مشكل الغبار المنبعث من منجم الونزة
زرواطي تقرّ إجراءات استعجالية
- 1232
أكّدت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي، في اليوم الثاني من زيارتها لولاية تبسة، التزامها بإيجاد حلول تدريجية للوضع البيئي المتدهور الذي يسببه الغبار المنبعث من عملية نقل الحديد من منجم منطقة الونزة، مطمأنة المواطنين القاطنين بمحاذاة المنجم بإيجاد حلول للوضع البيئي الذي يعانونه منذ عدة سنوات.
كشفت الوزيرة في تصريح صحفي لدى معاينتها للمنجم القريب من المنطقة السكنية عن اتخاذ جملة من الإجراءات بعد اللقاء الذي جمعها مع المجتمع المدني، تتمثل في إلزام الشركة المستغلة للمنجم بتعبيد المقطع من الطريق بطول يقارب 3 كلم، والذي تسلكه الشاحنات التي تكون سببا مباشرا في انبعاث كميات هائلة من الغبار الذي يؤرق السكان، موضحة أن هذا القرار يدخل في سياق تعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، القاضية بالحرص على صحة المواطنين زيادة على كونه تجسيدا لـ»حق المواطن الدستوري في بيئة سليمة ونظيفة».
وأضافت زرواطي، أنّ تعبيد مقطع الطريق المستغل من طرف المركبات يعدّ «الحل الحقيقي والنهائي» لمشكلة الغبار المنبعث خلال استغلال الثروة المنجمية بالمنطقة، مبرزة أنّ عملية الرش بالمياه التي تقوم بها الشركة المستغلة بمعدل 6 دورات يوميا، والتي تصل تكلفتها السنوية إلى حوالي 20 مليون دج، «غير كافية» لمنع وصول الغبار إلى السكان.
في نفس السياق أعطت الوزيرة تعليمات صارمة بعين المكان تقضي بمنع الشاحنات الناقلة للحديد من الدخول إلى وسط المدينة، وسلك الطريق الاجتنابي المؤدي مباشرة إلى مصنع الحجار بولاية عنابة، وهو ما سيحلّ أحد الانشغالات التي رفعها سكان المنطقة، خاصة وأنّ عدد الشاحنات التي تتنقل يوميا إلى المنجم تزيد عن 100 شاحنة، وقد تقرّر خفض عددها ليصل حاليا إلى 20 شاحنة يوميا.
أما ثاني هذه الإجراءات ـ تقول زرواطي ـ فيتعلق بإلزام الشركة المستغلة للمنجم بإصلاح العطب الموجود في التجهيزات الخاصة بنقل الحديد في مادته الخام عبر القاطرات، وذلك من المنجم إلى غاية مكان نقله إلى مركب الحديد والصلب بالحجار (عنابة)، مشيرة إلى أنّ هذا هو الحل النهائي لكلّ المشاكل البيئية بالمنطقة مع جعل هذا الاستثمار صديقا للبيئة.
وكانت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة قد اطلعت على ظروف استغلال الثروة المنجمية بمنطقة الونزة، ودعت القائمين على المشروع للعمل على كسب ثقة المواطنين، وإعطائهم «إشارات إيجابية»، من خلال الوفاء بالالتزامات التي تم الاتفاق عليها بناء على الانشغالات المعبر عنها من طرف سكان المنطقة، ومن دون تعطيل للآلة الإنتاجية لمنجم الونزة الذي وصفته بـ «الموقع التاريخي».
كما شملت زيارة الوزيرة لولاية تبسة، على مدار يومين، عدة نقاط أهمها معاينة عدة مشاريع بعاصمة الولاية، تتعلق بمشروع إنجاز الحديقة الحضرية للتسلية، ومشروع إنجاز محطة معالجة المياه المستعملة بمنطقة عين زروق ومركز الردم التقني، بالإضافة إلى معاينة مشروع مركز تربية الطيور البرية بخنقة بكارية.