يوسف بعلوج ضيف «صدى الأقلام»:

رجاءً.. لا تُثبطوا عزائم الشباب

رجاءً.. لا تُثبطوا عزائم الشباب
  • 604
❊ لطيفة داريب ❊ لطيفة داريب

احتفاءً بفوز نصه «قمقم مارد الكتب» بالجائزة الأولى للهيئة العربية للمسرح، نزل الإعلامي والكاتب المسرحي يوسف بعلوج، ضيفا على نادي «صدى الأقلام» الذي ينشطه الكاتب عبد الرزاق بوكبة.

 

توقف بعلوج مطوّلا عند مسألة «أزمة النص»، حيث أكّد أنّها مفتعلة حقا، فالكُتاب المسرحيون موجودون والنصوص قائمة، إلاّ أنّ اهتمام المنتجين والمخرجين بها قليل أو حتى نادر. وفي هذا ذكر طلب وزير الثقافة من مديري المسارح الجهوية، الاقتباس من الروايات الجزائرية أو الاعتماد على النصوص الجزائرية، إلاّ أنّ هذا الطلب لقي صدى ضعيفا، ومازال الكثير من المسرحيين يتحدّثون عن «أزمة النص».

وتدخّل بوكبة في هذا الموضوع، وقال إنّه في وقت كان يستضيف كُتابا مسرحيّين وروائيين في فضاء «صدى الأقلام» الذي كانت تحتضنه قاعة «الحاج عمار» بالمسرح الوطني الجزائري قبل أن ينتقل في المدة الأخيرة إلى فضاء «بشير منتوري» (مؤسسة فنون وثقافة)، كان بعض المسرحيين يجتمعون في مقهى «طانطافيل» يتناقشون مسألة «أزمة النص»، في حين كان يمكنهم الالتقاء بالكتّاب في فضاء «صدى الأقلام».

كما اعتبر بوكبة أن حديث «المهتمين» بالنص قد يُفسّر على أنّه اهتمام منهم بهذه المسألة، في حين أنهم غير ذلك؛ حتى إنّهم لا يحتفون بالكاتب.

أبعد من ذلك، فهم لا يشيدون بفوز العديد من المؤلفين الجزائريين بجوائز أدبية عربية وعالمية، مثلما هو الأمر مع يوسف بعلوج الذي ظفر بالجائزة الأولى للهيئة العربية للمسرح عن نصه (قمقم مارد الكتب).

وفي هذا السياق، تطرّق بعلوج لفوزه هذا الذي يُعتبر الأوّل من نوعه بالنسبة لكاتب جزائري، مضيفا أنّ هذا النجاح يهديه إلى بلده الجزائر. كما أكّد اهتمامه الكبير بالنجاح الأدبي لكلّ الجزائريين، والدليل تأسيسه مشروع «أدبرايز»، الذي يعنى بالجوائز الأدبية. وفي هذا قال: «حينما يتم الإعلان عن أسماء الفائزين في جائزة أدبية عربية، أبحث أوّلا عن أسماء البلدان التي فاز مواطنوها قبل أسماء الفائزين أنفسهم، لأنني أهتم بكلّ ما يمسّ بلدي».

وأشار المتحدّث إلى مشاركة 28 كاتبا جزائريا في مسابقة الهيئة العربية للمسرح، والتي تُعدّ ثاني أكبر مشاركة في هذه المسابقة، انتقل أربعة منهم إلى قائمة العشرين، لتكون الخاتمة مسكا للجزائريين بظفره بالجائزة الأولى، وكنزة مباركي بالثالثة.

وتطرق بعلوج لكلّ الصعوبات التي واجهته في مساره الكتابي، إلاّ أنّ هذا لم يمنعه من مواصلة المشوار بكلّ تحد. كما عاد إلى ظروف كتابته لنصه الأول «إنقاذ الفزاعة»، وكيف أُعجب به مدير المسرح السابق الراحل امحمد بن قطاف، إلى درجة التأكيد على ضرورة إنتاجه، وهو ما حدث ولو بصفة متأخرة، مما مكّنه من المشاركة في مسابقة الشارقة لأدب الطفل والفوز بجائزتها الأولى.

ودائما عن الجوائز، فاز يوسف بعلوج بالجائزة الثالثة لعلي معاشي 2014 عن نصه «سأطير يوما ما». وفي هذا قال إنّ وزير الثقافة اتصل به بعد فوزه بالجائزة الأولى للهيئة العربية للمسرح، فقال بعلوج له إنّه فاز بالمرتبة الأولى في جائزتي الشارقة والهيئة، في حين تحصّل على الجائزة الثالثة في مسابقة جزائرية.

وبالمقابل، أكد ضيف «صدى الأقلام» عدم لجوئه إلى الشكوى، كما يعتقد ضرورة توجه المؤسسات إلى المبدع وليس العكس، مضيفا أنه لم تطأ قدماه مديرية الثقافة لعين الدفلى، بحكم أنه ابن مدينة خميس مليانة، في حين أشار المتحدث إلى عدم دخوله في صدامات بالمجان، وأنه لا يكون بادئ الإساءة، كما يؤمن بالعمل الفردي، ويرفض تثبيط العزائم. وفي هذا قال: «إذا لم تستطع أن تساعد الكُتّاب على الأقل كن محايدا. صحيح أنّ هناك من يملك المناعة والإرادة والخبرة كي يواجه بها السلبيين والمعرقلين، لكن هناك من يفشل بسرعة ويتخلى عن أحلامه، رجاءً كفّوا عن تثبيط عزيمة الشباب».

كما تناول بعلوح قضية دعم وزارة الثقافة الإبداع الثقافي، معتبرا أنّ دعم أيّ عمل من دون شرط النوعية غير مجد، ولا يخلق منافسة حقيقية ترتكز على العرض والطلب، وبالتالي ما هو جيد باق، وما هو سيء معرّض للزوال.

وتدخّل بوكبة، مرة أخرى، لضرب مثل عن قرية تونسية فقيرة، يدفع أطفالها العراة نقودا لمشاهدة العروض الفنية، وهو ما شجّعه، مطالبا بالتوقف عن سياسة «السوسيال». كما أعلن المتحدث عن إطلاق جائزة «امحمد بن قطاف» من طرف المقهى الأدبي لبرج بوعريريج الذي يديره. وسيتم الإعلان عن تفاصيلها هذا الثلاثاء بقصر الثقافة. وفي هذا قال: «أسسنا جائزة خاصة بامحمد بن قطاف المنسيّ بدون إمكانيات مادية. وقلنا المهم التأسيس ولو كان الفوز بالجائزة رمزيا، إلا أنه، الحمد لله، سترعى وزارة الثقافة هذه الجائزة». وأضاف: «هل تعلمون بوجود مادة في التعديل الدستوري الأخير، تقر بحق المواطن الجزائري في الإبداع؟ أي أن شخصا يريد أن ينظم نشاطا فنيا في فضاء ما ويرفض مسؤولوه ذلك، يمكنه أن يرفع دعوة قضائية، فهل أنتم مدركون؟ وهل أنتم فاعلون؟».