دحو ولد قابلية في منتدى «المجاهد»:
الظروف الصعبة فرضت تأسيس الحكومة المؤقتة
- 2666
أكد رئيس جمعية مجاهدي وزارة التسليح والاتصالات العامة دحو ولد قابلية ،أن تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية جاء نتيجة الظروف الصعبة التي عاشتها الثورة آنذاك، مما عجل باتخاذ الإجراءات الكفيلة بدراسة الموضوع بجدية، حيث أنه مع مطلع 1958 أصبحت الأوضاع جدّ مقلقة داخل لجنة التنسيق والتنفيذ، فكان لزاما إيجاد جهاز جديد يعيد للقيادة الثقة بين أفرادها ويعيد لها نشاطها.
وأوضح ولد قابلية الذي حل ضيفا بمنتدى المجاهد أمس، إحياء للذكرى الـ60 لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، أن الهدف من فكرة تأسيس الحكومة هو الرد على العدوان الفرنسي الذي استهدف من ورائه القضاء على الثورة الجزائرية باعتقال زعمائها، وكذا من أجل توفير أداة شرعية ورسمية مع فرنسا، وتكذيب إدعاءات ديغول الذي كان يتذرع بعدم وجود حكومة تمثل الشعب الجزائري للتفاوض معها.
ويعتبر الإعلان عن ميلاد الحكومة المؤقتة الجزائرية في 19 سبتمبر عام 1958، إعادة بعث للدولة الجزائرية في القاهرة ما بين 20 و27 أوت 1957 والتي كلفت لجنة التنسيق والتنفيذ بتشكيل حكومة مؤقتة، حيث أوضح ولد قابلية بأن فكرة تأسيس حكومة مؤقتة للجمهورية الجزائرية بدأت تتبلور بعد اختطاف الزعماء الخمسة.
موازاة مع ذلك، طرح مؤتمر طنجة المنعقد بالمملكة المغربية في أفريل 1958، للنقاش فكرة تأسيس حكومة مؤقتة جزائرية على الصعيد المغاربي، بين ممثلي جبهة التحرير الوطني وممثلين عن حزب الاستقلال المغربي والدستور التونسي، وقد تمّ الاتفاق ـ يوضح محدثنا ـ على إجراء مشاورات مع حكومتي المغرب وتونس من أجل إقامة حكومة مؤقتة جزائرية.
وأشار إلى أنه، بعد أن قامت اللجنة المكلفة بدراسة إمكانية تأسيس حكومة مؤقتة للجمهورية الجزائرية بتقديم استنتاجاتها إلى لجنة التنسيق والتنفيذ في شكل تقرير مفصل، والتي كانت إيجابية على مختلف الأصعدة داخليا، وقامت لجنة التنسيق والتنفيذ يوم 9 سبتمبر 1958، بالفصل في المسألة بالاتفاق على إنشاء هذا الجهاز، وتمّ الاتفاق على المبادئ وهيكلة الحكومة. بعد ذلك، قام أعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ، باطلاع الدول الشقيقة بالقرار من أجل الحصول على تأييدها واعترافها.
وترأس الحكومة المؤقتة فرحات عباس بعدما تم رفض فكرة ترأسها من طرف المجاهد كريم بلقاسم، ثم اقترح لمين دباغين من المركزيين لإدارة الحكومة ورفض بن بلة الفكرة ـ يوضح ولد قابلية ـ أما أعضاء الحكومة، فيمثلون مختلف التيارات، واعترفت الدول الأجنبية والإفريقية والعربية بقرار تأسيس الحكومة.