مساهل يشارك في ندوة منتدى التعاون الصين ـ إفريقيا
تنسيق السياسات في إطار مبادرة ”طريق الحرير”
- 639
يشارك وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل اليوم، ببكين، في الندوة الوزارية السابعة لمنتدى التعاون الصين-إفريقيا التي تأتي تحضيرا للقمة الثالثة للمنتدى المرتقبة يومي 3 و4 سبتمبر الجاري، حيث سيعكف الوزراء على تقييم الشراكة بين الجانبين واستكمال الوثيقتين الأساسيتين اللتين ستتوجان القمّة وبالتحديد ”إعلان بكين ومخطط العمل 2019 -2021”.
وأوضح بيان وزارة الشؤون الخارجية أمس، أن هذه الندوة ستكون فرصة للسيد مساهل، الذي يقود الوفد الجزائري للقاء بعض نظرائه الإفريقيين.
وتأتي قمة الصين ـ إفريقيا بعد انعقاد المنتدى العربي الصيني شهر جويلية الماضي، ببكين، حيث ركزت على تهيئة الخطط لخلق تعاون استراتيجي شامل مشترك بين الجانبين، يتضمن السياسة والأمن والترابط الاستراتيجي والتعاون العلمي والتبادل الإنساني والثقافي وغيرها.
وكان وزير الخارجية السيد عبد القادر مساهل، قد أكد في حواره مع الوكالة الصينية ”شينخوا” أن الجزائر تعد بحكم علاقاتها المتميزة مع الصين ودورها المحوري في العالم العربي فاعلا أساسيا لتحفيز التعاون الصيني العربي.
وعرفت العلاقات الجزائرية الصينية خلال السنوات الماضية، نموا متسارعا تجلى في محافظة الصين على مرتبة الشريك التجاري الأول للجزائر بمعدل سنوي يفوق 8 مليار دولار أمريكي، من إجمالي الواردات الجزائرية وانجاز عدة مشاريع للبنى التحتية عبر ربوع التراب الوطني، كما تم تسجيل دعم لافت للإطار القانوني للتعاون الثنائي بجملة من الاتفاقيات كتلك الموقعة في مجال الفلاحة والصيد البحري وغيرها من القطاعات.
كما تركز الاهتمام على مجال علوم وتكنولوجيا وتطبيقات الفضاء والتي توجت بالإطلاق الناجح لأول قمر صناعي جزائري للاتصالات ”ألكومسات 1” انطلاقا من الأراضي الصينية بتاريخ 11 ديسمبر 2017، حيث شكل هذا الحدث المتميز محطة هامة في تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
ومن بين المشاريع الهامة التي يركز عليها البلدان نذكر مشروع ميناء الحمدانية الكبير بولاية تيبازة الذي يكتسي طابعا استراتيجيا على المستويين الوطني والإقليمي، حيث سيسمح بربط السوق الصينية بالسوق الإفريقية من خلال الطريق العابر للصحراء الذي يصل الجزائر بلاغوس في نيجيريا، كما أنه يشكل قطبا لجذب المستثمرين نحو المنطقة اللوجيستية الهامة المحيطة بالميناء ومن خلالها نحو المنطقتين المتوسطية والإفريقية.
وكان سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر السيد يانغ غانغيو، قد كشف في حوار مع ”المساء” عن قرب إبرام اتفاق بين الجزائر والصين حول مشروع ”طريق الحرير” الذي يعد من أكثر السياسات طموحا لبكين، والتي تتضمن دعم الصين لاستثمارات في البنى التحتية للدول المنضوية تحت هذه المبادرة، مؤكدا استعداد بكين لمرافقة ودعم المسار الصناعي، وتشجيع الاستثمارات الصينية في الجزائر من أجل تدارك الاختلال في الميزان التجاري.
وبالعودة إلى قمّة الصين ـ إفريقيا فإن اهتمام الجانبين الصيني والإفريقي يتركز على وضع مخطط متكامل من أجل إقامة علاقات أوثق بين الطرفين، وتنسيق السياسات في إطار مبادرة ”طريق الحرير” وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة و أجندة الاتحاد الإفريقي 2063.
كما ارتكزت العلاقات الصينية الإفريقية على أسس سياسية واقتصادية أوسع وأعمق من المفهوم الضيق للاستحواذ الصيني على الموارد الطبيعية، خاصة في ظل تداخل عوامل داخلية وخارجية صينية كان لها الدور المهم في تشكيل السياسة الخارجية الصينية تجاه إفريقيا.
ويعمل منتدى التعاون الصيني الإفريقي ”فوكاك” كنموذج للتعاون بين الجنوب منذ تأسيسه في عام 2000، كما سيظل بمثابة منصة مهمة لبناء مجتمع المصير المشترك بين البشرية جمعاء.
ويشارك 1069 ممثلا إفريقيا في هذا المنتدى، إذ يمثلون أكثر من نصف العدد الإجمالي للمشاركين، كما تشارك 67 شركة بالإضافة إلى شركات صغيرة ومتوسطة تغطي القطاعات التقليدية كالطاقة والمالية و الزراعة والتصنيع والبنية الأساسية وصناعات ناشئة منها الانترنت والتجارة الإلكترونية.
ويركز المؤتمر على إجراءات تيسير الصادرات الإفريقية و مساعدة الشركات الإفريقية في الاندماج في سلسلة القيمة العالمية، بالإضافة إلى توسيع التجارة الصينية الإفريقية، في حين ستجري مناقشات بشأن التخطيط لمشروعات البنية الأساسية و بنائها و تشغيلها
وتمويل الشراكة بين القطاعين العام و الخاص، بالإضافة إلى بذل المزيد من الجهود لتطوير البنية الأساسية الإفريقية ودفع التكامل الاقتصادي قدما.
للإشارة حافظت الصين على موقعها كأكبر شريك تجاري لإفريقيا للسنة التاسعة على التوالي.