بن غبريط تعد بسنة تكوينية لبلوغ الجودة وتكشف:

تخفيف وزن المحفظة المدرسية بـ2 كلغ

تخفيف وزن المحفظة المدرسية بـ2 كلغ
  • 945
م. خ/ ق. و م. خ/ ق. و

أكدت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، أمس، أن هذه السنة ستكون «سنة تكوينية بامتياز»، وذلك وفقا لديناميكية عمل يعتمدها القطاع «لبلوغ أعلى معايير الجودة» في التربية والتعليم، في حين كشفت بأنه سيتم تخفيف وزن المحفظة المدرسية لتلاميذ الطور الابتدائي بحوالي كيلوغرامين وذلك حفاظا على صحتهم .

وقالت السيدة بن غبريط في حديث لوكالة الإنباء الجزائرية إن الاهتمام بالسنة التكوينية، يندرج في إطار تطبيق المخطط الوطني للتكوين الممتد إلى غاية 2020 والذي يمس جميع عمال القطاع، مذكرة بأن حوالي 80 ألف موظف استفادوا خلال السنة الدراسية 2017- 2018 من التكوين (معلمون مفتشون وإداريون وعمال  احترافيون).

وأوضحت الوزيرة أن الديناميكية التي تستند إليها وزارة التربية الوطنية خلال هذا الموسم، تتمثل في تنفيذ ثلاثة أهداف سبق أن حددتها الندوتان الوطنيتان لتقييم ودعم إصلاح المدرسة، المنظمتان في شهر جويلية لسنتي 2014 و2015 والذي أطلقته إصلاحات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة سنة 2003.

ويتعلق الأمر -كما قالت- بالتحوير البيداغوجي وتحسين حوكمة المدرسة وتعزيز مكانة وأهمية التكوين، مؤكدة أن «مدرسة الجودة تمر عبر احترافية ممارسات التعليم والتسيير»، في حين أشارت إلى أهمية التكوين المستمر للأساتذة، بهدف تحسين مستواهم  وبلوغ الاحترافية في التكوين.

ويراهن القطاع على تحسين مستوى التلاميذ خاصة في التعليم الابتدائي الذي يعد الركيزة الأساسية للعملية التربوية -تقول الوزيرة- حيث تم إدراج تحسينات في المناهج التربوية وفق نظرة جديدة تساير التطورات الحاصلة في المجالات التعليمية والعلمية والتكنولوجية.

وذكرت السيدة بن غبريط أن التحضير لهذا الموسم الدراسي شرع فيه منذ السنة الماضية وبالتحديد منذ شهر مارس من السنة الماضية، حيث تم تنظيم الندوات الجهوية الأربع في شهري جانفي وفيفري من سنة 2018.

كما أبرزت أن القطاع الذي يحصي أكثر من 700 ألف موظف  ويتكفل أزيد من 9 ملايين تلميذ يسير بنظرة استشرافية، تتجلى في النشاطات المنظمة سنويا وهي النظرة التي تم تحديدها في المنشور الإطار، الذي تم توزيعه في شهر جوان الماضي والذي يتضمن 10 محاور و186 عملية، 46 منها تم تنفيذها أو هي في طور التنفيذ.

وتميزت الفترة التي سبقت الدخول المدرسي تنظيم الندوة الوطنية للمدراء المركزيين في 20 أوت الماضي ثم الندوة الوطنية لمديري التربية في 27 من نفس الشهر،علاوة على تنظيم ورشات تكوينية لفائدة الأمناء العامين لمديريات التربية في 29 أوت.

وقد برمجت الوزارة -تضيف السيدة بن غبريط - محاضرة مرئية عن بعد مع مديري المؤسسات المدرسية لينظم بعد ذلك ملتقى لفائدة مديري معاهد التكوين ومنسقي هيئة المفتشين ورؤساء مصلحة التكوين بمديريات التربية.

وحسب الوزيرة فقد «تم استحداث طريقة جديدة للتكوين من أجل ضمان الاحترافية وتوحيد الرؤى بين الجميع ضمانا لخدمة نوعية.

