عقد اجتماعا طارئا لوقف احتجاجات ”الصدريات الصفراء”

مشاهد الخراب في باريس تصدم الرئيس الفرنسي

مشاهد الخراب في باريس تصدم الرئيس الفرنسي
  • 936
م. مرشدي م. مرشدي

ترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مباشرة بعد عودته من قمة مجموعة العشرين بالعاصمة الأرجنتينية، اجتماع أزمة خصص لبحث الموقف بعد الأحداث التي شهدتها العاصمة باريس بسبب ثورة الغضب التي تخوضها ”الصدريات الصفراء” لليّ ذراع السلطات الفرنسية للتراجع عن قرارها بزيادة أسعار مختلف أنواع الوقود.

واجتمع الرئيس الفرنسي بأعضاء خلية الأزمة التي تشكلت لمتابعة تطورات الموقف بحضور الوزير الأول إدوارد فليب ووزير الداخلية كريستوف كاستانير وممثلي مختلف الأجهزة الأمنية في محاولة لإيجاد مخرج من مأزق أزمة عكست حجم التململ الذي يعيشه المجتمع الفرنسي بسبب غلاء المعيشة وتدني قدرته الشرائية.

وكان الرئيس الفرنسي يتابع ـ وهو في العاصمة الأرجنتينية ـ تطورات المواجهات بين تعزيزات قوات الأمن والمتظاهرين لحظة بلحظة مما جعله يقرر تشكيل خلية أزمة والدعوة إلى عقد اجتماع أمس، لإيجاد إجابات لحركة احتجاجية لم يسبق أن عرفتها فرنسا منذ مظاهرات الطلبة سنة 1968.

وتأكد الرئيس الفرنسي وكل أعضاء حكومته وهم يتابعون هول المواجهات التي عاشتها أرقى شوارع  عاصمة الجن والملائكة في نهاية أسبوع عادة ما كان السياح الأجانب يخصصونها لزيارة معالمها السياحية الأكثر استقطابا، أن الوضع مرشح لتصعيد قادم تجهل عواقبه في حال تم تجاهل مطالب المحتجين وعدم التعامل معها بحكمة لتفادي وقوع تطورات قد تخرج عن نطاق السيطرة.

وأكد الاجتماع الطارئ الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي أن حكومته كانت تراهن على عامل الوقت من أجل جعل ”الصدريات الصفراء” يتراجعون عن حراكهم، وهو ما يفسر إصرار الرئيس ماكرون على موقفه الرافض للتراجع عن قرار رفع نسبة الضرائب على أسعار الوقود بنسبة 23 بالمائة بقناعة أنه الحل الأمثل الذي يضمن مصالح الحكومة وأصحاب السيارات على السواء وبالتالي، فإن التراجع عنه أمر مستحيل.

ولكن عنف مواجهات ثالث سبت احتجاجي في قوس النصر وإصابة 133 شخصا بجروح متفاوتة من بينهم 23 من أعوان الشرطة واعتقال أكثر من 400 متظاهر، جعلت الرئيس الفرنسي يعيد النظر في قراراته أو على الأقل كيفية التعاطي مع موجة الاحتجاجات في محاولة لإخماد نار فتنة خريف لم يكن يتوقع نتائجه.

وأصيب الرئيس الفرنسي خلال الجولة الميدانية التي قادته أمس، إلى ساحة المواجهات بالدهشة وهو يقف على حجم الخراب الذي ضرب المحلات التجارية الضخمة التي يعج بها قلب العاصمة باريس، وهو ما زاده اقتناعا بضرورة التحرك لتفادي الأسوأ، وجعلت الوزير الأول إدوارد فليب يلغي زيارة رسمية كانت ستقوده إلى فارصوفيا البولونية، حيث تعقد قمة المناخ المعروفة باسم ”كوب ـ 24”.

وصعّد الرئيس الفرنسي من لهجته وهو يشاهد عشرات السيارات وقد التهمتها ألسنة اللهب والمحلات التجارية وقد خربها المتظاهرون وجعلته يصفهم بـ«الباحثين عن العنف والفوضى العارمة وقال إن ما قاموا به لا علاقة له بما يطالب به ”الصدريات الصفراء”.

وهو ما جعل وزير الداخلية كريستوف كاستانير لا يستبعد فرض حالة الطوارئ لتفادي أي تصعيد في الموقف في السبت القادم.

كما أرغمت تطورات الأحداث، مجلس الشيوخ الفرنسي على التحرك، حيث استدعت الوزيرين المكلفين بالقضايا الأمنية للمثول أمام لجنة برلمانية، شكلت لهذا الغرض لتقديم توضيحات حول الانزلاق الأمني الذي عرفه قلب العاصمة باريس وتمكن المتظاهرون من تخريب قوس النصر ومعلم الجندي المجهول الذي يحمل أكثر من دلالة لدى عامة الفرنسيين وكذا طبيعة الوسائل التي وضعتها وزارة الداخلية من أجل تفادي، مستقبلا ما وقع في أحداث السبت الأسود.

يذكر أن السلطات الفرنسية رفعت من تعداد عناصر الشرطة لمواجهة أي تطورات أول أمس، إلى 5 آلاف رجل بعد أن كانت اكتفت في ثاني سبت للأحداث بتجنيد 3 آلاف شرطي لضبط الأمن في العاصمة باريس، إلا أن ذلك لم يكن كافيا أمام عزم المتظاهرين على تحقيق مطالبهم.