بعد ذيوع خبر مقتله في مقر القنصلية السعودية في إسطنبول

قضية الصحفي جمال خاشقجي تتحول إلى قضية دولة

قضية الصحفي جمال خاشقجي تتحول إلى قضية دولة
  • 1234
م. مرشدي م. مرشدي

تحولت قضية الصحفي السعودي، جمال خاشقجي الذي تردد أمس، أنه قتل في مقر قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية إلى قضية دولة بعد أن أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه ينتظر نتائج التحقيقات الأمنية حول ظروف اختفائه قبل أسبوع ورواج مقتله أمس.

وفضل الرئيس التركي عدم التسرع في إصدار أي حكم مسبق وقال إنه يتابع تداعيات هذه القضية ونتائج التحقيقات الجارية بشأنها لحظة بلحظة، على أن يتم نشرها متى تمت الإحاطة بكل ملابسات هذه القضية. وتأسف الرئيس التركي الذي أكد أنه يعرف الصحفي السعودي معرفة شخصيا كون اختفائه تم في تركيا، من دون أن يخفي أمله في أن ”تكون المعلومات المتداولة غير صحيحة حتى لا نصطدم بأوضاع لا نريدها”، في إشارة واضحة إلى احتمال اندلاع أزمة دبلوماسية بين بلاده والعربية السعودية. 

وقال الرئيس أردوغان إن كل صور كاميرات المراقبة في محيط القنصلية تخضع حاليا لعملية معاينة دقيقة لمعرفة ما إذا كان خاشقجي قد غادر ممثلية بلاده بعد دخوله إليها منتصف يوم الثلاثاء الأخير.

وسارعت السلطات السعودية إلى تكذيب هذه التسريبات، بينما عبرت أسرته عن أملها في أن تكون تلك الأخبار غير صحيحة. 

وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن خاشقجي دخل فعلا إلى مقر القنصلية ولكنه غادرها بعد ذلك، ودعا السلطات التركية إلى التحقيق بنفسها داخل القنصلية قائلا ”ليس لدينا ما نخفيه”. وكانت الخارجية التركية استدعت يوم الأربعاء الأخير السفير السعودي في أنقرة يوما بعد اختفاء الصحفي السعودي.    

وأكدت مصادر أمنية تركية أمس، أن الصحفي جمال خاشقجي، فقد كل أثر له بمدينة إسطنبول منذ الثلاثاء الماضي قبل ذيوع خبر مقتله في مقر قنصلية بلاده من طرف مجموعة قدمت إلى المدينة وغادرتها في نفس اليوم.

وأضافت الشرطة التركية أن 15 سعوديا وصلوا إلى الممثلية السعودية يوم الثلاثاء الماضي وغادروها في نفس اليوم وهو اليوم نفسه الذي كان فيه الصحفي السعودي موجودا فيها ولكنه لم يغادرها.

ولكن السلطات السعودية نفت ذلك وأكدت أن هذا الأخير الذي كان ينشر مقالات معادية للسلطات السعودية في صحيفة ”واشنطن بوست” الأمريكية غادر مقر القنصلية بعد أن أتم بعض الإجراءات الإدارية.

ونفت وكالة الأنباء السعودية على لسان مسؤول في القنصلية السعودية في إسطنبول، رفض الكشف عن هويته تقارير الشرطة التركية وكل الأخبار التي راجت حول مقتل الصحفي خاشقجي، وقال إنها اتهامات لا أساس لها من الصحة، ولكنه لم ينف وجود فريق محققين سعوديين في تركيا يعملون مع السلطات المحلية في مدينة إسطنبول لكشف ملابسات هذه القضية. وقالت التركية، حاتيجي جنغيز، خطيبة الصحفي السعودي إنها تنتظر تأكيدا رسميا من الحكومة التركية حتى تصدق بأنه قتل فعلا، مشيرة إلى أنه توجه إلى القنصلية من أجل إتمام بعض الإجراءات لإتمام عقد قرانه عليها بعد أن حصل على موعد من طرف مصالح القنصلية التي أكدت له أن وثائقه تم إحضارها. وكان خاشقجي البالغ من العمر 59 عاما، لجأ إلى الولايات المتحدة العام الماضي بعد سلسلة مقالات انتقد فيها بعض قرارات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وخاصة قراره بالتدخل في اليمن. وبدأت هذه القضية تأخذ أبعادا دولية بعد أن أكد ناطق باسم الخارجية البريطانية أن لندن تقوم بكل ما في وسعها من أجل معرفة الحقيقة  في نفس الوقت الذي أكدت فيه كتابة الخارجية الأمريكية أنها لا تتوفر على كل المعلومات من أجل الجزم بمصير الصحفي خاشقجي دون أن يمنعها ذلك من القول إنها تتابع تطورات القضية عن كثب.