وتتمثل في تنظيم فرق عمل على غرار الأربع ورشات التي خصصت لمواضيع مختلفة خلال الندوة الوطنية لمدراء التربية والمتعلقة بـ»إستراتيجية التكوين والمستجدات البيداغوجية» و»بسياسة ترشيد النفقات» وكذا «أخلاقيات القطاع».    

وبخصوص تخفيف وزن المحفظة، أوضحت المتحدثة أن «الوزارة أصدرت منشورا للأدوات المدرسية للمراحل التعليمية الثلاث (ابتدائي متوسط و ثانوي)، يهدف إلى تخفيف وزنها، فضلا عن تخفيض تكلفة الأدوات وعقلنة استغلالها، مشيرة إلى أن هذا المنشور تم إنجازه انطلاقا من عمل ميداني قامت به لجنة مختصة مكونة من أساتذة ومفتشين ومديرين سنة 2013 وتم تحديثه في 2018. 

كما أبرزت أن تقليص حجم الكراس إلى 64 صفحة ضروري، داعية الأساتذة إلى اعتماد هذا الحجم بدل استعمال التلاميذ لكراريس ذات 96 أو 120 صفحة. وأوضحت أنه بالنسبة للسنة  الأولى والثانية من التعليم الابتدائي سينتقل وزن المحفظة من 2,5 كلغ إلى 1,95 كلغ، أما بالنسبة للسنة الثالثة ابتدائي فيمكن تقليص وزن المحفظة بعد التخفيف إلى 2.75 كلغ بدل 950 .3 كلغ، أي بفارق يصل إلى 1,25 كلغ.

وأشارت إلى أنه بالنسبة للسنتين الثالثة والرابعة ابتدائي تم تخفيف وزن المحفظة المدرسية من خلال تقليص عدد صفحات الكتاب المدرسي في هذا المستوى. علما أن السنتين الأولى والثانية يستعملان الكتاب الموحد في المواد العلمية  وآخر للقراءة والتربية المدنية منذ سنتين.

أما بالنسبة للسنة الرابعة والخامسة ابتدائي التي تزن محفظة  التلميذ في هذا المستوى 4,5 كلغ، تم التوصل إلى 3,10 كلغ، أي بفارق إلى 1,4 كلغ.

في المقابل، أشارت السيدة بن غبريط إلى حلول بيداغوجية واقتراحات قدمتها اللجنة التربوية لتخفيف وزن المحفظة المدرسية، على غرار إبقاء كراس النشاطات الخاص بالتلميذ في القسم وعدم جلب كل الأدوات في اليوم ، فضلا عن تخصيص أدراج في  القسم وفي البيت.        

أقسام جاهزة لمواجهة الاكتظاظ

من جهة أخرى، أكدت السيدة بن غبريط أن المؤسسات التربوية التي تعاني من مشكل الاكتظاظ في بعض الولايات ستتدعم بأقسام جاهزة (شاليهات) بشكل «ظرفي ومؤقت»،إذ يتم الاستعانة بها في بعض المناطق على غرار ناحيتي الجزائر شرق والجزائر غرب، بسبب تسجيل توافد كبير للتلاميذ الجدد نتيجة التدفق السكاني الذي شهدته هاتين الناحيتين.

وإزاء هذا الوضع الذي وصفته بـ»الاستثنائي»، أكدت السيدة بن غبريط أن  قطاعها «يعمل جاهدا» بالتنسيق مع القطاعات المعنية الأخرى لإيجاد حلول سريعة ودائمة وفي أقرب الآجال «لأننا لن نسمح بتمدرس أولادنا إلا في ظروف «مريحة وملائمة».

واعتبرت الوزيرة أن تأخر إنجاز بعض المشاريع «ليس هو السبب الوحيد في الاكتظاظ» مثلما يفسره البعض وإنما هناك عوامل أخرى كالرسوب المدرسي الذي سيتم بشأنه اتخاذ إجراءات لتسويته بأفضل طريقة ممكنة».