الاختناق بالغاز في تزايد مستمر

الحيطة والحذر وصيانة المدافئ لشتاء آمن

الحيطة والحذر وصيانة المدافئ لشتاء آمن
  • القراءات: 4334
استطلاع: نسيمة زيداني استطلاع: نسيمة زيداني

تعمل مصالح الحماية المدنية من أجل الحد من ظاهرة تسرب غاز ”أكسيد الكربون” الذي أودى بحياة العديد من الاشخاص، حيث تتخذ مختلف المصالح، على غرار وزارة التجارة و«سونلغاز”، بالتنسيق مع الحماية المدنية، كافة الإجراءات للقضاء على مخاطر الغاز، بإطلاق الحملات التحسيسية طوال موسم الشتاء، إضافة إلى فرض الرقابة على محلات بيع التجهيزات الكهرومنزلية.

كان لـ”المساء” حديث مع بعض الأخصائيين عن ظاهرة تسرب الغاز والحلول المقترحة لتفادي الحوادث والحد من الأخطار، إلى جانب توعية المواطن بأخذ الحيطة والحذر، من خلال اتباع التعليمات المقترحة.

عدد الوفيات في ارتفاع مستمر

أكد المدير الفرعي للإحصائيات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، العقيد فاروق عاشور أن عدد الوفيات اختناقا بالغاز في ارتفاع مستمر، حيث بلغ 89 شخصا منذ مطلع السنة الجارية، وتم تسجيل 2928 حالة اختناق وتسمم خلال العام الفارط، نتيجة استنشاق الغازات المحترقة وأحادي أكسيد الكربون.

سجلت مختلف المصالح المختصة وفاة 93 شخصا سنة 2017، نتيجة الاختناق بالغاز المتسرب من أجهزة التدفئة أو سخانات الماء بالحمامات المنزلية، وفاق عدد  التدخلات 433131 في السنة الماضية. ومن أسباب الاختناق؛ عدم صيانة أجهزة التسخين والتدفئة والتوصيلات الكهربائية المتعلقة بها، والتركيب العشوائي لهذه الأجهزة والتعديلات العشوائية التي لا تراعي التهوية الجيدة، حسب محدثنا.

ولاية الجزائر تحصي11 متوفيا بالغاز

في سياق متصل، أكد الملازم الأول خالد بن خلف الله، أن عدد الأشخاص المتوفين بسبب الاختناق بغاز أول أكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة المختلفة على مستوى ولاية الجزائر وحدها، بلغ 11 شخصا إلى غاية سبتمبر 2018، بينما تم إنقاذ 116 شخصا، موضحا تسجيل ارتفاع محسوس بسبب استنشاق غاز أول أكسيد الكربون (مونوكسيد الكاربون)، حيث بلغت 11 حالة وفاة بسبب عدم أخذ الحيطة والحذر وصيانة أجهزة التدفئة والتسخين وانعدام التهوئة، علما أن عدد التدخلات في ولاية الجزائر بلغ 87 تدخلا.

وزارة التجارة تدعو إلى اقتناء أجهزة التدفئة الأصلية

من جهته، أكد مدير الجودة والاستهلاك بوزارة التجارة، السيد سامي قولي، بأن وزارة التجارة تعمل بالتنسيق مع المديرية العامة للحماية المدنية ومصالح أخرى، على غرار وزارتي التربية والصحة والجمارك و«سونلغاز”، على حماية المستهلك وفق برنامج مسطر لتفادي الحوادث التي تسجل عدة وفيات خلال الفترة الشتوية.

كما دعا إلى اقتناء أجهزة التدفئة الأصلية ذات النوعية الجيدة، مشيرا إلى أن مصالح تدخل الحماية المدنية لاحظت أن أغلب الحوادث المسجلة ناجمة عن أخطاء متعلقة بالوقاية، وعدم اتباع النصائح والإرشادات المقدمة بهذا الخصوص.

إطلاق حملة لمراقبة التجهيزات الكهرومنزلية

تطلق مصالح وزارة التجارة هذه الأيام، حملة مراقبة واسعة لمحلات بيع التجهيزات الكهرومنزلية، بهدف حماية المستهلك وتجنب حوادث الاختناق بالغاز خلال فترات البرد، لاسيما بعدما تم تسجيل أرقام مرعبة في حالات الوفاة، بسبب استعمال أجهزة مغشوشة وغير مطابقة للمعايير المطلوبة.

