لمحمد ساري
‘’أمطار من الذهب” تترجم إلى الأمازيغية
- 854
صدرت ترجمة إلى الأمازيغية مؤخرا، لرواية ”أمطار من الذهب” للكاتب محمد ساري، الصادرة باللغة الفرنسية سنة 2016، وقام الدكتور حبيب منصوري بترجمة هذا العمل الأدبي إلى الأمازيغية تحت عنوان ”ايقوفار انتوراغت”، واشتركت في إصدار هذه الترجمة المحافظة السامية للأمازيغية ومنشورات ”الشهاب” الناشرة للرواية.
تقوم الرواية بتشخيص مسارات العنف في المجتمع الجزائري عبر 290 صفحة، مع التركيز على الاضطرابات الكبرى داخل المجتمع في فترات مختلفة. كما يرصد هذا العمل الروائي الحائز عام 2016 على جائزة Escale littéraire d’Alger، سلوكات عدة شخصيات محورية في مواجهاتها للعديد من الآفات الاجتماعية، في رقعة زمنية تمتد لأكثر من 50 سنة، يميزها البؤس الاجتماعي والمعتقدات والأكاذيب والتطرف الديني، التي أدت كلها إلى تفشي العنف في مجتمع اليوم.
ينطلق الكاتب من خلال المهدي- الشخصية الرئيسية في الرواية- في البحث عن مصادر العنف عند هذا الشاب الذي نصب نفسه إماما وقام في أواخر الثمانينات بـ«تطهير ديني” في القرية رفقة أتباعه (رفاق الناقة) لمحاولة فرض سيطرته. وكان المهدي قد تعرض للضرب في طفولته وعاش في شوارع وأضرحة القرية في دوامة من الشكوك حول هوية والده الحقيقي. وتحدى المهدي عقلاء وإمام القرية باحتلاله منبر المسجد لفرض ”القوانين الإسلامية”، حسب تأويله للدين.
ركب الكاتب قصصا أخرى حول المسار المثير للمهدي، على غرار قصة الشيخ امبارك المشعوذ الذي يقوم ”بتخصيب النساء العقر”، وهو يعتقد في هذيانه أنه يملك القدرة على إحياء الموتى، وأيضا حكاية المجاهد عمار كروش والتاجر جيلالي بولحبال الذين نزحوا إلى المدينة بعد الاستقلال لأخذ نصيبهم من ”الغنيمة”.
كما يلاقي الكاتب هؤلاء بالجيل الجديد لإعطاء صورة عن مرحلة، أصبح فيها الشباب إما متطرفا أو ضحية للتطرف أو يختار الهجرة غير الشرعية هروبا من واقعه. استعمل محمد ساري في هذه الرواية التي تقاطعت فيها أكثر من حكاية السخرية، لإظهار المواقف الكاريكاتيرية في مشاهد درامية، مبرزا ”الجهل الجماعي أمام معجزات مفبركة و«الرفض المطلق لمناقشة المسائل الدينية”.
ولد محمد ساري سنة 1958 بشرشال، وهو أستاذ جامعي ومترجم للعديد من الروائيين من الفرنسية إلى العربية، وله عدة إصدارات روائية باللغتين العربية والفرنسية، من بينها ”الورم” و«البطاقة السحرية” و«الغيث”، إلى جانب مساهماته في الحياة الثقافية والنقد الأدبي.