بعد قرار موسكو تزويد سوريا بمنظمة صواريخ «أس ـ 300»
مؤشرات أزمة دبلوماسية بين روسيا وإسرائيل
- 560
قررت السلطات الروسية أمس، تزويد سوريا بصواريخ «أس ـ300» المضادة للطائرات في تحول جذري في الموقف الروسي بخصوص بيع هذه المنظومة الدفاعية إلى دول منطقة الشرق الأوسط رغم الرفض الإسرائيلي.
وتأكد أن القرار الروسي أملته التطورات الأخيرة التي تلت تورط إسرائيل في إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية «اليوشين ـ 20» الروسية بداية الأسبوع الماضي ومصرع ركابها الخمسة عشر وشكل ذلك إنذارا للسلطات الروسية حول حقيقة النوايا الإسرائيلية من استهداف طائرتها العسكرية.
وتأكد أيضا أن موسكو لم تهضم إلى حد الآن التصرف الإسرائيلي بعد أن عادت وزارة الدفاع الروسية إلى التأكيد أن الطيارين الإسرائيليين تعمّدوا التشويش على الطائرة المستهدفة لمنعها من العودة إلى قاعدة حميميم بمدينة اللاذقية مما أوقع الدفاعات الجوية السورية في الخطأ بعد أن اعتقدت أنها طائرة إسرائيلية معادية مما أدى إلى إسقاطها.
وذهب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى التأكيد بلهجة حادة في سياق هذا التغير في الموقف تجاه إسرائيل أن منظومة الرادار الروسية لن تتوانى لحظة في التشويش على كل الطائرات التي تحاول ضرب أهداف في سوريا انطلاقا من البحر الأبيض المتوسط.
ويظهر أن الإعذار الروسي موجه إلى كل البوارج البحرية العائمة قبالة السواحل السورية ولكنه تحذير ضمني باتجاه إسرائيل التي دأبت في كل مرة على شن غارات جوية على أهداف في العمق السوري بدعوى ضرب التواجد العسكري الإيراني في سوريا. وصعّدت السلطات الروسية من لهجتها تجاه إسرائيل رغم محاولات هذه الأخيرة القول إن طياريها لم يتعمّدوا إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية.
وعكست اللهجة الحادة التي استعملها وزير الدفاع الروسي درجة التحول في الموقف الروسي عندما أكد أن «المنظومة الدفاعية المسلمة إلى الجيش السوري ستؤدي إلى «تبريد الرؤوس الخشنة» ويمنع كل عمل عسكري غير محسوب العواقب والذي يمكن أن يشكل تهديدا على حياة جنود وحداتنا في سوريا»، قبل أن يضيف أنه في حالة وقوع العكس «فإننا سنرد بالكيفية المناسبة».
وهو تصريح يؤشر على أزمة متوقعة في العلاقات الروسية ـ الإسرائيلية بعد أن أكد الناطق باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بسيكوف أمس، أن إسقاط الطائرة الروسية سيؤدي حتما إلى تعكير العلاقات مع إسرائيل بعد أن حمّل طيارين إسرائيليين بتعمد التشويش على الدفاعات السورية بنية إلحاق الضرر بطائرة بلاده وهلاك ركابها.
يذكر أن صواريخ «أس ـ 300» هي منظومة دفاعات إستراتيجية قادرة على اعتراض طائرات على بعد 250 كلم وبقدرتها على ضرب عدة أهداف في الجو في وقت واحد.
ويتأكد من خلال تصريحات الرقم الأول العسكري الروسي أن موسكو غيّرت مقاربتها في التعامل مع إسرائيل بدليل أنها امتنعت عن بيع هذه المنظومة لسوريا منذ سنة 2010 إرضاء لإسرائيل ولكنها لم تتوان لحظة الآن في تغيير موقفها.
وهو ما يؤشر على تصعيد قادم في العلاقات الروسية ـ الإسرائيلية بما قد يدفع بالإدارة الأمريكية إلى اتخاذ مواقف رافضة لهذه الصفقة تأييدا لحليفتها إسرائيل وأيضا تنفيذا لخطتها لخنق مبيعات السلاح الروسية إلى دول العالم الأخرى.
يذكر أن التحول الذي عرفه الموقف الروسي جاء يوما بعد خلاصة التحقيقات التي قام بها خبراء عسكريون روس حول الملابسات والظروف التي أسقطت فيها طائرة «اليوشين 20» والتي أكدت أن طائرات إسرائيلية استخدمتها درعا واقيا أمام الدفاعات الجوية السورية بهدف إسقاطها.