انتفاضة ”أولاد أم الإخوة”
الذكرى 164 محورملتقى وطني بالجلفة
- 2186
شكل موضوع ”الذكرى 164 لانتفاضة أولاد أم الإخوة 12 أكتوبر 1854” محور ملتقى وطني انطلقت أشغاله أول أمس بالجلفة، بمشاركة أساتذة وباحثين، ومهتمين بعبق بطولات المقاومات الشعبية الباسلة ضد المستعمر الفرنسي.
لدى افتتاح هذا الملتقى في طبعته الأولى -الذي بادر إليه المجلس الشعبي لبلدية فيض البطمة (50 كيلومترا شرق الجلفة)، بالتنسيق مع مديرية المجاهدين والأمانة الولائية لمنظمة المجاهدين وجامعة ”زيان عاشور”- تم إبراز وبشكل مستفيض، من طرف باحثين جامعيين نبذة عن عرش ”أولاد أم الإخوة” الذين هم من إحدى قبائل ”سيدي نايل”، ويستقرون في رقعة جغرافية تتواجد بجنوب ولاية الجلفة في منطقة فيض البطمة، مرورا بجبال بوكحيل، وحتى صحراء مسعد في منطقة الأفطح وأم العظايم وقطارة، وتستقر عائلات كثيرة منهم خارج إقليم الولاية في الشرق الجزائري، وفي الجنوب بمنطقة ”ريغ”وفيالجزائرالعاصمة.
أسهب المتدخلون في الجلسة الصباحية من أشغال هذه التظاهرة ببعدها التاريخي في ذكر ”أن عرش أولاد أم الأخوة كغيرهم من عروش أولاد نايل، كانوا على استعداد تام إبان الاحتلال للجهاد ضد المستعمر، حيث عمدوا في تاريخ 12 أكتوبر 1854 الذي قامت فيه القوات الفرنسية آنذاك برفع مخيمها باتجاه منطقة مسعد، بالتعرض للقافلة في هجوم خاطف من طرف مقاتلي وفرسان أولاد أم الإخوة الذين دخلوا معهم في اشتباكات، كبدت العدو خسائر كبيرة في جنوده ومعداته”.
بعد أن ذاق المستعمر ويلات الهزيمة -يضيف المشاركون في اللقاء، ”وصل بقواته في الــ17 من شهر أكتوبر من نفس العام، إلى الانقضاض على قبيلة أولاد أم الأخوة، حيث استشهد الكثير من فلذات أكباد هذا العرش الأبي الذي قدم أبناؤه بطولات باسلة على أرض الميدان، وإثر هذه الأحداث التي استعمل فيها المستعمر أسلحة ثقيلة، هاجر أولاد أم الأخوة إلى منطقة توزر بتونس الشقيقة، ومكثوا هناك سبع سنوات، وعادوا بعد اتفاقية الرجوع وفق شروط المستعمر آنذاك، ومن أهمها التجنيد الإجباري، وكانت المنطقة محل مراقبة وحصار لما تشكله من خطورة”.
على هامش معرض أقيم ببهو الثانوية التي نظم بها الملتقى بحضور جمع غفير من أبناء المنطقة، أكد لـ«واج”، الباحث في التاريخ المحلي بن سالم المسعود، أن ”عرش أولاد أم الإخوة حرموا من التسجيل في الحالة المدنية وتمت كتابتهم (SNP، بدون اسم)، عقابا لهم بعد انتفاضة 12 أكتوبر 1854.. وقد وقعت مشاكل كثيرة إلى درجة أن بداية ضبط سجل الحالة المدنية كان سنة 1968، بسبب التركة الاستدمارية”.
أضاف الباحث أنه ”بعد انتفاضة 1854، تمت مطاردة عرش أولاد أم الأخوة بحملة سداسية تتشكل من كتيبتين، إحداهما من بوسعادة وأخرى من الأغواط بقيادة الضابط المشهور ”دي باراي”، وكذا كتيية قادمة من المدية وكتيبتين أخريتين قادمتين من البرج العسكري بالجلفة، حيث وقعت خمس معارك في أكتوبر 1854، آخرها معركة ”تينجيخ” في قلب بوكحيل، استشهد فيها ثمانون فردا من القبيلة، حسبما أشار إليه تقرير الحاكم العام ”بيليسيي” الموجه إلى وزير الدفاع الفرنسي آنذاك”.
الجدير بالذكر أن هذه التظاهرة -التي اختتمت أمس الأحد- شكلت من خلال تناول العديد من المداخلات التي تخص محور الملتقى - فرصة سانحة لأبناء المنطقة، لاسيما من الجيل الصاعد، حيث الحضور اللافت لعنصر الشباب- من معرفة تاريخ المنطقة البطولي في غرة المقاومات الشعبية، وفي الثورة التحريرية المجيدة التي تركت بصمة خالدة في سجل تاريخ المنطقة المشرف، حسب المنظمين.