قررت إجراء تجارب صاروخية في مياه بحر النرويج
روسيا تتحدى الناتو في محيطه الاستراتيجي
- 718
دخلت روسيا في قبضة حديدية مع الدول الغربية على خلفية إجراء الحلف الأطلسي لأضخم مناورات عسكرية في عرض مياه بحر النرويج ما بين 25 أكتوبر الجاري وإلى غاية السابع نوفمبر القادم، بعد أن قررت تجريب صواريخ باليستية في نفس المنطقة التي تجرى فيها المناورات الأطلسية.
وأكد الموقف الروسي على تصعيد قادم بين موسكو والعواصم الأطلسية، غذته المقاربة العسكرية لدول حلف ”الناتو” الرامية إلى احتواء القوة الروسية الصاعدة في نطاقها الطبيعي بكيفية يتم فرض حصار عليها من خلال إقامة أنظمة دفاع صاروخي غربية لمنع المد العسكري الروسي إلى ما وراء حدود جبال آرال.
وهو الأمر الواقع الذي رفضت موسكو الإذعان له من خلال اعتماد مقاربة عسكرية جديدة كرستها من خلال ترسانة الأسلحة المتطورة التي أنتجتها خلال العقدين الأخيرين ضمن إستراتيجية ردع عسكري جديدة أعادت إلى الأذهان سباق التسلح الذي طبع علاقات المعسكرين الرأسمالي والشيوعي طيلة سنوات الحرب الباردة.
ولم تكن التجارب الصاروخية الروسية في عرض بحر النرويج سوى رد واضح على أضخم مناورة عسكرية تنفذها وحدات عسكرية عن دول الحلف الأطلسي الواحدة والثلاثين على الحدود الشمالية الروسية رغم محاولة الأمين العام لحلف ”الناتو” جينس ستولتنبيرغ التقليل من أهمية الموقف الروسي.
وقال ستولتنبيرغ الذي يزور منطقة غرب النرويج حيث تجرى مناورات ”تريدنت جونكتير 18” إن السلطات الروسية أخطرت الدول الأطلسية قبل أسبوع بنية روسيا القيام بتجارب صاروخية في عرض بحر النرويج دون أن يمنعه ذلك من إبداء مخاوف من النوايا الروسية، حيث أكد أن الدول الغربية تقوم بمراقبة الوضع عن كثب.
وكانت السلطات الروسية وجهت رسائل تحذير باتجاه الطائرات التي تحلق في أجواء هذه المنطقة بنيتها في القيام بتجارب صاروخية بداية من يوم غد وإلى غاية يوم السبت في مياه بحر النرويج في نفس الفترة التي تخوض فيها القوات الأطلسية منذ 25 أكتوبر وإلى غاية السابع نوفمبر في أكبر مناورات تشارك فيها بقوات فاقت 50 ألف عسكري و65 بارجة حربية و250 طائرة حربية من 31 دولة أطلسية على الحدود الروسية، الأمر الذي جعل موسكو تنظر إليها بعين الريبة والتوجس واعتبرتها بمثابة تهديد مباشر لأمنها القومي.
ومما عزز قناعة الروس بمثل هذه المقاربة أن المناورات نظمت على أساس اختبار قدرة دول الحلف في تقديم الدعم والمساندة لدولة عضو من طرف دولة أخرى معتدية، وهو إسقاط أكيد على روسيا القريبة من دولة النرويج.
وإذا كان الحلف الأطلسي قلل من أهمية التجارب الروسيةوإبداء موسكو رغبتها في عدم تصعيد لهجتها، فإن ذلك لا يمنع من القول أن درجة الثقة بين الجانبين بدأت تتلاشى تدريجيا.
وأكد قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الانسحاب من معاهدة منع الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى الموقعة سنة 1987 مع دولة الاتحاد السوفياتي المنهارة على نية الإدارة الأمريكية في إعادة النظر في كيفيات التعامل مع روسيا في المجال العسكري ضمن حلقة أخرى في مسلسل التضييق عليها بعد العقوبات الاقتصادية التي تم فرضها عليها وعلى مبيعاتها من الأسلحة إلى الخارج.