأشهب نداء إلى الاتحادية ووزارة الشباب والرياضة، بـ "ضرورة تثمين هذا المكسب، والسعي قدما نحو تحقيق المزيد مستقبلا؛ لأن الجزائر أكبر بكثير من الاكتفاء بما هو موجود حاليا من إطارات وكوادر".
وختم مندوب الاتحاد الدولي لرياضة الحمل بالقوة لذوي الاحتياجات الخاصة قوله: "من الضروري على الجهتين التفكير في وضع استراتيجية مستقبلية للعهدة الأولمبية القادمة (2021- 2024)، والاهتمام بجدية مستقبلا ببناء الكوادر الفنية ومتابعة تدرجها للوصول إلى العالمية، ناهيك عن تحقيق الاكتفاء الذاتي في المدربين والحكام والمصنفين في كل اختصاص من اختصاصات فئة ذوي الاحتياجات الخاصة؛ ما يسهل التواجد المستمر والدائم في بطولات العالم والألعاب البارالمبية".