أغلب بنايات سيدي الهواري معرّضة للانهيار
الموت يهددالسكان
- 996
يعيش سكان الحي القديم سيدي الهواري ببلدية وهران منذ أشهر، على وقع هاجس الانهيار الذي قد يقع في أيّ لحظة ويطال المباني القديمة التي رُحّلت منها العائلات التي كانت تقطنها بدون أن يتم هدمها نهائيا من طرف المصالح التقنية للبلدية، فيما رفع المواطنون المجاورون لها نداء استغاثة إلى الوالي للوقوف على المشكل، خاصة مع بداية تساقط الأمطار وتسجيل انهيارات جزئية.
مشهد مرعب يقف عليه كلّ زائر لمنطقة سيدي الهواري العتيق ببلدية وهران، الذي يُعدّ أقدم حي بمدينة وهران بعد عملية الترحيل الأخيرة، حيث استفادت أكثر من 1000 عائلة من برنامج القضاء على السكن الهش، غير أن مصالح البلدية بالتنسيق مع المصالح التقنية للدائرة والولاية، لم تستكمل عمليات هدم المباني القديمة المهدّدة بالانهيار، والتي تضاعف خطرها بعد ترحيل سكانها، إذ يمكن مشاهدة أكبر بناية بالمنطقة تطل مباشرة على الطريق العمومي لحي سيدي الهواري، الذي تقع بالقرب منه ملحقة البلدية ومركز البريد إلى جانب بعض البنايات القديمة التي لازالت آهلة بالسكان، حيث بقيت البناية الشاهقة بدون هدم، مهددة حياة المواطنين من مستعملي الطريق.
وأكد بعض المواطنين من سكان المنطقة، أنهم أصبحوا يرافقون أبناءهم للخروج إلى الشارع ومنعهم من الاقتراب من المنطقة بسبب الانهيارات التي تقع كل يوم في البناية، في وقت اتّخذ بعض المشردين من البناية، مأوى لهم.
كما تجاور العمارة بناية أخرى تقع بجانب الملحقة البلدية للمندوبية البلدية لسيدي الهواري، لم يتم هدمها هي الأخرى، ولازالت ملتصقة ببناية آهلة بالسكان الذين لم يتم ترحيلهم رغم خطورة الوضع، حيث مازال المواطنون يسلكون الطريق الواقع أسفل البناية رغم خطورة الوضع.
وأكد السكان، في هذا الصدد، أن رغم منع أبنائهم من المرور أسفل البناية، إلا أنّهم مجبرون على ذلك يوميا للوصول إلى المدارس أو صعود المنطقة وسط المدينة. كما تبقى أكثر من 20 بناية أخرى تقع بمناطق متفرقة من حي سيدي الهواري، بدون هدم رغم تأكيد خبرة المركز الوطني للمراقبة التقنية للبنايات "سي. تي. سي"، ضرورة هدمها بعد ترحيل سكانها.
وللوقوف على المشكل، كشف مصدر مسؤول ببلدية وهران عن أن المصالح البلدية على علم بالمشكل والخطورة التي مازالت تشكّلها بعض البنايات التي لم يتم هدمها نهائيا. وأكد المتحدث أن كل المباني التي هدمتها البلدية، قد أزيلت بالفعل، فيما بقيت عدة مبان أخرى بدون هدم، بسبب الطبيعة العمرانية للمباني بحي سيدي الهواري القديم، خاصة ما تعلّق بطريقة البناء، إذ لا توجد جدران فاصلة بين المباني القديمة.
وقامت مصالح الولاية بترحيل سكان مبان كانت مسجلة في خانة الخطر "الخانة الحمراء"، فيما تم إرجاء عملية ترحيل سكان المباني الأقل خطورة، ما صعّب من عملية الهدم التي إن تمت سيتم معها هدم المباني المجاورة الآهلة بالسكان. وأضاف المتحدث أن المشكل يُحل تدريجيا من خلال تواصل عملية الترحيل بحيّي سيدي الهواري، والدرب الذي يشهد نفس المشكل، إلى جانب الأحياء القديمة التي عرفت عمليات ترحيل، خاصة البناية الشاهقة بالحي، التي تبقى أكبر خطر على المواطنين.
