الفيديو الذي يصور طفلا مصاب بالتوحد محجوزا بالمدرسة
لجنة تحقيق مديرية التربية تنفي قيام المعلمة بغلق الباب
- 789
أثار فيديو حول طفل في الخامسة من عمره مصاب بالتوحد يظهر محبوسا بين بابين بمدرسة ببلدية خميس الخشنة، موجة من التعليقات في الشارع المحلي بولاية بومرداس نهاية الأسبوع المنصرم بين مستنكر للفعل ومطالب بأهمية مضاعفة الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم تداوله عبر موقع "الفيسبوك" إلى درجة دفعت بمديرية التربية إلى إيفاد لجنة تحقيق لتقصي الحقائق والتي توصلت إلى أن "المعلمة لم تحجزه بل قامت بغلق الباب لمنعه من الخروج لأنه كثير الحركة".
أكد مدير التربية الوطنية بولاية بومرداس، نذير خنسوس، يوم الخميس، بأن تحقيقات أولية فيما تعلق بقضية الطفل المتمدرس في القسم التحضيري والمصاب بالتوحد، الذي نشر بشأنه فيديو على شبكة التواصل الاجتماعي، كشف بأن "المعلمة لم تحجز الطفل المصاب بالتوحد".
وقال مدير التربية بأنه "تم تشكيل لجنة تحقيق داخلية مكونة من عدة إطارات من المقاطعة الإدارية لخميس الخشنة ومن مديرية التربية عقب نشر المقطع من الفيديو على شبكة التواصل الاجتماعي من أجل التحقيق في هذه الحادثة التي وقعت يوم 7 أكتوبر الماضي بمدرسة سيدي سالم ببلدية خميس الخشنة".
الحادثة تعود إلى نهاية الأسبوع الماضي حينما التقطت والدة الطفل "محمد عبد العظيم مزيش" ذي الخمس سنوات، فيديو لابنها المتمدرس في القسم التحضيري بمدرسة "الإخوة مسكين" بحي سيدي سالم ببلدية خميس الخشنة وهو يبدو محبوسا بين باب خشبي وآخر حديدي لحجرة القسم، وهذا بعد أن نجحت في التسلل ودخول إلى حرم المدرسة، ثم لجأت إلى وضعه على موقع الفيسبوك، حيث تم تداوله على نطاق واسع، في سابقة للفت الانتباه إلى أطفال التوحد وباقي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. وأثار الفيديو موجة كبيرة من التعليقات بين من يلقي باللائمة على الطاقم التربوي في عدم اهتمامه كما ينبغي بهذه الفئة، وبين مطالب بمزيد من الجهد للاهتمام بالأطفال ذوي الإعاقة ومن ورائهم كافة المعاقين لتحقيق إدماج اجتماعي أفضل.
وحسب إفادة الوالدة في شهادتها، فاإن ابنها ذي الخمس سنوات مصاب بالتوحد ولكنها تملك شهادة طبية محررة من طبيب معالج تفيد بأنه لابد من أن يتمدرس بقسم عادي لتتحسن حالته، ورفضت أي مقابلة صحفية لتروي تفاصيل الحادثة كما جرت. بينما جاء في شهادة المعلمة "ع.ج" بأن التلميذ يجلس في الطاولة الأولى وهو كثير الحركة، وبينما هي منشغلة في القسم خرج الطفل مهرولا نحو الساحة ولكن الباب الحديدي للحجرة كانت موصدة كما انغلق عليه الباب الخشبي فظهر وكأنه محبوسا.
وجاء في بيان مديرية التربية لبومرداس، التفاصيل كما وصلت إليه نتائج التحقيق بأنه يوم الواقعة عمدت المعلمة "ع.ج" إلى غلق الباب الحديدي للقسم كالعادة حماية للطفل المعني حتى لا تترك أمامه فرصة للخروج من القسم لأنه كثير الحركة، إلا أنه بعد دق جرس، إلتحق الطفل بالباب الحديدي فوجده مغلقا ثم أوصد عليه الباب الخشبي الذي كان وراء ظهره فظهر وكأنه محشور بينهما"، يضيف البيان بأنه "وفي هذه اللحظة، تسللت والدة التلميذ المعني عبر مدخل غير محروس للمؤسسة وقامت بتصوير الفيديو الذي يظهر الطفل وكأن الأستاذة هي من قامت بحجزه بين بابي الحجرة".
وأكد البيان الذي صدر يوم الخميس أن "مديرية التربية تستنكر فيه هذا الفعل الذي لا يمت بأي صلة للتربية"، مؤكدة أنه "فور ذلك، تم إيفاد لجنة متكونة من رئيس مصلحة التمدرس، المفتش البيداغوجي للمقاطعة ومفتش إدارة المدارس الابتدائية للمقاطعة"، وخلصت اللجنة إلى كون "الفيديو قد تم تصويره يوم 7 أكتوبر الماضي وتم تداوله في 5 دسيمبر الجاري، مع العلم أن والدة التلميذ لم تتقدم بأي شكوى أو استفسار حول تمدرس ابنها". كما أكدت لجنة التحقيق أنه تم الاتصال بولي التلميذ ومطالبته بتقديم شهادة طبية من طبيب مختص تثبت فيها درجة إصابته بالتوحد.