بخصوص المراقبة التي تقوم بها المصالح الخارجية لوزراة التجارة، والمتعلقة بالأجهزة الكهرومنزلية، وفقا للبرنامج الذي سطرته الوصاية، قامت بعمليات تحقيق واسعة النطاق على مدار العام الجاري، شملت مختلف أجهزة التدفئة والتسخين.

مراقبة شهادة الضمان ووسم المنتوج ودليل الاستعمال

وضعت وزارة التجارة برنامجا يشمل مختلف محلات بيع الأجهزة الإلكترومنزلية، وهي العملية التي تكاثفت خلال الأيام الأخيرة، بالنظر إلى إقدام المواطنين على اقتناء هذه التجهيزات بالموازاة مع حلول فترة تدني درجات الحرارة، إذ يتم خلالها مراقبة شهادة الضمان ووسم المنتوج ودليل الاستعمال، حسب تأكيد السيد قولي  الذي أشار خلال تدخله، تزامنا مع انطلاق الحملة التحسيسية التي تستمر فعالياتها طيلة فصل الشتاء، لتفادي الحوادث المنزلية والاختناقات، إلى أنه خلال دخول منتوج جديد إلى السوق، تقوم مصالح المراقبة بالتدقيق في مدى صلاحيته.

أشار إلى أن المخبر الوطني للتجارب بالعاصمة الذي دخل مؤخرا حيز الخدمة، ”يعمل على مراقبة الأجهزة المستوردة أو المصنعة محليا، التي تعمل بالغاز، لضمان منتوجات آمنة وتجنب حوادث الاختناق، إذ ساهم بشكل كبير في منع دخول أجهزة التدفئة والتسخين المغشوشة.

المنتوج المحلي للمدافئ يلقى إقبال المواطن

تخلى العديد من التجار في السنوات الماضية عن بيع الأجهزة المستوردة، حيث قرروا التوقف عن بيعها بشكل كلي، بحجة أن الأسعار غير مستقرة والعرض أكثر من الطلب، وأن المنتوج المحلي يعرف إقبالا كبيرا من المواطنين على مختلف الماركات المحلية الأخرى، فيما يعرف المنتوج المستورد في السنوات الأخيرة عزوفا من قبل المواطنين.

أكد أحد المواطنين أن أجهزة التدفئة تعرف إقبالا في فصل الشتاء فقط، وعند توزيع سكنات جديدة، لم يعد المواطن يطلب العلامات المستوردة التي كانت تعرف رواجا كبيرا في السنوات الماضية، نظرا لشكلها الجذاب، وإنما أصبح يعتمد على المنتوج المحلي لتوفره على شروط الأمن والسلامة وجودة قطع الغيار وأنابيب التوصيل الداخلية، مشيرا إلى أنه يعتمد فقط على المنتوج المحلي.

التنظيف والصيانة مطلوبان

من جهة أخرى، أكد مسؤول من شركة توزيع الكهرباء والغاز ”سونلغاز”، أن المواطن لابد أن ينتبه للمخاطر الناجمة عن سوء استعمال وسائل التدفئة والتسخين، ولابدّ من الاستعانة بأخصائيين في المجال قبل إعادة تشغيل المدفأة، حتى في تنظيفها وإعادة توصيلها بأنابيب التهوية، علما أن أغلب المواطنين يقومون بأنفسهم بربط شبكة الغاز دون إخضاعها حتى للمراقبة وعملية التنظيف.

كما دعا إلى الاستعانة بأخصائي من أجل الحصول على إرشادات وتفادي حوادث الاختناق، خصوصا ما تعلق منها بمراقبة المدفأة وإخضاع أنابيب الغاز الموصولة بها للاختبار بمادة الصابون، لمعرفة إذا كان هناك تسرب لغاز أحادي أكسيد الكاربون، مع الحرص على سلامة قنوات التهوية والتأكد من أنها موصولة بشكل جيد، مع التأكد دائما من أن مخرج الغاز السام خال من أي شيء يتسبب في غلقه.

أشار المتحدث إلى أن مهنة الترصيص لا يمكن أن يمتهنها هاو، لأنها تتطلب أخصائيين ملمين بمجال تخصصهم، موضحين أن سبب اختناق العديد من العائلات، رغم أن الأجهزة سليمة، يرجع إلى الاستعانة بأشخاص يدّعون بأنهم رصاصون، ويقومون بوضع شبكات توصيل غير سليمة ولا تخضع للشروط اللازمة، مما ينجم عنه حوادث مميتة.