المركز الثقافي بباريس يحيي ذكرى هنري علاق

شهادات لمن فضح جرائم تعذيب شعب أعزل

شهادات لمن فضح جرائم تعذيب شعب أعزل
المناضل الكبير هنري علاق
  • 1157

يحتضن المركز الثقافي الجزائري بباريس إلى غاية العاشر نوفمبر القادم، برنامجا تاريخيا تحت شعار من أجل إحياء الذاكرة، يتم فيه تسليط الضوء على المناضل الكبير هنري علاق، من خلال مؤلفه المسألة الذي منع في فرنسا وترجم إلى 30 لغة. كما يتضمن النشاط ندوات ومعارض وغيرها.

تنظم الفعالية بالشراكة بين المركز الثقافي الجزائري بباريس وجمعية الفن والذاكرة في المغرب العربي، ويتم بالمناسبة، إحياء ذكرى صدور المسألة سنة 1958 للراحل هنري علاق، الذي كان من أوائل الذين أدانوا التعذيب خلال الثورة.

ندد الراحل في كتابه انتهاج الجيش الفرنسي التعذيب، علما أن هنري كان يدير صحيفة ألجيري ريبوبليكان (الجزائر الجمهورية) لسان حال الحزب الشيوعي الجزائري، وتمكّن من توزيع 65 ألف نسخة من كتابه الذي ألّفه خفية في السجن، قبل أن تصادره السلطات الاستعمارية، وقال الفيلسوف جان بول سارتر، بأن هنري علاق دفع ثمنا غاليا لمجرد حق البقاء كرجل، بينما تحدث الكاتب فرنسوا مورياك عن شهادة رزينة اتسمت بنظرة محايدة اتجاه التاريخ”.

في 1957، اعتقل في أوج معركة الجزائر مع صديقه موريس أودان، إثر تحقيق حول عمليات نفذها عناصر من الحزب الشيوعي الجزائري، وأدانته المحكمة العسكرية في جوان 1960 بالسجن لمدة عشر سنوات مع الأشغال الشاقة. وفي أكتوبر 1961، فر من سجن رين بفرنسا، بعد عودته إلى الجزائر في 1962، وأعاد تأسيس ألجي ريبوبليكان وعمل فيها إلى غاية سنة 1965. وفي عام 2001، أدلى بشهادته حول التعذيب الذي كان يمارسه بشكل مؤسساتي الجيش الفرنسي أثناء حرب التحرير، خلال محاكمة الجنيرال بول أوساريس الذي اتهم بالدعاية لجرائم الحرب.

يقدّم النشاط تفاصيل عن حياة هذا المناضل الكبير الذي حمل الجنسية الجزائرية بفخر واعتزاز، مع تسجيله للحظات رعب عاشها تحت التعذيب وفضح بها الاستعمار الفرنسي في الجزائر عبر العالم. كما يعتبر المعرض عرفانا لكل هؤلاء الذين وقفوا في وجه فرنسا الاستعمارية من رجال ونساء، وفضلوا أن يكونوا في صف الشعب الجزائري، كما يتضمن كتبا وشهادات ونصوصا وإبداعات لأسماء عديدة.

للإشارة، تم مساء يوم الخميس 27 سبتمبر الجاري، تنظيم ندوة تاريخية بعنوان المسألة نص ضروري لمواجهة التعذيب، بمشاركة مؤرخين وشهود، منهم السيد نيل أندرسون الناشر السويسري الذي طبع المسألة بعدما تمت مصادرتها بفرنسا (دار مينوي )، وهناك السيد جيل منسيرون مؤرخ الاستعمار وعضو في رابطة حقوق الإنسان، وآلان روسيو مؤرخ مختص في تاريخ الاستعمار بالجزائر، وأنيسة بوعياد مؤرخة ومشرفة على المعرض.

يتضمن اللقاء ثلاثة محاور خاصة بالتعذيب الممارس في ظل صمت الدولة الفرنسية، وتهريب المسألة من السجن ونشرها، ثم الضجة التي خلفها الكتاب في فرنسا وعبر العالم.