إصلاح المنظومة التربوية، مليكة بودالية توصي بـ:

دراسة الأنماط التي نشأت عليها الحضارة العربية الإسلامية

دراسة الأنماط التي نشأت عليها الحضارة العربية الإسلامية
الكاتبة والأخصائية في علم النفس المدرسي واللغوي مليكة بودالية
  • 3548
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

شددت الكاتبة والأخصائية في علم النفس المدرسي واللغوي مليكة بودالية قريفو على ضرورة تبني منظومة جديدة في الوسط التعليمي، لإعادة إصلاح ما خلفته حقول التجارب على الأجيال السابقة، والتي حولت التعليم من تعليم للآداب وفق التربية التقليدية الناجحة، إلى متابعة منهج تغيب فيه المنهجية، ويقتل مهمة المعلم المتمثلة في ضمان استمرارية الحضارة ويدمر تفكير الطفل.

أوضحت المتحدثة التي شغلت منصب عضو في لجنة إصلاح التعليم في عهد الرئيس محمد بوضياف، على هامش تنشيطها لفوروم صحيفة لوكوريي مؤخرا، أن المنطق التجاري الجديد قضى على المفهوم الأصلي للتعليم، بعد أن شنت حرب معرفية على المدارس التعليمية منذ العهد الاستعماري.

قالت قريفو بأن جيل اليوم يعيش قطيعة ـ على حد تعبيرها- مع تاريخه وماضيه، رغم أن العرب المسلمين هم أهل الحضارة العريقة، لذا يعد من الضروري إعادة النظر في أنماط التنظيم، التي يبدأ منها التغيير الجذري والإيجابي للمنظومة التعليمية في الجزائر. أشارت المختصة في كتاب الطفل، إلى أن إبعاد المدرسة عن الصراعات السياسية هي أولى الأولويات، بل بالعكس، يعد من الضروري التكاتف وجذب الخبراء والمختصين في التربية وفي الطفل، لصياغة منظومة جديدة وإدراجها في المدرسة الجزائرية، وليس تبني تجربة معينة لدولة ما وإسقاطها على الجزائر، لأن ذلك لن يجدي نفعا، والمسلمون العرب كانوا سباقين في الأدب والعلوم بكل المقاييس، ولا يتطلب ذلك إلا إعادة دراسة الأنماط التي نشأت عليها الحضارة العربية الإسلامية، فهذا يعتبر وصلة الخروج من هذه المتاهة التعليمية، وهو ما قام به الغربيون، ولم يبتكروا منهجا من العدم، بل تعمقوا في دراسة أنماط بنيت عليها أعرق حضارة علمية ثقافية، وهي الحضارة العربية الإسلامية.

قالت الكاتبة بأنه آن الأوان اليوم للتفكير جديا في إصلاحات جذرية للمنظومة التعليمية التربوية، وإنما بداية بدراسة متطلبات المجتمع وتحديد كل حالة منطقة، نظرا لشساعة الجزائر وتعدد الثقافات بها، فضلا على متغيرات أخرى، ولم لا تبني منظومات متعددة،  وهو الحال في الدول الغربية، حيث أشارت إلى أن آخر تحقيقات طاليس في أوروبا كشفت عن وجود ما يعادل 200 طريقة تسيير وتنظيم متبعة للوصول إلى نقطة تنفيذ الأهداف العامة، انطلاقا من المستوى التحضيري والابتدائي. أما في الجزائر، فلا يزال هناك مصدر معلومات واحد ووحيد يمليه المفتش الذي بدوره يتلقاه من مصلحين أجانب، بعيدين كل البعد عن معرفة حاجيات المجتمع التعليمية التربوية. مضيفة في السياق، أن تحرير الأستاذ وإعطائه الحرية، كفيل بمساعدته على ممارسة مهمته على أكمل وجه، بتعليم الطفل وتلقينه العلوم والآداب، وليس فقط مساعدته على حفظ مجموعة من المعلومات دون استيعاب أغلبها أو فهم معناها الأساسي، ليجد نفسه بعد سنوات، حامل شهادة أكاديمية دون أي رصيد ثقافي علمي، وذات قيمة تصنف ضمن النخبة المثقفة من المجتمع.