الذكرى المئوية لهدنة الحرب العالمية الأولى

أويحيى يرافع من أجل السلام والأمن في العالم

أويحيى يرافع من أجل السلام والأمن في العالم
  • 623
محمد / ب محمد / ب

أبرز الوزير الأول، أحمد أويحيى، أمس، بباريس في نداء وجهه للمجموعة الدولية من أجل السلام والأمن، الدور المركزي للأمم المتحدة في تعزيز وصون السلام والأمن، مشددا على ضرورة احترام المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، وﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎص، ﺣﻖ اﻟﺸﻌﻮب في ﺗﻘﺮﻳﺮ المصير، واﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎزﻋﺎت واﻟﺼﺮاﻋﺎت، واﺣﺘﺮام ﺳﻴﺎدة اﻟﺪول وﺳﻼﻣﺔ أراﺿﻴﻬﺎ وﻋﺪم التدخل في شؤونها الداخلية.

وأشار أويحيى خلال مداخلته في منتدى السلام، الذي أقيم في إطار الاحتفال بالذكرى المئوية لهدنة الحرب العالمية الأولى بالعاصمة الفرنسية باريس إلى أن هذه المبادئ ”تستحق أن نتذكرها لأنها لا تزال متجاهلة في العديد من المواقف، لافتا إلى وجود تعارض بين هذه المبادئ والمفاهيم الجديدة لـ«واجب التدخل ”و”واجب الحماية”، والتي اعتبرها مقاربات جديدة كانت لها عواقبفي أجزاء كثيرة من العالم

وشدد الوزير الأول على أهمية الدعم الذي يجب أن توفره الدول، دون حسابات تخص المصالح الوطنية، لمبعوثي الأمم المتحدة المعينين لتسوية الصراعات، مؤكدا بأن العالم بحاجة إلى تعاون دولي أكثر نشاطا ضد الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان، مع التأكيد بوجه خاص على التنفيذ الفعلي للقرارات المترتبة عن هذا التعاون.

الجانب الثالث الذي أكد عليه السيد أحمد أويحيى يتعلق بضرورة أن يعترض المجتمع الدولي على الانقسامات والتطرفات، مجددا التأكيد على أن ”الإسلام، دين السلام والانسجام، يجب ألا يتم التعرض له بالإساءة، بسبب جرائم الإرهابيين الذين هم في الواقع أعداء الإسلام”.

وفي سياق متصل، ذكر السيد أويحيى بنداء الجزائر من أجل حوار الحضارات وتأكيد ثقافة ”العيش معا بسلام” والتي تتشرف الجزائر بكونها هي من عرضها على الجمعية العام للأمم المتحدة.

كما تطرق ممثل رئيس الجمهورية في المحور الرابع من مداخلته إلى ضرورة تكثيف المساعدات التنموية ومكافحة الفقر في الدول التي تحتاج إلى ذلك. وأشار إلى أن هذا الجانب يتطلب المزيد من الإجراءات الملموسة من جانب المجتمع الدولي، على أساس أنه من خلال التنمية، يمكن القضاء على اليأس والإرهاب والهجرة، لافتا إلى أن ”هذه الرؤية وهذا المسار يحركان الاتحاد الأفريقي تجاه باقي دول العالم”.

وفي مستهل مداخلته ذكر السيد أويحيى بأن الحرب العالمية الأولى كلفت الجزائر الذي كانت مستعمرة حينها، عشرات الآلاف من القتلى، ”انحني لذكراهم، وكذلك لذكرى جميع ضحايا هذا الصراع”.

وإذ عبر عن ترحيب الجزائر بمبادرة فرنسا بتنظيم منتدى السلام، اعتبر أويحيى الوقت مناسب ”لبعث مزيد من التفكير معا في سبل منع الحروب والصراعات”، مشيرا بالمناسبة إلى النضال المجيد للشعب الجزائري الذي عانى من أهوال الحرب لاستعادة استقلاله، ودفع ثمنا باهضا لأجل ذلك تمثل في مليون ونصف المليون شهيد، وملايين الضحايا والمشردين ودمارا شاملا.

كما ذكر الوزير الأول في سياق متصل بنضال الشعب الجزائري ضد الإرهاب، الذي أسفر عن عشرات الآلاف من الضحايا وخسائر بمليارات الدولارات”، مبرزا تجاوز الجزائر اليوم لهذه المأساة الوطنية بفضل تضحيات شعبها، وكذا بفضل سياسة واضحة للسلام والمصالحة الوطنية بادر بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وتبنتها الدولة بكل سيادة

وتطرق السيد أويحيى إلى مساهمة الجزائر من أجل إحلال السلام بالمنطقة، من خلال الوساطة التي قدمتها لحل الصراعات والأزمات، في لبنان في الشرق الأوسط وفي القرن الأفريقي بين إريتريا وإثيوبيا، وكذلك في منطقة الساحل وخاصة بمالي.

للإشارة، فقد مثل الوزير الأول أحمد أويحيى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في الاحتفال بالذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى، وفي منتدى السلام الذي انتظم بذات المناسبة بالعاصمة الفرنسية باريس بحضور عدد كبير من قادة الدول ورؤساء الحكومات.

رئيس الجمهورية يهدي كتاب الأمير عبد القادر لمكتبة السلام

سلم  الوزير الأول، أحمد أويحيى، نيابة عن رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، ورقة ”الأمير عبد القادر، ملحمة الحكمة ”إلى مكتبة السلام، وذلك بمناسبة مشاركة الجزائر في الحفل المخلد لذكرى مرور مائة عام على الهدنة في الحرب العالمية الأولى بباريس.

هذا الكتاب، الذي يلخص الموضوع العالمي للمنتدى السلم المنظم بالعاصمة الفرنسية، أمس، أي السلام والأمن، يحتوي على تعليق شخصي من رئيس جمهورية حول ”رسالة إلى الفرنسيين” التي وجهها الأمير عبد القادر.

ويشير هذا التعليق إلى أن ”الرسالة إلى الفرنسيين من الأمير عبد القادر تكشف عن وجه من وجوه غير معروفة لدى الجمهور حول الأمير، حيث قدم هذا المقاتل الشجاع من أجل الاستقلال، للمفكرين  المتبصرين الطريقة المثلى للتفكير السياسي، بالمعنى الحضاري للمفهوم”.