يدفعه إلى رفع التحدي
بلماضي يفتح صفحة جديدة للاعب المحلي
- 952
أثار مدرب الفريق الوطني لكرة القدم جمال بلماضي من جديد، الحديث عن مكانة اللاعب المحلي في المنتخب بإشرافه على تربّص لاعبين ينشطون في البطولة الوطنية، انتهت الودية التي ختمته بالفوز على منتخب قطر الخميس الماضي، فكثيرا ما كان اللاعب المحلي صلب نقاشات بين الرأي العام الكروي الجزائري والمدربين الذين تداولوا على العارضة الفنية للخضر، وكانت تدور دائما عن مكانة هؤلاء اللاعبين ومحلها من الإعراب في المنتخب، الذي اعتمد في وقت سابق على 100 بالمائة من اللاعبين المحترفين في البطولات الأجنبية.
رغم أنّ بلماضي كان صريحا في البداية فيما يتعلق بمستوى المحليين حين أجاب على سؤال يتعلق بهم في بداياته مع الفريق الوطني وقال: ”مستوى البطولة الوطنية ضعيف”، مما فتح مجالا للتأويلات بين معارض ومساند، لكن بدون منتقد لبلماضي، مثلما حدث مع سابقيه، إلا أن مدرب قطر السابق سرعان ما تراجع عن قراره، حين أصبح يتابع مباريات البطولة المحلية عن قرب، واكتشف أنّ هناك لاعبين يملكون إمكانيات لا بأس بها، إلاّ أنّهم يحتاجون للـتأطير والإيمان بقدراتهم، كما أنّ تكليف بلماضي بالإشراف على الفريق المحلي، جعل بلماضي يولي اهتماما أكبر لهؤلاء اللاعبين، الذين كانوا يشتكون دائما من التهميش في الفريق الوطني، لتأتي الفرصة التي كانت تنتظرها هذه العناصر الوطنية، حين استدعاهم الناخب الوطني إلى التربص الأخير الذي بدأ في مركز سيدي موسى وانتهى بمباراة قطر، استطاع بلماضي خلالها أن يقود هذه التشكيلة إلى تحقيق الفوز في عقر دار القطريين، ليفتح صفحة جديدة بالنسبة للاعبي البطولة المحترفة الأولى، الذين رمى الكرة بين أرجلهم. فالمدرب الحالي للخضر على عكس ألكاراز وماجر اللذين حاولا إبراز اللاعبين المحليين إلاّ أنّهما فشلا، قام بعمل مغاير تماما، حين اختار في قائمته اللاعبين الذين شاهدهم فوق الميدان فقط، وتابع عن قرب طريقة لعبهم وإمكانياتهم، واكتفى بـ 18 لاعبا رافقوه إلى قطر، واستطاع أن يعود معهم بالفوز، فاختيارهم تم بعد دراسة دقيقة لكلّ إمكانياتهم من كل الجوانب، واستعدادهم للعمل المبرمج من قبل المدرب، سواء من الجانب البدني، التقني أو النفسي، ولهذا فإنّ بلماضي لم يقبل أن تُفرض عليه الأسماء.
ومن أجل الاستمرار في الفريق الوطني ولم لا الحصول على فرصة للمشاركة في كأس أمم إفريقيا القادمة؛ الحلم الذي يبقى يراود مثل هؤلاء اللاعبين، عليهم البروز أكثر في أنديتهم، كون الناخب الوطني، سيبقى يتابعهم، فالأماكن لن تكون سهلة المنال سيما في الفريق الأول، وبلماضي الذي بدأ يغيّر فكرته رويدا رويدا حول مستوى البطولة الوطنية واللاعب المحلي، ما عليه سوى أن يؤكد له ذلك، وأنّه لا يحتاج سوى لبعض الاهتمام ومنحه الثقة، ليُظهر ما يملكه من إمكانيات، وما على هؤلاء اللاعبين سوى رفع التحدي، خصوصا أن المدرب راض عن مستوى البعض منهم، الذين إن أردوا أن يبقوا في محيط اهتمامه لتربص الخضر القادم شهر مارس 2019، ما عليهم سوى أن يبروزا رغبتهم في ذلك، فبلماضي كان واضحا معهم، حين أكد لهم أنه لن يكون هناك أي إقصاء للاعبين شرط أن يرفعوا من مستواهم، ويثبتوا على رغبتهم في مواصلة المشوار مع المنتخب الوطني.