مساهل يتلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الليبي
سيالة: نتبرأ من تصريحات الماريشال حفتر
- 646
تلقى وزير الشؤون الخارجية السيد عبد القادر مساهل، أمس، اتصالا هاتفيا من نظيره الليبي محمد الطاهر سيالة، الذي حرص على التبرؤ من التصريحات «غير اللائقة المعزاة للماريشال حفتر»، مجددا «تمسك السلطات الليبية بالحفاظ على العلاقات الأخوية والتاريخية القائمة بين البلدين و الشعبين وتعزيزها».
وفق بيان وزارة الشؤون الخارجية، أعرب السيد سيالة، أيضا عن ارتياحه «لدور الجزائر ومساهمتها في إطار المسار الأممي لتسوية الأزمة الليبية، مساهمة ما فتئت الجزائر تقدمها في ظل الكتمان المطلوب وهذا باعتراف المجموعة الدولية منذ بداية الأزمة».
من جهته أبى السيد مساهل، إلا أن يطمئن نظيره الليبي بأنه «لا يمكن لأي تصريح أيا كانت طبيعته أن يشكل مساسا بعلاقات التضامن والأخوة الوثيقة بين البلدين»، مؤكدا أن الجزائر ستواصل جهودها في البحث عن حل سياسي للازمة الليبية في ظل احترام المبادئ التي دافعت عنها دوما لا سيما مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول و احترام سيادتها».
كما أكد بيان وزارة الشؤون الخارجية أن»الوزيرين اتفقا على مواصلة»التشاور المنتظم»، الموجود بين البلدين حول جميع المسائل ذات الاهتمام المشترك.
وقد استهجنت أطراف ليبية ما ورد على لسان الماريشال حفتر، مشيرة إلى أنها لا تلزم إلا شخصه، حيث أكد عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي الصلابي، في هذا الصدد أن «تصريحات اللواء خليفة حفتر ضد الجزائر بنقل المعركة إلى حدودها لا تمثل الشعب الليبي العريق بجميع مكوناته الاجتماعية والفكرية»، مؤكدا أن الشعب الليبي حريص على علاقة احترام الأشقاء الجزائريين وحسن الجوار معهم».
وقال الصلابي، في بيان نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، إن هذه التصريحات توجب علينا إيصال صوتنا إلى الحكومة والشعب الجزائري العظيم بأننا لا نشك أبدا في حرصهم على أمن ومصلحة وخير الليبيين.. مع كامل تقديرنا للجهود التي تبذلها الجزائر من أجل السلام في بلادنا».
كما أبرز بأن» ليبيا تربطها علاقة تاريخية وثيقة بالجزائر.. فهي من أرسلت قديما خيرة علمائها ومفكريها وعلى رأسهم المصلح الكبير محمد بن علي السنوسي، صاحب الفضل بعد الله تعالى في نشر تعاليم الإسلام والوعي الاجتماعي والفكر السليم والقيم الروحية في ربوع بلادنا، وساهمت تعاليم الحركة السنوسية في التصدي للاستعمار الفرنسي والإيطالي».
الصلابي: الجزائر حريصة على عدم الانحياز لطرف على حساب آخر
وأشار إلى أن التاريخ المعاصر كتب حاضرا حرص الجزائر على «الحياد مع أبناء الشعب الليبي دون الانحياز لطرف على حساب آخر، بل ودافعت عن القضية الليبية في المحافل العربية والدولية تحت عنوان: أمن ليبيا ووحدة أراضيها واستقلالها».
واستطرد في هذا الصدد «معظم الليبيين يسعون إلى التسامح ويتخذون من المصالحة حلا عادلا لضمان حياة آمنة كريمة في المستقبل، ولا يريدون حروبا لا مع مصر ولا مع أي من دول الجوار سواء البعيدة عنها أو القريبة، وأن إرادة الشعب الليبي بتوفيق الله تعالى ستنتصر في تحقيق القيم الإنسانية الرفيعة والتنمية المشتركة والشراكة الوطنية والإقليمية مع كل دول الجوار».
واتهم الصلابي، خليفة حفتر بحمله «نزعة إرهابية دموية تواقة لسفك الدماء داخل ليبيا، ولو أتيحت له الفرصة نقلها إلى خارجها»، مضيفا أنه (حفتر)أصبح عائقا حقيقيا أمام المصالحة الوطنية في بلادنا ومهددا لأمنها واستقرارها، ومشاركا في اضطراب الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية لأبنائها، وهو لا يملك أي حاضنة شعبية في برقة بل يسيطر على الساحة من خلال ميليشياته التي دعمتها الأنظمة الفاسدة». كما عبّر عن يقينه بأن «الشعب الليبي العظيم سيقدم على رأس المؤسسة العسكرية من يكون حريصا على السلام والاستقرار الوطني والإقليمي وعموم المصلحة العامة لليبيا وجيرانها»، في إشارة إلى احتمال تنحية حفتر، من على رأس المؤسسة العسكرية الليبية.
تصريحات حفتر ضد الجزائر التي تثير الكثير من التساؤلات أثارت سخطا شعبيا كونها تتعارض وعقيدة الجزائر المرتكزة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، علما أنها كانت من أولى البلدان التي عارضت التدخل الأجنبي في هذا البلد الجار عام 2011، والذي أدى إلى إسقاط نظام القذافي.
ومنذ ذلك الحين باتت ليبيا غارقة في الفوضى التي كانت إفرازاتها واضحة على بقية دول الجوار بسبب تفشي الأسلحة غير الشرعية مما ألقى بظلاله على دول أخرى، وبروز أزمات جديدة على غرار ما حصل في مالي، فضلا عن تعشش الجماعات الإرهابية التي باتت تنفذ مخططاتها انطلاقا من الأراضي الليبية. وحرصت الجزائر على تسوية أزمة هذا البلد سياسيا بعد أن تبين أن الحل العسكري لن يجدي نفعا بل يزيد من تعقيد الأوضاع. وهي حقيقة دفعت بالعديد من الدول إلى تبنّي مقاربة الجزائر رغم محاولات بعض الأطراف إدراج أجندات سياسية جديدة في محاولة للتشويش على جهود الوساطة التي ترعاها دول الجوار. وكانت الجزائر التي تلتزم الصمت في حل الأزمة قد استقبلت خلال السنوات الأخيرة، العديد من الأطراف الليبية بمختلف توجهاتها في محاولة لتقريب وجهات النظر للوصول إلى اتفاق يكون محل إجماع وطني ويخدم مصلحة و سيادة ليبيا بالدرجة الأولى.