في وقت غادر فيه القنصل السعودي تركيا مساء أمس
بومبيو يصل اليوم إلى تركيا بعد العربية السعودية
- 800
يصل وزير الخارجية الامريكي، مايك بومبيو، اليوم الى العاصمة التركية قادما إليها من العربية السعودية لإجراء محادثات مع مسؤولين أتراك في محاولة لفك الخيوط المتشابكة للغز اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي بمقر القنصلية السعودية في الثاني من الشهر الجاري.
وأجرى بومبيو بالعاصمة السعودية الرياض، محادثات مع مختلف المسؤولين السعوديين في إطار مهمة مستعجلة كلفه بها الرئيس ترامب مباشرة بعد اتصال أجراه مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أكد له استعداده الدفع بالتحقيقات الأمنية الى نهايتها لمعرفة ظروف وملابسات هذا الاختفاء.
وحظي بومبيو باستقبال من طرف الملك سلمان قبل اجتماع مع ولي العهد محمد بن سلمان ونظيره السعودي عادل الجبير دون أن تتسرب أية معلومات حول ما أفرزته هذه الاجتماعات.
واكتفى محمد بن سلمان بالتأكيد بعد اجتماعه مع بومبيو، على العلاقات المتينة بين الرياض وواشنطن وأضاف ”نحن حلفاء وسنعمل على مواجهة كل التحديات اليوم وغدا”.
وكشف هيثر نوير، الناطق باسم كتابة الخارجية، الذي رافق بومبيو في زيارته إلى الرياض أن هذا الأخير تباحث أيضا مع نظيره السعودي عادل الجبير الذي أشار الى أن الوزيرين أكدا على أهمية القيام بتحقيق معمق وشفاف وفي آجال مقبولة لكشف حقيقة اختفاء خاشقجي.
وكانت عدة صحف أمريكية أكدت أمس أن خاشقجي يكون قد لفظ أنفاسه أثناء جلسة استنطاق خضع لها في مقر قنصلية بلاده في ثاني أكبر المدن التركية.
وأكدت شبكة ”سي.أن. أن” أن السلطات السعودية بصدد إعداد تقرير ستحاول من خلاله نفي تورطها في هذا الاختفاء وهو ما أكدت عليه صحيفة ”وول ستريت جورنال” التي أشارت من جهتها الى أن الرياض ستحاول من خلال هذا التقرير نفي كل صلة مباشرة لها في مقتل جمال خاشقجي.
وألقت الدبلوماسية الأمريكية بكل بثقلها في هذه القضية بعد أن وجد الرئيس ترامب نفسه في حرج متزايد بعد تصريحاته النارية بإنزال عقوبات قاسية ضد العربية السعودية في حال تأكد ضلوع مخابراتها في مقتل الصحفي اللاجئ الى الولايات المتحدة منذ سنة 2017. ولكن الرئيس الامريكي وجد نفسه مضطرا لتليين تصريحاته بعد أن هددت الرياض من جهتها بالرد على كل من يحاول إلحاق الضرر بها رافعة في ذلك ورقة النفط على اعتبار أنها أكبر منتج لهذه المادة الإستراتيجية في العالم.
وبالتزامن مع هذه التحركات قام فريق محققين أتراك بالزي الرسمي والمدني طيلة ثماني ساعات من ليلة الاثنين إلى الثلاثاء بعملية تفتيش دقيقة داخل مقر القنصلية السعودية في مدينة اسطنبول حيث يعتقد أن خاشقجي قتل بداخلها.
وحسب مصادر تركية فان المحققين الأتراك قاموا بجمع عينات من تربة حديقة القنصلية في انتظار حصولهم على رخصة مماثلة لتفتيش مقر إقامة القنصل السعودي محمد العتيبي.
وغادر هذا الأخير تركيا مساء أمس متوجها إلى بلاده في نفس الوقت الذي كان فيه محققون أتراك يستعدون لدخول مقر سكنه في إطار عمليات التفتيش التي سمحت السلطات السعودية بها مؤخرا حيث أكدت مصادر بوزارة الخارجية التركية أن الدبلوماسي التركي غادر بمحض إرادته.