حملة التلقيح ضد الأنفلونزا
إقبال كبير من المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة
- 1629
تشهد الصيدليات ومراكز الصحة الجوارية هذه الأيام، تزامنا وانطلاق حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، إقبالا كبيرا من طرف كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة من الذين تعودوا على أداء هذا الواجب الصحي، فيما يبقى إقبال الشباب والأصحاء ضعيفا، وهو ما يعكس تدني مستوى الوعي بأهمية مثل هذه التلقيحات في الحماية من مختلف الفيروسات.
حسبما كشفت عنه الممرضة العاملة بمصلحة التلقيح على مستوى القطاع الصحي للعاصمة، في معرض حديثها لـ«المساء"، على هامش انطلاق الحملة الرسمية للتلقيحات، فإن طلب التلقيح محصور فقط في كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة، مثل مرضى السكري والضغط الدموي والربو، توضح "وهم عادة من يطلبون التلقيح نزولا عند رغبة الطبيب المعالج الذي يحثّهم على وجوب القيام بالعملية، خوفا من المضاعفات التي يمكن أن تصيبهم جراء فيروس الأنفلونزا". مشيرة في السياق، إلى أنها على مستوى المصلحة الجوارية يتم تلقيح كل سنة ما يزيد عن 80 شخصا في اليوم الواحد، وتقول "وهو عدد كبير يعكس درجة وعي هؤلاء بأهمية الخضوع للتلقيح الذي يمنحهم نوعا من المناعة".
من جهتها، أكدت عاملة في صيدلية بالعاصمة، الآنسة آمال "ف"، أن الطلب على التلقيح كان كبيرا منذ حلول شهر أكتوبر، وتقول" كانت تتردد علينا الفئة المتعودة على التلقيح للاستفسار عما إذا شرع في العملية حتى لا يفوتهم الموعد السنوي"، مشيرة في معرض حديثها إلى أن التلقيح اليوم تحول إلى واجب صحي يفترض أن يتقيد به كل المواطنين، خاصة أن الفيروسات اليوم تبني مقاومة، وهي سريعة التغيّر، الأمر الذي يجعل التلقيح أكثر من ضرورة.
عن أهمية التلقيح لمواجهة الأنفلونزا الموسمية التي تحوّلت إلى مصدر رعب للبعض، أكّد مدير مستشفى "محفوظ بوسبسي" بالشراقة، محمد قندوز، أن الجزائر تقتني سنويا كميات معتبرة من التلقيحات لتمكين الجميع من الاستفادة من هذه التغطية الصحية، بالمناسبة، أشار إلى أن وزارة الصحة هذه السنة، استوردت مليونين و500 لقاح متوفرة، وهي تحت تصرف المسنين الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة، الذين يكون التلقيح بالنسبة لهم إجباريا، إلى جانب المصابين بالأمراض المزمنة والرضع والنساء الحوامل.
أعرب محدثنا في السياق، عن أسفه بخصوص تراجع نسبة التلقيحات السنة المنصرمة، والتي لم تتعد 70 بالمائة، يقول "بالنظر إلى تفشي بعض الأفكار المغلوطة حول التلقيحات، الأمر الذي تسبّب في إحصاء ولايات بلغت فيها نسبة التلقيحات على العموم صفر بالمائة"، يضيف أن هذا ما يعكس انتشار بعض الأمراض كـ«البوحمرون"، لهذا يردف "نوجه دعوة للمواطنين من أجل التحلي بالوعي الصحي وعدم الانجراف، وراء ما تروج له بعض شبكات التواصل الاجتماعي من معلومات مغلوطة حول مختلف أنواع التلقيحات، سواء تعلقت بالأنفلونزا أو تلك الموجهة لحديثي الولادة".
في السياق، كشف محدثنا عن أن منظمة الصحة العالمية تشدّد سنويا على أهمية التقيد برزنامة التلقيحات، وتحث على ضرورة حماية الجسم من مختلف الفيروسات، وبالمناسبة يقول "بودي توضيح مسألة غاية في الأهمية، ويتكرر السؤال عنها سنويا، وهي إمكانية الإصابة بالزكام رغم التلقيح. وفي هذا الخصوص، يشرح بالقول بأن التلقيح ضد الأنفلونزا لا يعني عدم الإصابة بالزكام، لكن التلقيح يجعل الإصابة أقل حدة. كما أنّه يحمي من المضاعفات التي عادة ما تؤدي إلى الوفاة، ويعلق "كما يقال في المثل المعروف الأنفلونزا تقتل أكثر من الحروب"، ومن هنا تظهر أهمية المداومة على التلقيحات انطلاقا من سرعة التحول التي تعرفها الفيروسات اليوم، الأمر الذي يجعل التحكم فيها أمرا صعبا، وانطلاقا من هذا اليقين، يقول محدثنا "نلح على ضرورة الخضوع لهذا التأمين الصحي".
من جهته، حث مسؤول المخبر المرجعي بمعهد "باستور" بالعاصمة، الدكتور فوزي درار، على هامش مشاركته مؤخرا في الإعلان عن انطلاق حملة التلقيحات بالمعهد الوطني للصحة العمومية، النساء الحوامل خصوصا، على ضرورة التلقيح بالنظر إلى أهميته في حمايتها وحماية جنينها من احتمال الوفاة، مشددا في السياق، على ضرورة التزام مرضى السكري بالتلقيح ضد الأنفلونزا، يقول "بعد أن أكدت الأبحاث أن الإصابة بمضاعفات الداء تؤدي إلى عدم فعالية العلاج بالنسبة لمرضى السكري، ومن ثمة، هذه الفئة بالتحديد مدعوة إلى أخذ الحيطة والحذر".