وفاة محجوبي عياش
الحماية المدنية تؤكد احترام جل البروتوكولات
- 889
أكد مدير الإعلام و الإحصائيات بالمديرية العامة للحماية المدنية أمس، احترام جميع البروتوكولات وآجال التدخل في محاولة إنقاذ الشاب محجوبي عياش، الذي سقط الثلاثاء الماضي، في بئر ارتوازية بمدينة المسيلة وتوفي أول أمس.
وفي مداخلة له على أمواج القناة الثالثة للإذاعة الوطنية في حصة ضيف التحرير، أكد العقيد عاشور، أن ”جميع البروتوكولات ذات الطابع العالمي، وآجال التدخل تم احترامها، حيث وضع مركز قيادة مرتبط بالمديرية العامة للحماية المدنية وخلية أزمة على مستوى ولاية المسيلة، وأن كل متدخل تحمّل مسؤوليته”.
كما أضاف العقيد عاشور. الذي فنّد كل ”تقصير” لإنقاذ الشاب عياش، أن ”جميع الوسائل تم حشدها من طرف الولاية بإشراك كل التقنيين المختصين في الري، وجميع من يقوم بمثل هذا الحفر في عملية الإنقاذ قصد إعطاء توضيحات حول طبيعة الأرضية”. من جهة أخرى تطرق العقيد عاشور، بالتفصيل لمراحل التدخل بدءا من ”تلقي النداء يوم الثلاثاء على الساعة الـ13 و40 د«، مشيرا إلى أن الوحدة الثانوية للحماية المدنية لبني سرور مدعمة بوحدة بوسعادة، تنقلت إلى مكان الحادث رفقة غطاسين للاطلاع على الوضع بالتدقيق”.
وأشار المتدخل أنه بعد عملية التعرف أطلع رئيس وحدة بوسعادة مسؤوله أي مدير الحماية المدنية بنفس المنطقة الذي تنقل هو الآخر ”فورا” إلى عين المكان، مضيفا أن هذا المسؤول دعا إلى اعتماد ”تقنية خاصة” للإنقاذ.
ولكون الضحية وقع في الفخ على مستوى 30 مترا لبئر ارتوازية يفوق عمقها 100 متر وقطرها 35 سنتيمترا على مستوى قرية أم شمل ببلدية الحوامد، التي تقع على بعد 75 كلم جنوب ـ غرب المسيلة، لم ينج الشاب عياش من هذا السقوط مما منع التقدم ”السريع” لعمليات الإنقاذ ـ حسب العقيد عاشور ـ الذي أوضح أنه بعد اكتشاف وجود الراحل كان أول إجراء تم اتخاذه هو تزويده بالأوكسجين، مما سمح له بالبقاء حيا طيلة 5 أيام. ولدى إشارته إلى أن بئرا ارتوازية ”تختلف” عن بئر عادية، فقد أوضح ضيف الإذاعة أن قناة البئر التي غمرت الضحية تقع على طول 60 مترا فوق الأرض، وأن إنقاذه لم يكن سهلا ”نظرا للخصوصية الجيولوجية للمنطقة”. كما أشار إلى مانع آخر و المتمثل في ”الصعود القوي للمياه كلما تقدمت عملية حفر البئر مما تطلب ”الجمع بين عمليتين في نفس الوقت تمثلت في الاستمرار في الحفر مع إخراج المياه”، وأوضح أن ”عملية الإنقاذ لم تفشل بل أنه لم يعد ممكنا الشروع في الإنقاذ انطلاقا من السطح نظرا لاحتمال انزلاق التربة و الانهيار مما تطلب الحفر بطريقة بطيئة بغية الوصول إلى الضحية وهو على قيد الحياة، مع تفادي تعريض حياة المشرفين على عملية الإنقاذ للخطر”، مضيفا أن اللجوء إلى كاميرا حرارية سمح بـ«تحديد مكان الضحية”. في هذا السياق أكد العقيد عاشور، أنه تم إنزال الكاميرا ”إلى عمق 36 مترا”، مضيفا أن”هذه التكنولوجيا الحديثة”، سمحت بمعاينة وفاة محجوبي عياش، بمجرد غياب كل ”إشارة توحي بالحرارة” المنبعثة من جسد شخص لا يزال على قيد الحياة.
وأشار المتحدث إلى أن ”كل الأشغال المتعلقة باستخراج المياه تسمح بالقول إن الجثة سيتم انتشالها اليوم (أمس)، حيث تبقى متران (2م) فقط من عمق الـ 30 مترا للبئر”، مضيفا أن الحماية المدنية حتى وإن قامت بـ12.000 تدخل في السنة على مستوى الآبار، إلا أن الحالة هذه تبقى ”فريدة من نوعها في العالم أجمع”. ومن ثم فلا ينبغي ”المقارنة” مع الحالات المشابهة والتي تمت على إثرها عملية الإنقاذ بنجاح في البلدان الأخرى، لأن كل حالة تشكل ”استثناء” ـ يقول السيد عاشور ـ الذي ذكر بحالة الشيلي، حيث استغرقت عملية إنقاذ عمال المناجم من داخل البئر 93 يوما وحالة الطفل الذي تم إنقاذه في الصين بعد سقوطه في بئر يستجيب للمعايير ولا يتعدى عمقه 6 أمتار”.إلا أن المسؤول اعترف بوجود ”بعض الأسئلة التي تستدعي إجابات بعد القيام بالتحقيق الذي سيكشف عن ظروف وقوع الحادث بدقة”، معربا عن ”ثقته الكاملة” في عناصر الشرطة العلمية المكلفة بالتحقيق في هذه القضية. والهدف من هذه النتائج ـ يسترسل العقيد ـ هو ”تفادي وقوع حوادث مشابهة في المستقبل والتخمين في الإجراءات الوقائية الواجب اتخاذها”، داعيا أصحاب الآبار إلى التفكير في وضع ”تجهيزات أمنية” حول هذه المواقع.