الأديب رشيد بوجدرة في سيلا23:

رفضت كتابة سيناريو الأمير وضد كل من يمس بتاريخ الجزائر

رفضت كتابة سيناريو الأمير وضد كل من يمس بتاريخ الجزائر
الأديب رشيد بوجدرة في سيلا23: لطيفة داريب
  • 930
❊لطيفة داريب ❊لطيفة داريب

اعتبر الأديب رشيد بوجدرة، نفسه هشا مثل شخوص رواياته التي رفض أن تلعب دور البطولة الفردية، مشيرا إلى نهله من الواقع في أدبه وعدم اعتماده على الخيال، كما تحدث عن فراره من صعوبة الشعر إلى الرواية، حيث وجد فيها وسيلة للتنفيس وكذا رفضه لكتابة سيناريو عن الأمير عبد القادر، لأنه كان سيذكر سلبياته وايجابيته على حدّ سواء.

نشّط الأديب الجزائري رشيد بوجدرة، ندوة في «سيلا23» تحدث فيها عن مساره الأدبي الطويل وكذا عن كتابه «زناة التاريخ» الذي أحدث  ضجة، كما تبادل الحديث مع الجمهور الذي تشكل من كُتّاب ونقّاد ومحبّي أدبه.

أشار الكاتب إلى نهله من الواقع في كتاباته، مضيفا أنه لا يكتب من الخيال كثيرا، كما تطرق إلى طريقة اختياره لعناوين أعماله مؤكدا أن ذلك يحدث بشكل عفوي، إضافة إلى اهتمامه بوضع عناوين مبهمة بكلمات غير مستعملة قصيرة وضاربة، وكذا اعتماده على الشاعرية، معتبرا نفسه شاعرا قبل كل شيء، حيث انطلق في عالم الكتابة بالشعر قبل أن يتوجه إلى الرواية بشكل عفوي لحاجته إلى التنفيس عن نفسه، وفي هذا قال إنه مصدوم من والده، ولم يستطع التخلص من كل هذه المعاناة النفسية رغم سنّه المتقدم (80 سنة).

في إطار آخر اعتبر بوجدرة، أن الأدب في العالم يعاني من أزمة مضامين، بتحوله إلى أدب نسوي ذاتي، مضيفا أن الكثير من النساء يكتبنّ عن أنفسهن وعلاقاتهن الغرامية مما اعتبره بوجدرة، «غاية السخافة»، كما دعا (الحلزون العنيد) إلى تسليط الضوء على النقد الجامعي الذي أكد ريادته وفي نفس الوقت تعرضه للتهميش، في حين اعتبر أن «النقد الصحفي مفقود في الجزائر».

بوجدرة والكُتّاب الآخرين

وعن شخوص رواياته أشار بوجدرة، إلى هشاشتها، مشبهها بنفسه، وأضاف أنّ أعماله خالية من البطولة، كما يحمّل الأب الدور السلبي في أعماله، لينتقل إلى موضوع مختلف يتمثل في آرائه في الأدباء الآخرين، فقال إنه مثل كل محترف في مهنته لديه أصدقاء مثلما أن هناك أشخاصا لا يحبهم لأن رواياتهم رديئة.

وعاد رشيد بوجدرة، مرة أخرى للحديث عن علاقته بالروائي الراحل الطاهر وطار، قائلا إنّه جن جنونه حينما تحول من الكتابة بالفرنسية إلى الكتابة باللغة العربية، رغم أن بوجدرة ترجم لوطار رواية من روايته إلى اللغة الفرنسية، وأضاف أنّ وطار، طلب منه العفو قبل وفاته، وقبل اعتذاره لينتقل إلى تأكيد صداقته لواسيني الأعرج وأمين الزاوي، كما اعتبر كاتب ياسين، سيده ومعلمه، في حين تطرق إلى بعض الكُّتّاب الذين قال إنهم غير رديئين لكنه لا يوافقهم فيما يكتبون وفي مقدمتهم بوعلام صنصال وكمال داود.

وتوقّف الكاتب عند مؤلفه الأخير المتمثل في «زناة التاريخ» الذي أسال الحبر كثيرا خاصة وأنّه تعرّض فيه إلى كُّتّاب آخرين. مضيفا أنه قرر أن يكتب عن بعض الكتّاب ومخرجي الأفلام الذين يعانون من كراهية الذات والانبهار بالآخر وبالتالي يتعرضون للوطن، مؤكدين إصابتهم بـ»عقدة المستعمر» كما أشار إلى حبه لتونس والمغرب، إلاّ أنّه يرى أنّ ثورتنا المظفّرة مختلفة عن كلّ الثورات في العالم ولا يجب المساس بها وتغيير الوقائع.

بالمقابل رفض بوجدرة، تقديس المجاهدين، بل قال إنّه رفض أن يكتب سيناريو عن الأمير عبد القادر، لأنه كان سيذكر سلبياته مثل ايجابياته، مشيرا إلى عدم إعجابه بفيلم «مصطفى بن بولعيد» لأحمد راشدي، الذي قال إنه «خردة»، مضيفا أن بن بولعيد كان قصيرا ونحيفا وفي آن واحد استراتيجي كبير. وأعاب المتحدث قلّة وندرة تحويل الأعمال الأدبية الجزائرية إلى أفلام ومسرحيات خاصة المتعلقة بالأدباء الكبار، معتبرا أن هذه المعضلة عالمية ولا تمس الأدب الجزائري فحسب، وترجع إلى خوف الشباب من اقتباس أعمال العظماء وكذا إلى عيشنا العصر الشبابي، ومع ذلك ـ يضيف بوجدرة ـ سيتم اقتباس روايته المفضّلة لديه «تيميمون» إلى عمل مسرحي في جانفي المقبل بمسرح سيدي بلعباس.