وذكر المتحدث أن البناية يقع مدخلها بشارع الحدائق، وتمتد إلى أسفل حي سيدي الهواري، وهو ما لا يمكّن المصالح التقنية من هدمها، وإن تمّ ذلك فسيتم معه انهيار كامل الطريق العلوي لشارع الحدائق. وأضاف المتحدث أنه تم إخلاء كامل المنطقة المجاورة من السكان في انتظار حلول تقنية للمشكل.
للإشارة، تم منذ 2008 إلى غاية 2016 هدم 86 بناية قديمة، فيما تمّ إغلاق 88 بناية بالإسمنت المسلح لمنع دخولها، وهي المباني التي لايزال بعضها صالحا، فيما تجاور بعضها مساكن آهلة.
حي سيدي البشير ... المطالبة بالإفراج عن حصة 1600 مسكن
دعا سكان منطقة سيدي البشير ببلدية بئر الجير بولاية وهران المعنيون بعملية الترحيل، إلى التزام السلطات المحلية لولاية وهران بوعودها المتعلقة بترحيلهم نحو الحي الجديد، بعد أن كان مقررا ترحيلهم يوم 10 نوفمبر الجاري، في وقت طمأنت مصالح ولاية وهران العائلات بأنه سيتم ترحيلهم بمجرد الانتهاء من آخر الرتوشات بالحي الجديد الخاصة ببعض الشبكات.
مازال سكان منطقة سيدي البشير الفوضوية التي تقع ببلدية بئر الجير بوهران، في انتظار إعلان الولاية رسميا عن تاريخ ترحيلهم إلى سكنات جديدة بالموقع الذي يضم 1600 مسكن.
وأكد السكان أنهم انتظروا عملية الترحيل منذ أيام غير أنه لم يتم ترحيلهم أو الكشف عن القوائم، حيث أشرف وزير التشغيل والعمل والضمان الاجتماعي، حسبهم، رفقة والي وهران والسلطات المحلية، على تسليم مقررات السكن رمزيا لعدد من المستفيدين خلال احتفالات الفاتح نوفمبر، فيما تقرر حينها توزيع السكنات يوم 10 نوفمبر الجاري، "غير أنه لا جديد طرأ على الملف".
وقام والي وهران، من جانبه، مطلع الأسبوع الجاري، بتنظيم زيارة ميدانية لموقع السكنات الجاهزة التي كان مقررا توزيعها على مستحقيها، لكن المسؤول الأول عن الولاية، سجل تحفظات على بعض الأشغال الخارجية وأشغال الشبكات التي يتم إنجازها، في حين تمت الإشارة إلى أن تسلّم السكنات سيتم بمجرد الانتهاء من هذه العمليات، في وقت طمأن الوالي باستفادة كل العائلات التي تم إحصاؤها واستوفت الشروط القانونية، من سكناتها.
وفي سياق ذي صلة، كشف مصدر مسؤول لـ "المساء"، أن عملية الترحيل قد تتم خلال العطلة الشتوية المقبلة؛ لتفادي عرقلة سير الدروس بالنسبة للتلاميذ المتمدرسين، وقرب فترة الامتحانات. وكان والي وهران أعلن عن استرجاع العقار الذي أقيمت فوقه السكنات، وتحويله لصالح مشاريع عمومية.
وشرعت مصالح ولاية وهران ضمن الحصة الضخمة المعلن عنها خلال احتفالات الفاتح نوفمبر والخاصة بتوزيع السكن، في إجراء عمليات القرعة الخاصة بالطوابق بالنسبة للمستفيدين، حيث أجريت القرعة ببلديتي بن فريحة وحاسي بن عقبة، على أن تتواصل عملية القرعة لتمس باقي البلديات المعنية بعمليات الترحيل التي ستتم قبل نهاية السنة، فيما سيتم ترحيل أكثر من 3400 عائلة موزعة على عدة حصص وبرامج، في وقت تعكف مصالح الدوائر عبر 6 دوائر، على الإفراج عن قوائم المستفيدين من حصة هامة تقدّر بـ 6400 مسكن اجتماعي خاصة بالبلديات، وهي الحصة التي كان توزيعها مجمدا، ليقرر الوالي إعادة بعثها وتكليف رؤساء الدوائر بالكشف عن القوائم، والشروع في عمليات الترحيل تدريجيا في انتظار الإفراج عن ملف المكتتبين في صيغة السكن بالتنقيط على مستوى بلدية وهران، والبالغ عدد ملفاتهم 80 ألف ملف.