ياسمينة سعدون تعرض برواق ”محمد راسم”

ومضات من لغة الأنثى المخفية

ومضات من لغة الأنثى المخفية
رواق ”محمد راسم” - معرضا تشكيليا من توقيع الفنانة ياسمينة سعدون مريم. ن
  • القراءات: 1026
❊ مريم. ن ❊ مريم. ن

يحتضن رواق محمد راسم إلى غاية الثلاثين نوفمبر الجاري، معرضا تشكيليا من توقيع الفنانة ياسمينة سعدون، رصدت فيه أحوال المرأة وعوالمها العلنية والمخفية بكلّ ما تحمله من متغيرات وثواب، وهو بعنوان روح الشخوص، يمتاز بألوانه وأصالته ولغته المباشرة التي تواجه بها المرأة الجمهور رغم أن الفم كان العنصر الغائب في كل اللوحات.

تركز الفنانة على لغة الإيحاء والمعاني الرقيقة رغم مضمونها القاسي، ويكمن الإبداع فيها عند دلالات الرمزية من خلال الأشكال والألوان والظلال، مع حضور خاص للمسة التراث وتتابع الشخوص النسائية، داعية إلى تأمل أدق التفاصيل؛ حيث سرعان ما يدقق النظر في أدق التفاصيل التي لا تبرز من النظرة الأولى.

وتتسابق لوحات الفنانة ياسمينة سعدون متجهة إلى الجمهور؛ كي تبوح له بأسرار ألوانها الكاشفة لكل ما هو مستور ومتناقض في مجتمعنا، خاصة ما تعلق بالجنس الناعم؛ إذ رغم أنوثته فإنه يتحمل ويصبر. واعتمدت الفنانة على الأسلوب التجريدي، الذي يعكس مدى تمكّنها وتكوينها الأكاديمي، كما بدت متأثرة بمدرسة إسياخم.

وتلعب الألوان دور البطولة في حوار مباشر مع العين، لتترجم مختلف الدلالات. كما تُظهر للجمهور التموجات بين الصور الظلية للنساء والمنتقاة بتمكّن. وتشترك اللوحات في الملامح المستترة للوجوه والشخوص، بعضها يتلاشى في بعض الأعمال، حيث تختفي الملامح شيئا فشيئا، لتعوّضها الألوان الصاخبة كدليل على الانفعال، بينما تكون الملامح أكثر وضوحا في لوحات أخرى، وعبر أغلب اللوحات تظهر المرأة بلباسها التقليدي.

وعرضت الفنانة ضمن تشكيلتها المختارة لوحة الخجولة و«النعومة و«الرسالة التي ضمّنتها جانبا من الخط العربي في شكل مبعثر الكلمات، و«امرأتان و«الوردة و«ذكرى و«خديجة و«جلسة سمر، و«تحت القمر التي يظهر فيها القمر وهو في كامل دارته وإشعاعه، يرقب نساء باسقات بوجوههن الذهبية، يحاولن إدراكه مهما كانت الحال (عرضت 33 لوحة).

المعرض كان دفاعا مستميتا عن المرأة، كيف لا وهي مركز الكون وأمه، وعليها أن تسعد ولا تكون عرضة للقهر والألم. كما حرصت الفنانة على أن يكون أسلوبها الفني في مستوى هذا المضمون، فاشتغلت على تقنيات عالية وفضاءات واسعة لتستوعب أحلام المرأة وطموحاتها المشروعة.

للإشارة، الفنانة ياسمينة سعدون متحصلة على شهادة الدراسات العليا في الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة. كما حازت على جائزة الرسم النسوي لدول البحر المتوسط في 2007 بوهران، والجائزة الأولى للجنة الحفلات لمدينة الجزائر العاصمة 1998، إضافة إلى العديد من الشهادات التقديرية، ولها مشاركات في معارض وطنية ودولية خصوصا بتونس ورين وباريس وسان تروبي الفرنسية، ودبي والشارقة والسعودية وسلطنة عمان.