جمعيات ناشطة في مكافحة المخدرات تؤكّد:

التوعية والتحسيس والحوار والاتصال آليات دفاع إيجابية

التوعية والتحسيس والحوار والاتصال آليات دفاع إيجابية
  • 1355
 أحلام محي الدين أحلام محي الدين

عرض ممثلو الجمعيات الناشطة في مكافحة المخدرات مشاريعهم وتجاربهم في مكافحة الآفة، حيث استطاع البعض منهم علاج الشباب المدمن وإدماج البعض في مشاريع اقتصادية، كما تمّ تشجيع البعض الأخر على مواصلة الدراسة، مشيرين إلى أهمية خلق وتشجيع قنوات الحوار والاتصال بين الشباب وكذا التحسيس في صفحات التواصل الاجتماعي وتنظيم ملتقيات وطنية ودولية لتبادل التجارب والخبرات مع ضمان ورشات تكوين مختصة للفاعلين الجمعويين وكذا عمل المجتمع المدني على مرافقة المريض والعمل المشترك بين كل القطاعات لمحاربة المخدرات.

عرض الدكتور لطفي عجابي، طبيب عام ورئيس جمعية «انفو كوم شباب قالمة» مشروعا حمل أفاق الحركة الجمعوية للوقاية من المخدرات، مركزا على أهمية توفير علاج الميتادون، للتخلص من آثار المخدرات الصلبة، وقال في تصريح لـ»المساء»، «نحن جمعية تنشط في الوسط الشباني منذ  1996وفق مشاريع جمعوية ممولة من طرف هيئات محلية أو وزارة الشباب والرياضة، وقد تحصّلنا على مشروع في الاتحاد الأوروبي مرخّص في إطار الجمعيات، عملنا من خلاله على إعداد مشروع محاربة المخدرات، ومن خلاله قمنا بأنشطة  وقائية جوارية وفق معايير عالمية اعتمدنا فيها على أنشطة التكوين»ـ وأضاف محدثنا أنّ أساس التكوين الجمعوي الناجح هو تعليم الشباب المواطنة الفعالية ولهذا تعمل الجمعية على وقاية  الشباب من العديد من الآفات على غرار المخدرات، السيدا، العنف في الملاعب من خلال الأنشطة التي تقترحها، كما تعتمد على ترقية أساليب التواصل الحديثة للتجاوب مع احتياجات الشباب، خاصة بوجود شركاء فاعلين كقطاعات التربية والرياضة والثقافة.

الاهتمام الشامل بالمدمن أساس العلاج

من جهتها، أكّدت الدكتورة دحال، رئيسة جمعية مكافحة المخدرات من وهران، التي عرضت تجربة جمعيتها في إدماج المدمنين اجتماعيا بقولها «تجربتنا كانت ضمن مشروع  الاهتمام الشامل بالمدمن لأنه إذا لم يتم احتواؤه علاجيا واجتماعيا لا يمكن أن ينجح العلاج، وهذه المتابعة قد أعطت نتائج جيدة» مشيرا إلى الحرص على إجراء جلسات علاجية كبيرة وإدماج 5 شباب في التعليم لمواصلة مسارهم الدراسي وتحصل ستة آخرين على مشاريع مع «أونجام» وتم إدماج ثلاثة شباب في العمل مع مؤسسة في إعادة الرسكلة.

وثمن السيد عز الدين زروق عضو بجمعية أولياء التلاميذ بمكتب الوطني بالبليدة، نشاط الديوان الوطني لمكافحة الإدمان والمخدرات، قائلا أنّ مثل هذه الملتقيات الهادفة تخدم المجتمع، وكجمعية وطنية «نقوم بمثل هذه النشاطات من خلال المعارض والأيام التحسيسية خاصة وأنّ المخدرات باتت تستعمل أطفالنا كضحايا من طرف المجرمين بعد دخولها المدارس، مما يستدعي تكوين الجمعيات وتوعية وتكوين الأولياء للتصدي لهذه الظاهرة التي تعرف تناميا خطيرا يستوجب تكوّن الأسرة وتجنّد الأولياء في  الجمعيات للتصدي».

وأكد السيد يحي باي مصطفى،  رئيس جمعية مكافحة المخدرات والتبرع بالدم بغليزان، أنّ الجمعية التي يرأسها، نظمت العديد من الملتقيات مع مديرية التربية لرفع درجة الوعي بالمدارس لدى التلاميذ، مشيرا إلى أنّ الجمعية تعمل بالتنسيق مع  مؤسسة علاج الإدمان بغليزان، حيث تعمد إلى تقديم  نصائح للشباب ومساعدتهم على التواصل  مع الآخرين والاتجاه إلى للمصلحة للعلاج، مشيرا إلى انه شارك في ملتقى مكافحة المخدرات كجمعية لمعرفة المقاربات الجديدة ولتبادل التجارب والمعلومات بين الجمعيات لمكافحة الظاهرة.

