المدير المكلف بالهجرة بوزارة الداخلية لـ«المساء”:
هناك مؤامرة ضد الجزائر لتسهيل تدفق إرهابيين بجوازات مزيفة
- 2576
حذر المدير المكلف بالهجرة على مستوى وزارة الداخلية السيد حسان قاسيمي، أمس، من مؤامرة كبيرة تحاك ضد الجزائر من قبل جهات إقليمية، من أجل تسهيل تدفق ”الإرهابيين” من منطقة حلب السورية إلى الجزائر عبر النيجر ومالي بجوازات سفر سودانية مزيفة مع قرب انسحاب القوات الأمريكية من هذا البلد.
وقال قاسيمي لـ«المساء” إن العديد من الجنود السابقين في الجيش السوري الذين دخلوا الجزائر بطريقة غير شرعية لهم اتصالات مع ضباط سامين في الجيش السوري الحر، الذي وقفت قوى إقليمية على إنشائه بهدف الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ضمن تنفيذ نظرية الفوضى الخلاقة التي وضعتها كاتبة الدولة الأمريكية السابقة كوندليزا رايس في إطار رسم خريطة الشرق الأوسط.
كما أوضح أن الجزائر تتابع بانشغال ملف هؤلاء المهاجرين العرب المنحدرين من سوريا واليمن والذين يتخذون من النيجر ومالي ممرا لدخول الجزائر، بتأطير من تنظيمات مسلحة، مؤكدا أن الجيش الجزائري مجند للتصدي لهذه التهديدات. وحسب المتحدث فإن انتهاج عناصر الجيش السوري الحر طريق الجنوب عبر السودان وصولا إلى الجزائر، جاءت بعد لجوء دول منطقة البلقان إلى وضع إجراءات أمنية مشددة على طول حدودها لمنع تسلل عناصر التنظيمات الإرهابية ضمن قوافل اللاجئين الزاحفين إلى دول الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن أعمار هؤلاء المهاجرين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة وكلهم ملتحون.
على صعيد آخر، كشفت مصادر أمنية لـ«المساء” أن قوى إقليمية تسعى لترحيل العديد من الأشخاص المنضوين تحت تنظيمات إرهابية شاركوا في معارك بالشرق الأوسط إلى منطقة شمال إفريقيا، من خلال إقامة مراكز تشرف هذه القوى على إدارتها وهو ما قوبل بالرفض من قبل دول المنطقة، من منطلق أن استقبال هؤلاء المقاتلين سيشكل خطرا على الأمن القومي لها كونها تعاني هي الأخرى من التهديدات الآتية من الساحل.
للإشارة، أدت سلسلة الهزائم التي لحقت بالتنظيم الإرهابي في العراق وسوريا، بالعديد من المقاتلين للهروب إلى مناطق جديدة كدول شمال أفريقيا والساحل الأفريقي، وهو ما يدخلها في دوامة من التهديدات المتعددة المخاطر والتداعيات.
وتشكل عودة ما لا يقل عن 5600 عنصر من تنظيم ”داعش” الإرهابي من العراق وسوريا إلى دولهم تحديا أمنيا هائلا لهذه الدول، حسب مركز ”صوفا غروب” الاستشاري للشؤون الأمنية. في حين تشير العديد من التقارير أن تونس والجزائر تعد في مقدمة الدول المستهدفة بعودة ونزوح الدواعش إليها، خاصة أن ساحلها الطولي مع الدول الأوروبية يمتد لمسافة كبيرة.
كما أن الوضع الأمني الهش في عدد من دول المغرب العربي والساحل الأفريقي وفر الحواضن للجماعات الإرهابية، الأرض الخصبة للتحرك بحرية واستمرارها في التجنيد، وهو ما يحتم على الجميع العمل بشكل مشترك لمكافحة الإرهاب، وتجفيف مصادر تمويله بمنطقة غرب أفريقيا بالخصوص.
وقد كانت الجزائر قد حذرت مبكرا على لسان وزير الخارجية عبد القادر مساهل، من خطر مقاتلي تنظيم ”داعش” الإرهابي العائدين إلى بلدانهم من ساحات القتال بسوريا والعراق، وعدهم ”هاجسا يؤرق الحكومات العربية”.
كما أوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن ”الجزائريين هم الأقل قابلية للانخراط في صفوف تنظيم داعش أو غيره”، موضحا أن ”تجربة الجزائر المريرة مع الإرهاب تشكل تحصينا لشبابنا ضد هذه الآفة، التي تنخر جسد الوطن العربي منذ سنوات، وتغذيها التدخلات الخارجية”.