الوقاية المبكرة أساس المكافحة   علاج  22.444 مدمنا سنة2017

أكّد الأخصائيون المشاركون في الملتقى الوطني حول «المقاربات الجديدة في مجال الوقاية من المخدرات»، المنظم من قبل الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها، مؤخرا، على أهمية  الوقاية المبكرة من المخدرات مع التركيز على وسائل متطورة لحماية الفرد والمجتمع، حيث أشارت السيدة  غنية قداش، مديرة الوقاية والاتصال إلى أنه كلما كان استهلاك المخدرات مبكرا كان خطر الإدمان مرتفعا، مؤكّدة وجود حالات تعاطي مخدرات لدى فئة البالغين 13سنة، حسب تحقيق أجراه الديوان مؤخرا، مما يستوجب اللجوء إلى الوقاية المبكرة، وذلك عن طريق استهداف هذه الفئة والتركيز على محيط تواجدها في المجتمع من خلال ا التركيز على دور الحركة الجمعوية كشريك فعال في الوقاية.

ذكرت السيدة قداش،  خلال مداخلتها أنّ عدد المدمنين على المخدرات المستفيدين من التكفل الطبي العلاجي ارتفع من 21.500 مدمن مستفيد سنة 2016 إلى 22.444 مستفيدا سنة2017،  مضيفة أن الديوان الوطني يسهر على تعزيز العمل الوقائي من أجل تقليص  الطلب على المخدرات، وهو ما أكده أيضا فخر الدين عيون مسؤول الدراسات والتحليل بالديوان،  الذي أشار إلى الدور الذي تلعبه الوقاية المبكرة التي تبدأ من الوسط العائلي، نظرا للدور الجوهري للأسرة في تكوين شخصية الفرد، مظهرا أهمية المرافقة الأسرية  للأبناء بالتربية والتوجيه والسهر على استغلال أوقاتهم بنشاطات ترفع مستواهم  الثقافي والمعرفي، وذلك بالتنسيق مع المؤسسات التربوية والجمعيات، كما عرض جملة من الآليات الفاعلة في مكافحة الآفة على غرار نشاطات القطاعات الوزارية وبرامج تكوين الموظفين المتخصصين، مع دعم مراكز معالجة المدمنين الحالية وإعداد  حصيلة دورية وكذا آليات الحد من الاستهلاك.

تكوين 22جمعية وطنية وشهد اللقاء مشاركة ممثلي 22 جمعية وطنية ومحلية من مختلف ولايات الوطن، البعض منها عرض برنامجه في محاربة المخدرات، كما استفاد جلها من فضاء تكويني حول الوسائل الحديثة المعتمدة في مجال الوقاية والتي تركز أساسا على تنمية  المهارات وآليات بسيطة في التعامل مع الفئة المستهدفة وكيفية وضع برامج تقيمية بالاعتماد على التكنولوجيات الحديثة، ومن خلال الورشات التكوينية التي نشطها كل من البروفيسور أمين بن يمينة والدكتور ايفيس ادل، من  مستشفيات باريس من خلال عرض المبادئ العامة في الوقاية المعتمدة على مهارات الاتصال، تقدير الذات والوقاية الشاملة والانتقائية.

وهو ما أكدته مديرة والوقاية والاتصال بالديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها غنية قداش، في تصريح

لـ» المساء» قائلة أنّ الديوان عمد إلى جمع ممثلي الحركة الجمعوية عبر التراب الوطني وهي جمعيات ناشطة في محاربة المخدرات بهدف إعطائها نفسا جديدا في محاربة الظاهرة وأيضا من أجل تكوينها من قبل خبراء أجانب لإفادتهم بما تمّ التوصل إليه في السبل والآليات الناجحة للوقاية من المخدرات، مضيفة أنّ هناك انشغالا مبررا لمعالجة الظاهرة، حيث أشارت الإحصائيات الدورية  للديوان إلى أنّ هناك انخفاضا في مادة القنب الهندي التي تمّ حجزها بـ 30 بالمائة، لكن هناك بالمقابل ارتفاع في عدد الأشخاص الموقوفين وهي مؤشرات على استهلاك المخدرات، وبالتالي فإنّ عملية الوقاية تحتاج إلى أفق شاسع بوسائل علمية أثبتت النتائج التي وصلت إليه والتي نريد أن يستفيد منها المجتمع المدني لتمس أكبر شريحة من المدمنين.